الدكتور محمد محمود ولد المعلوم لموقع الفكر: أصابت موريتانيا بخروجها من مجموعة "سيفا" العملة الموحدة لإفريقيا الغربية( مقابلة)

في إطار مواكبة "موقع الفكر" لمجريات الساحة الوطنية، وسعيا منه إلى إطلاع متابعيه الكرام على تفاصيل الأحداث، بتحليل متوازن، ونقاش متبصر، نلتقي اليوم مع الأستاذ الجامعي محمد محمود ولد المعلوم، أحد المهتم ين بالشؤون السياسية والاجتماعية في موريتانيا لنسمع منه عن الوضعية الجيوسياسية في العالم، وعن التحولات التي نعيشها دوليًا وإقليميًا ومحليا، وفيما يلي نص المقابلة:

موقع الفكر: نود منكم أن تعرفوا المشاهد  بشخصكم الكريم، من حيث الاسم وتاريخ ومحل الميلاد، و الدراسية والشهادات التي نلتم والوظائف التي تقلدتم؟
الدكتور ولد المعلوم: بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على نبيه الكريم، إسمي محمد محمود ولد المعلوم،  مولود عام 1969م،  بمقاطعة تجكجه بموريتانيا، أستاذ جامعي حاصل على دكتورا في العلوم السياسية من معهد دراسة السياسات ايكس- آنبروفانص بفرنسا ( institute d’étude politique Aix -en provance ). 
أمضيت أزيد من ربع قرن تقريبًا في فرنسا، مهتم بالشؤون السياسية والاجتماعية في بلدي موريتانيا. 
موقع الفكر: نود منكم ان ان تحدثونا عن الوضعية الجيوسياسية في العالم، وعن التحولات التي نعيشها دوليًا وإقليميًا ومحليا؟ 
الدكتور ولد المعلوم: حتى نتحدث بمنهجية علمية سنتكلم عن الجيوسياسية بصفة عامة في العالم، ثم بعد ذلك نأتي على المنطقة المغاربية وتداعيات ذلك على موريتانيا، لكن قبل ذلك سأقدم تقديمًا بسيطًا لتاريخ النشأة الجيوبوليتيكية لموريتانيا أصلًا، فموريتانيا أصلًا في عهد الاستعمار كان الهدف من احتلالها من طرف فرنسا هو ملئ الفراغ مابين مستعمرات فرنسا في إفريقيا الغربية من جهة ومابين مستعمراتها في المغرب العربي خاصة الجزائر، حيث كانت تحول دون الاستعمار الأسباني منه، لكن بعد استقلال موريتانيا مطلع الستينات تبدلت الرؤية الجيوستراتيجية لفرنسا فصارت مهتمة بموريتانيا،  ليس لأجل سواد عيونها وإنما من أجل منع أن تمدد المغرب حدودها من طنجة إلى سينلوي، وزيادة نسبة إطلالتها على المحيط الأطلسي، لأن ذلك جد مهم واستراتيجي بالنسبة للدول العظمى، وكان هذا هو الهدف من دعم فرنسا للمختار ولد داداه في حرب البوليساريو وترصدها لبعض المحسوبين على البوليساريو القادمين إلى موريتانيا من بوابة داكار، الهدف الذي مازال قائما بالنسبة لفرنسا والذي يخدم مصلحتها ألا تتفكك موريتانيا لأنه من ناحية يضر بمصالح فرنسا ويخدم مصلحة موريتانيا والجزائر، وهذا هو الواقع الآن،  هذا من الناحية التاريخية.

