هاشم الساموري لموقع الفكر: مقاطعة مقامة تعاني من العزلة التي تتفاقم في موسم الخريف، حتى يلجأ السكان لاستخدام الزوارق في تنقالاتهم

. في إطار مواكبة موقع الفكر لمجريات الساحة الوطنية، وسعيا منه إلى إطلاع المتابعين الكرام على تفاصيل الأحداث، بتحليل متوازن، ونقاش متبصر، وبناء على جولتنا الإطلاعية في ولايات النهر،  نلتقي مع االنائب عن مقاطعة مقامة هاشم ولد الساموري، لنستجلي من خلاله ما وراء الخبر.. في لقاء شامل، عن أهم المشاكل التي تعاني منها مقاطعة مقامة، فأهلا وسهلا بضيفنا الكريم. 
موقع الفكر: ما اهم المشاكل التي تعاني منها مقاطعة مقامة؟.
هاشم ولد الساموري: اشكركم جزيل الشكر على الاستضافة وأشكر جميع العمال العاملين في الموقع. 
فيما يخص مقاطعة مقامة، فهي من المقاطعة التابعة لولاية كوركل، و تقع في جنوب شرق كيهيدي وتحدها كيهيدي من الغرب ومن الشمال امبود ومن الجنوب نهر السنغال ومن الشرق سيلبابي، إضافة إلى ذلك فهي مقاطعة زراعية رعوية، وتعد من اهم مقاطعات البلاد نظرا لأنها تضم عديد المكونات، ويعيشون فيها بسلام وأمان لله الحمد، وتترسخ فيها الوحدة الوطنية من خلال تشكيلتها السياسية من مختلف تشكيلاتها السكانية، هذا بالإضافة إلى أنها مثل نظيراتها من مقاطعات الوطن، فيما تعاني من مشاكل مختلفة وعلى جميع المستويات فهي تعاني من العزلة إذ يربطها طريق واحد بمدينة كيهيدي، والطرق الأخرى لما تنجز بعد، فقد تعهدت الجهات المسؤولة بانشائها قبل فترة ليست بالقصيرة ولما تنجز بعد، فهي طريق مهمة وتفك العزلة عن الكثير من القرى والبلديات مثل بلديات، توليل ووالي والفرع وصنيه، فإنشاء هذه الطريق يفك العزلة عن الكثير من البلديات والقرى وحتى عن مقاطعتين اخريين.
كما انها من الناحية المحادة لامبود لاتوجد طريق سالكة والطريق بينها وسيلبابي تقدر  100 كلم، تقريبا وبينها ويين امبود 60 كلم، وطالبنا بطرق أخرى تفك العزلة عن مقامه ونحن في اشد الحاجة إليها ولكن لم يستجب لطلبنا حتى الآن، فهذا يساعد في فك العزلة عنها نظرا للهشاشة التي تشهدها ولوضعيتها الاجتماعية، أما في فترة الخريف فإنها تشهد عزلة شديدة تصعب الوصول لبعض بلدياتها ويلجأ السكان للزوارق الصغيرة للعبور بين الأودية، وتعرف بلديات مقامه وتوليل وصنيه والفرع عزلة اقوى في فترة الخريف حيث لايمكن الوصول لهم، ولكن هناك فعلا بلديتان تقعان على الطريق الرابط بكيهيدي. 
وآخر الوعود من الدولة انها ستعمل جاهدة على فك العزلة في أقرب الآجال ونأمل ان تحل هذه المشكلة قبل الخريف القادم ان شاء الله 
هذا فيما يخص العزلة. 
موقع الفكر:ماهي ملاحظتكم على الطريق الرابط بين مقامه وكيهيدي؟
هاشم ولد الساموري: لدينا بعض الملاحظات على هذه الطريق نظرا لأن بعض المقاطع فيها لم يكن جيدا، رغم وجود شركات أجنبية وأخرى محلية هي التي باشرت الأشغال فيه، أقول لك ان احداهما صينية والأخرى وطنية، والجانب المتجه الى شمامه تولته الشركة الصينية، بالرغم من المآخذ عليه كان أحسن من الآخر والطريق من كونده إلى كيهيدي نفذته شركة وطنية وعليه ملاحظات عدة، الا انها احسن من لاشيء رغم انها سيئة وليست من احسن الطرق فهي طريق صعبة ومتهالكة وحين تأتي اول أمطار قوية ستكون هذه الطريق في خبر كان!، هذه باختصار هي وضعية الطريق هناك.