الآن، نعود للوضعية الجيوسياسية في العالم  ولابد من تقديم بسيط عن وضعية العالم الجيوسياسية خلال الثلاثين سنة الماضية التي يديرها أو ينظمها الانجلوسكسون وأقصد بهذا المصطلح بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية، فمنذ نهاية الحرب العالمية الثانية والانجلوسكسون ينظمون الوضعية الجيوسياسية في العالم اقتصاديا وسياسيا وحتى في حقوق الإنسان الديمقراطية، ويصنعون لذلك آليات للتحكم فيه وخاصة منذ انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991م، الذي كان منظومة جيوسياسية منافسة للمنظومة الانجلوسكسونية،  فأدى انهيار الاتحاد السوفييتي للمنظومة الانجلوسكسونية أنها تتقلد زمام العالم، والتحكم في مصالحه وذراعها المالي والاقتصادي هو صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وذراعها السياسي هو الأمم المتحدة وخاصة مجلس الأمن الدولي وذراعها الاجتماعي يعني تغيير المنظومات الاجتماعية للقوانين هو الأمم المتحدة، كذلك وذراعها السياسي هو الديمقراطية وحقوق الانسان، وهذا ليس من باب نظرية المؤامرة لأني لاأؤمن بها، بل لأن هذا معروف ومفتوح للباحثين الجيوسياسيين، أن هذه المنظومة الجيوسياسية التي يتحكم فيها الانجلوسكسون و ومن تحالف معهم يستفيد من هذه المنظومة ومن لم يتحالف معهم من هذه الدول يضغطون عليه ويضربونه بهذه المنظومة مثل ما فعلوا مع إيران وكوبا وفنزويلا والعراق وليبيا والدول التي دمروها، لأنها حاولت الخروج على هذه المنظومة الجيوسياسية التي أسسوها، وللأمانة فليست لهذه المنظومة سلبيات فقط بل لها إيجابيات لأنها تنظم الملاحة البحرية في العالم مثلا في المضايق المعروفة والتي تعد من أهمها أربعة مضايق في الأراضي العربية والإسلامية مثل مضيق ملقا  الواقع بين سنغافورة وماليزيا والذي يعد من أهم وأكبر المضايق ومعبرًا للتجارة الدولية وكل هذه المضايق تحت الحماية الأميركية وفيها قواعد عسكرية أميريكية، فهذا من ناحية إيجابي ومن ناحية أخرى يبدو كنوع من التحكم الأميركي في الملاحة العالمية وفي الاقتصاد العالمي، وهذه المضايق الأربعة هي: مضيق ملقا ومضيق هرمز ومضيق باب المندب ومضيق جبل طارق. 
إذا، ما أريد توضيحه أن المنظومة التاريخية الجيوسياسية للتحكم في العالم هي المنظومة الانجلوسكسونية بامتياز وبقيادة الولايات المتحدة وتستفيد منها الدول الأوروبية وخاصة فرنسا وستفيد منها دول العالم العربي المتحالفة مع المنظومة الانجلوسكسونية، ومن سولت له نفسه الخروج على هذه المنظومة يضرب بآليات المنظومة المالية كالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي أو الآلية السياسية كالامم المتحدة ومجلس الأمن الدولي الذي اجتمع على العراق مثلا أو أي دولة أخرى مخالفة للمنظومة، وهذه المنظومة كلها مايجمعها ويناسقها هو الدولار الذي تتحكم به في التجارة الدولية كأكبرعملة للتعاون الدولي وكأكبرعملة احتياطية في البنوك المركزية في العالم، وهذا  ما جعل هذه  المنظومة المتكاملة تتحكم في العالم بالتعامل بالدولار، رغم أنه بدأ يفقد نوعا من مصداقيته وقد فقد بعضها شيئا ما خلال العشرين سنة الماضية، إذا، فهذه المنظومة منظمة حول الدولار وحول تعامل العام كله بالدولار وقوة الولايات المتحدة في أن تجعل الإعلام العالمي كله يتحدث حول الحروب التي تشنها الولايات المتحدة في بعض الدول، لكنك نادرا ما تجد إعلاميا واحدا يتحدث أن هذه الحروب من أجل استمرار هيمنة الدولار على الاقتصاد العالمي، لأن هيمنة الدولار خط أحمر بالنسبة للولايات المتحدة، لأن انخفاض أو تراجع قيمة الدولار او فقد الثقة فيه قد يتسبب في انهيار الاقتصاد الاميركي وذلك مؤشر او مؤذن بانهيار الاقتصاد العالمي وهذه هي الاشكالية المطروحة لدى الامريكان، فأي رئيس قرر التعامل بغير الدولار يكون عرضة للاجتياح كما وقع مع الرئيس صدام حسين، حين وقع اتفاقيات سرية مع الأوروبيين تقضي ببيع النفط باليورو ونفس الشيء مع القذافي حين أراد إنشاء عملة افريقية جديدة موحدة.

إذا، هذه المنظومة الانجلوسكسونية بدأت تهتز من الداخل منذ 15 سنة، ولأسباب عدة داخلية أساسًا لأن عقوباتها التي تقوم بها  كثيرا ما تكون غير قانونية ولا شرعية مثل عقوباتها على ايران وفنزويلا بحكم القانون الاميريكي والذي يقول بأن أيّ دولة تتعامل بالدولار يحق للمحاكم الاميريكية مقاضاتها على أرض تلك الدولة نفسها وهذا زيادة على الحصار الاقتصادي الذي يفرضونه على بعض الدول.

منذ 15 عاما،  بدأت دول عديدة تتذمر من هذا الوضع وترى أن هذه المنظومة لا يمكن ان تتواصل بهذه الصيغة، وربما كانت القشة التي قسمت ظهر البعير هي الحرب الروسية الاوكرانية، إذ انتهجوا نفس الأسلوب الذي كان متخذا مع إيران، انتهجوه مع روسيا لكن المفارقة أن روسيا دولة عظمى عكس إيران وفنزويلا فكانت لهذه الحرب أسباب ثلاثة على الأقل:

أولاها تغيير المنظومة الدولية التي كانت تتحكم والتي كانت أحادية القطبية إلى منظومة أخرى تكون ثنائية أو ثلاثية القطبية وهذا الذي يتجه نحوه العالم الآن، فثنائية القطبية تعني الانجلوسكسون والصين والثلاثية القطبية تعني روسيا والصين والانجلوسكسون، لكن الثلاثة قد لاتتحقق على المدى القريب وتحتاج زمنًا طويلا . 
والظاهر ان الثنائية القطبية قد تتشكل قريبًا وما قمة الصين والسعودية والصين والدول العربية مؤخرا منا ببعيد، وهذه الثنائية تخفف من هيمنة الانجلوسكسونية على العالم، إذا، أود الآن أن أعرج على تداعيات الوضعية الجيوسياسية على منطقتنا المغاربية والسنغال ومنطقة غرب افريقيا فهذه المنظومة الدولية مترابطة وتتحكم فيها الانجلوسكسون تبدأ تحالفات جديدة حيث ستنبثق عنها تحالفات تبحث من خلالها الدول عن منظومة تتولى حمايتها وذلك تشكل نوعا ما بين المغرب والجزائر، فالأولى تتبع الانجلوسكسونية والثانية  تتحالف مع روسيا وهذا ربما يعني المواجهة التي مازالت سياسية والتي قد تتطور إلى اكثر بين احلافهم السياسيين من القوى العظمى والتي تشهد سياساتها تغيرا في هذه الدول فدخول إسرائيل للمنطقة من خلال إعادة علاقاتها بالمغرب والذي بدأ بزج أوراقه والذي اعتبره شخصيا خطيرا على المنطقة المغاربية والتخندق بين الجزائر والمغرب والذي سيلقي بظلاله بصفة أو بأخرى على موريتانيا. 
بالنسبة لموريتانيا فهي المنفذ شبه الوحيد للمغرب نحو الأسواق الافريقية، والأسواق الافريقية حسب الدارسين لمستقبل الدول الاقتصادي والاجتماعي هي مستقبل السوق العالمي على المدى الطويل ومما يؤشر على ذلك ان سكان نجيريا سيصلون عتبة 750 مليون نسمة بحلول العام 2100 ومالي 100 مليون نسمة والنيجر 200 مليون نسمة والسنغال 75مليون نسمة، هذا يعني ان القارة مقبلة على طفرة ديمغرافية تحتم إيجاد الاستهلاك للسكان ويحتاج للتجارة وقد فهم المغرب هذه الوضعية واستشرفوها قبل عشرين سمة، فتوجهوا نحو إفريقيا في عملية التنمية الاقتصادية مبتعدين عن أوروبا والاقتصاد العالمي اليوم جله متجه نحو إفريقيا والمنفذ البري الوحيد للمغرب نحو إفريقيا هو معبر الكركرات وهذا يعطي قيمة جيوستراتيجية لموريتانيا رغم انها لاتعتمد على المؤشرات التي تجعلها قوة عظمى مثل الاقتصاد القوي والثقافة القوية والتقدم التكنولوجي والقوة العسكرية، لكن موقعها الجغرافي قد يمكنها من لعب دور مهم وأساسي في الصراع الجزائري المغربي لكنه ينبغي ان دورا إيجابيا حتى تستفيد من الدولتين وتكون همزة الوصل بين إفريقيا السوداء والمغرب العربي. 