موقع الفكر: حدثنا عن أزمة المياه في المقاطعة؟ . 
هاشم ولد الساموري: اما فيما يخص مشكل المياه فهي مشكلة مطروحة لاتكاد تخلو منها ولاية من ولايات الوطن رغم توفر المياه في بعض المناطق وربما قد تكون ثمة مناطق مصنفة أصلًا انها مياهها ثقيلة او غير مستسهلة للشرب، بالنسبة لمقاطعة مقامه كثير من بلدياتها على البحيرة وينبغي ان تكون مياههما الجوفية متوفرة يتعلق الأمر بجول ومقامه ووالي وصنيه وتوليل فهذه البلديات تتوفر على المياه، فإما ان بعضها على نهر السنغال أو بعضها على البحيرات التي تتوفر على المياه الجوفية هناك، لكن هناك نواقص جوهرية والحاجة ماسة الى توسيعات في شبكات المياه وقد تقدمنا مرآت بأكثر من طلب للجهات المعنية ونأمل ان تلبى هذه المطالب عاجلًا. 
فقد حفرت آبارات ارتوازية قديما في بعض البلديات ومع الكثافة السكانية المتتابعة على مدى الأعوام الماضية كان لزاما ان تحفر آبار أخرى وتتم توسعة الشبكات على عموم المقاطعة، وفي الفترة الحالية حفرت العديد من الآبار ونفذت أشغال كثيرة في هذا الميدان لكن للأسف لاتكون على المستوى المطلوب، وتكون كميات المياه ضعيفة وماتزال هناك صعوبة كبيرة وقد طالبنا بانتهاج سياسة تغطي الكمية الكافية من المياه الصالحة للشرب للسكان هناك، وقد بدأ مؤخرا برنامج آفطوط الشرقي يحذو حذو القرى المجاورة لنا وحين يوفر خزان او اكثر فسيكون الحال أحسن، كذلك سبق واأأن قام البنك الدولي بإنشاء شبكة على مستوى البلدية من اجل البحث عن الحصول على المياه هناك ان شاءالله.
وبالنسبة لبلدية الفرع والقرى المجاورة لها تعاني نفس مشكل المياه الجافة وتؤرقنا مشكلة المياه الجوفية. 
النائب: تبعد مقامه عن النهر حوالي 10 كلم تقريبًا وسبق وان عرضنا مشكلة المياه هذه سابقا على الوزير المعني ووعد بإنشاء خزانيين لتصفية مياه البحر من اجل مد تلك البلديات المجاورة بالمياه الصالحة للشرب ، وفي فترة الحر تعاني مقامه من ازمات المياه الشديدة وفي شهر مايو ارسل حاكم مقامه رسالة الى الوزارة من اجل التدخل السريع بغية توفير الخزانات في أسرع وقت 
والى الآن مازالت بعض القرى تعتمد على بعض الآبار التقليدية وأخرى عصرية، ولعل السكان هناك تعودوا على شرب المياه غير مبالين بنظافتها من عدمها.

اما فيما يخص الكهرباء فنظرا لأهميتها وحساسيتها وكونها من ضرورات العصر، فهي مهمة ومحتاجة اليوم.