واستراتيجية المغرب ان تغرق السوق الافريقية بالخضروات والطريق الوحيد للمغرب هو الطريق البري الذي يمر بموريتانيا وهذا يحتاج إلى توافق مع موريتانيا وهذا يحيلنا إلى إشكالية البوليساريو والتي أعتبرها شخصيا بمثابة سرطان في جسم المغرب العربي ومن الناحية الجيوسياسية فإن إشكالية البوليساريو هي إشكالية العلاقات المغربية الجزائرية بينما الاشكالية بالنسبة لموريتانيا لاتتجاوز التداعيات فقط بينما سبب الإشكالات الجزائرية المغربية أن المخططين الاستراتيجيين للجزائر بعد حرب الرمال كانت تقتضي استراتيجيتهم بأن يكون للجزائر منفذ على المحيط الأطلسي عن طريق البوليساريو بإنشاء خط يربط تيندوف والمحيط الأطلسي ودخول المغاربة في المسيرة الخضراء في الصحراء أفسد على الجزائر هذا المشروع وفي نفس الوقت ضاعفت المغرب وجودها على المحيط الأطلسي حيث كان من طنجة إلى لعيون فازداد من لعيون الى نواذيبو وهذا طبعا في إطار الصراع بين الدولتين الذي يزيد عمره على أربعين عاما.

وبالنسبة لي فهذه حرب عبثية ليس من باب نظرية المؤامرة او نحو ذلك ولكن ثمة دور لفرنسا وإسبانيا في استمرار التوتر في خاصرة الدول المغاربية، لكن المسؤولية الأولى تقع على المغرب والجزائر وسبق ان شاركت في دراسة أجريت حول موضوع إشكالية التوحيد الاقتصادي والسياسي والاجتماعي للمغرب العربي والذي تبين من خلال هذه الدراسة أنه مالم يعالج هذا السرطان الذي اصاب المغرب العربي فلن تحل أي مشكلة أخرى اقتصادية كانت او سياسية او اجتماعية. 
فيما يتعلق بالجارة السنغال،  فقد سبق وان ناقشت أحد المترشحين للانتخابات الرئاسية السنغالية يدعى عثمان سونكو وكان نقاشنا حول إشكالية العلاقات الموريتانية السنغالية حين وصوله للرئاسة فقال ان أول شيء يعني الحدود بين البلدين فهي ليست مرسمة قانونيا وبالتالي فالغاز الذي سينقب عنه في أرضنا وليس في موريتانيا، فقلت له إن موريتانيا فيها مكونات اجتماعية ظاهر أمرها أنه لم يكن بالاستطاعة إنشاء دولة وطنية حديثة مبنية على المواطنة حتى تتمكن جميع المكونات من التعايش السلمي فيها وهذه إشكالية كبرى تطرح تحديا كبيرا، اما من الناحية الجيوسياسية فوجود موريتانيا تضمنه الجزائر وفرنسا وليس لأجل سواد عيون موريتانيا، لأنه إذا تفككت موريتانيا سيتجه العرب نحو الشمال والزنوج نحو السنغال وهذا في صالح المغرب والسنغال عكس الجزائر وفرنسا التي تنظر للمغرب كمملكة منافسة لها في القارة تجاريا وبالتالي لاتريد لها التمدد نحو إفريقيا السوداء. 
وفي نهاية التسعينيات اجرينا تنظيما في فرنسا كان محاولة لجمع المعارضين الأفارقة والعرب في باريس من اجل مناقشة إشكالياتنا وتحديات دولنا المتشابهة نوعا ما ونبحث حول مقاربة سياسية تكون ملائمة لها، وفي البداية تولى المنصف المرزوقي رئاسة هذا التنظيم وترأسه بعده آلفا كوندي رئيس غينيا ثم بعد ذلك لوران باغبو الرئيس الايفواري السابق وبعد ذلك مغاربة وجزائريون ومصريون وتونسيون، إذا من خلال تجربتي من هذه العملية أن المعارض قبل السلطة يكون لديه أفكار قد لاتكون واضحة له تماما وإذا وصل للسلطة يصطدم بإكراهات السلطة، ومن تجاربي مع هؤلاء الرؤساء الثلاثة الذين عملت مع احدهم وهو المنصف المرزوقي تبين لي ان الرئيس أيا كان لابد من تتوفر فيه  أربعة شروط والخامس حصري على موريتانيا، أول هذه الشروط أن تكون لديه رؤية واضحة لبرنامجه ومايود إنجازه خلال فترة حكمه من جميع الجوانب، الشرط الثاني ان يكون متجردا من الماديات ولاينجذب لجمع الأموال ينصبٌّ فكره حول الإصلاح،  ثالث الشروط ان يكون لديه مستوى من التحصيل المعرفي والعلمي ولابأس اذا تخطى ذلك نحو التحصيل الفكري حتى يتنسى له تعيين الشخص المناسب في المكان المناسب، والشرط الرابع ان يكون متجردا من أي انتماء أو احساس قبلي او عرقي او اثني او شرائحي، بل يكون انتماؤه للوطن فقط. 