وعلى مستوى مقامه نعاني نقصًا كبيرا فيها رغم وجودها في بعض البلديات الا أنها في الغالب تعاني نقصا شديدا في الكهرباء مما يضطر بعض الساكنة الى إدخالها وامداد القرى باعمدة الكهرباء بطريقة خطيرة وغير آمنة احيانا وقد أرسلت الدولة مؤخرا بعثة للمقاطعة بغية اصلاح المشكل والتغلب عليه وتوسيع الشبكة في بلدية مقامه، اما بالنسبة لبلدية والي فنفس المشكلة فهناك منطقة واحدة تقريبا مستفيدة من الكهرباء عكس جل الأحياء التي لا تتوفر على الكهرباء، رغم أن الدولة تعد مخطط برنامج لكهربة كيهيدي متجها الى كوراي وكيديماغا عن طريق استثمار نهر السنغال والذي يمر بعديد قرى ضفة نهر السنغال وسيتم من خلال هذا المشروع إمدادا قرى كثيرة بشبكة الكهرباء، لكن هناك بلديات اخرى لما تستفد بعد من الكهرباء، وتعكف الدولة الآن على كهربة المناطق الريفية،  وستستفيد جميع بلديات شمامه باستثناء بلديتين تقريبا نرجو ان يصل جميع تلك المناطق ان شاءالله . 
اما فيما يتعلق بالجانب التعليمي فالتعليم نفس الشيء فهو مثل ماتقدم ذكره له ايجابياته وسلبياته نظرا  لأنه هو اساس كل تنمية وتقدم، فيوجد في مقامه عديد المدارس على مستوى البلديات ولديهم بعض المشاكل التي يعانون منها مثل نقص المعلمين والكادر البشري كما توجد بعض المؤسسات بتشييد جيد وحصلت على كفالات مدرسية مقنعة تساعد التلاميذ من ابناء الطبقات الهشة على دراستهم كذلك نفس الحال بالنسبة لبعض المدارس الأخرى والتي تعاني من نقص المعلمين ومشكل البنية التحتية تتأرجح بين التحسن من جهة والنواقص من جهة اخرى. 
موقع الفكر:  حدثنا عن نسب النجاح في المقاطعة؟ 
هاشم ولد الساموري: في السنة الماضية أجريت في قريتنا مسابقة ختم الدروس الابتدائية شارك فيها مايزيد على الثمانين تلميذا نجحت منهم 65 تلميذا فهي من احسن المؤسسات واحتلت صدارة المدارس بالرتبة الاولى وقامت وزارة التهذيب بتشحيعها، اما بالنسبة للإعدادية فتجرى فيها مسابقة ختم الدروس الإعدادية وأجريت فيها المسابقة العام الماضي ترشح  لها اكثر من تسعين طالبا نجح منها بضع وثلاثون ، اما الباكالوريا فتجرى هناك على مستوى المقاطعة فقد نظمت العام الماضي وكانت نسبة النجاح ضعيفة او متدنية بحيث انه في الدورة الاولى نحج تلميذان من اصل ما يزيد على الثلاثين في الدورة الاولى وتأهل تلميذان آخران للدورة الثانية ونجحا، حسب معلوماتي فلا توجد مدرسة بلا معلم الا أننا نعاني نقصا حادا من المدرسين في المقاطعه وعلى مستوى مختلف المقاطعات وبعض الاحيان أو غالبا يدرس المعلم قسمين او اكثر تقريبا.
وهذا ينعكس على سلبا على التلاميذ من ناحية وعلى المعلم من ناحية اخرى. 
ضف إلى ذلك ندرة وجود مدرس لغة فرنسة على مستوى الداخل بحيث تجد مؤسسة كاملة فيها معلم واحد. 

موقع الفكر: الخدمات الصحية في المقاطعة؟
هاشم ولد الساموري: اما فيما يتعلق بالصحة فلا يوجد فرق كبير بينها وماذكرنا من تعليم ومياه وكهرباء اذ تعاني كذلك هي من عديد المشاكل . 
كل بلدية من المقاطعة توجد بها نقطة صحية او اكثر حسب حجم البلدية وحاجتها كذلك هناك مركز صحي على مستوى المقاطعة بؤدي عديد الخدمات من فحوصات اولية ونحو ذلك أ، الا انه يعاني من نقص في الطواقم ومن نقص التخصصات ولايوجد به قسم للعمليات الجراحية ولايوجد به غير طبيب عام واحد، ولكن يوجد به مختبر وكشف الأشعة بالصدى "Echographie «  
وللأسف نظرا لقلة الإسعافات لمصابي حوادث السير كثيرا ما ينقل المصابون الى مدينة كيهيدي لتلقي العلاج والاسعافات الاولية ولاتوجد سيارة اسعاف الا في مقامة وحدها.
موقع الفكر:  ماذا عن نسبة الفقر في المقاطعة؟ 
هاشم ولد الساموري: المشكلة ان سكان البلديات الريفية يعانون نقصا حادا في الداخل بل ان بعضهم لادخل له اصلا ووضعيته الاقتصادية هشة وهذه التجعات ليست لها أطر ولا رجال اعمال واي تجمع او بلدية ليست لديها أطر او رجال اعمال وبالتالي لايمكنها الحصول على سيارة إسعاف او تمويل ذاتي للحصول عليها، فهم في الغالب فلاحون ومنمون، ومن اصيب بوعكة صحية طارئة لابد له من اي يتصل بسيارة إسعاف مقامه وتأتيه غالبا في الوقت . 
غذا، يحتاج السكان لتوفير جميع التخصصات الطبية وجميع اللوازم والمعدات اللوجستية. 

موقع الفكر: ما تقويمكم لواقع الزراعة؟
بالنسبة للزراعة فالمنطقة زراعية بامتياز وبها الزراعية المطرية وزراعة الري والزراعة الفيضية وفي حال كان العام كثير الأمطار فذلك يعود بالأحسن، وعلى العكس عام القحط تكون ظروف الزراعة أصعب وينعكس ذلك سلبا ،وغالبا ما تكون الزراعة الفيضية كثيرة المحاصيل اذا نجت من الآفات الزراعية.
ونطالب بالاستصلاح الزراعي دائما لأن الأرض خصبة وصالحة للزراعة لأنه إذا لم يحقق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل فحتما سيغطي نسبة كبيرة من حاجيات السكان هناك. 
الحرائق كثيرا ماتقع ولكن يتم التغلب عليها واطفاؤها بسرعة ، وقد يكون من أسباب تكرار الحرائق عدم اخذ الحيطة والحذر زيادة على عدم وعي بعض السكان وتجنبهم مثل أصحاب الفحم الذين يصدرون يعتمدون على خرق جذع شجرة مثلا ويتضاعف الضرر بالبيئة بالحرق المتكرر المتعمد ،ومن المشاكل كذلك سرقة الحيوانات فقد تحدث ويتم جلب الحيوانات الى منطقة حدودية مثل حدود مالي او حدود السنغال الا انه تقلص لله الحمد في الفترات الأخيرة. 
موقع الفكر: بوصفكم عمدة لبلدية ماذا أنجزت للبلدية ؟ 
عمدة مقامه: انا كعمدة انجزت بعض الإنجازات رغم الظروف وشح الوسائل، في مجال التعليم لدينا ست مدارس على مستوى البلدية،  وعلى مستوى الإعدادية سعينا وبالتعاون مع منظمة غير حكومية إسبانية لبناء إعدادية وتم ذلك ثم بعد ذلك بذلنا جهودا مع السفارة اليابانية حتى قامت بتوسعة وبناء حجرات دراسية،  وحجرة للحارس 
كذلك سعينا مع التعاون الفرنسي في إطار المياه إضافة الى بعض المعدات المدرسية، ودعمنا تعاونيات تجارية عديدة ومختلف ذلك من الأنشطة هذا بالإضافة إلى فتح الدولة لدكاكين أمل هناك . 
موقع الفكر: ماذا عن الوضع الامني في مقامه؟ 
هاشم ولد الساموري: الوضع الامني الحمدلله هادئ وليست به أي مشاكل الحمدلله 
موقع الفكر : هل من كلمة أخيرة؟
هاشم ولد الساموري: اود ان اشكركم جزيل الشكر وأرجو لكم التوفيق وهذا اللقاء جد مهم بالنسبة لي ويساهم في اثارة وإنارة الشأن العام وتنمية البلد وتنمية المقاطعة بصفة خاصة 
وجزاكم الله خيرا.