الشرط الخامس والأخير وهو ربما إلزامي يعني أنه يلزمه أن يكون قوي الشخصية في دولة من العالم مثل موريتانيا يلزمه ان يكون قويّ الشخصية حتى إذا بدا له ان فكرة ما سليمة يفرضها على المواطنين.
فمستوى تطور الدولة الوطنية ينقل المواطنين من كونهم رعايا إلى مواطنين مثل تونس تقريبا. 
ومن الإشكالات التي واجهت لوران باغبو علاقته المتوترة بفرنسا المستعمر السابق، ففكرته كانت فكرة صائبة إلا أنها ليست في وقتها حيث كان يفكر في تحرير كوت ديفوار من التبعية للشركات الفرنسية مع أن هذه الفكرة معقولة عكس ماكان عليه الحال قبل عشرين عاما حيث من فكر في الاستغناء عن التبعية الفرنسية تنقلب عليه فرنسا بانقلاب عسكري كما وقع لسيدي ولد الشيخ عبدالله او تجييش ضده الصحافة والمجتمع المدني كما وقع مع عبدالله واد أو كما فعلت معه هو نفسه حين دعمت الحسن وتارا ضده واستخدمت ضده الإعلام العالمي مثل الجزيرة وفرانس 24 حتى اخرجته عنوة وبالقوة مكرها. 
أختم بالتجربة التونسية فإنني أعتقد أنما أثر عليها هو تحالف السعودية والإمارات بمخططهما لإفشال التجربة التونسية حتى لا تتسرب عدواها إلى باقي الدول العربية الأخرى، هذا المخطط طبعا بالتعاون مع المنظومة الانجلوسكسونية، لكن بالنسبة للتجربة التونسية لم تنته نهائيا، كذلك الحال بالنسبة لتجربة الثورات العربية كأي ثورات ، كما يقول الأستاذ الجامعي المتخصص شارل تي: إن الثورة على شكل أمواج تأتي موجة فتنسف بعض الشيء وتأتي أخرى بعد سنين وتنسف بعضا آخر وهكذا.. حتى تتجسد افكار تلك الثورة في مجتمع معين، وهذا وقع في جميع الثورات التي سبقت الربيع العربي حتى الثورة الانجليزية كأول ثورة وكذلك في الثورةاطار الفرنسية وثورة الروس 1917 وثورة الصين 1947والثورات العربية امتداد للثورات الاولى التي ذكرنا، ومن الطبيعي عند قيام اي صورة ان يقع صراع بين الافكار الثورية وبين أصحاب السلطة مخافة ان تنسفهم الثورة في محاولة منهم لإفشالها ولو نسبيا كما وقع في تونس ومصر اللتين عادت اليهما الحكومات المضادة للثورة لكن هذا شيء مؤقت لأن الافكار الثورية إذا انطلقت لاتتراجع الى الوراء وستعود منها موجة او موجات في تونس وقد تجتاح الدولة العربية حتى دول الخليج في وقت من الأوقات ولن ينجو منها الا الدول ذات النطام الملكي الدستوري مثل المغرب أو الاردن الا انها تعاني من اشكالية جوار إسرائيل وذلك يصعب من الإصلاحات الداخلية لها مقارنة بالمغرب.

تشكل منظومة جديدة من رحم المنظومة القديمة يستغرق قدرًا من الزمن حتى ولو تقدم تحالف الصين والروس على الانجلوسكسون فهذا يستغرق 30 او 40 سنة  
ويقول اختصاصيو العلوم السياسية بأنه يوجد في أميريكا مدرستان هما اليمينيون الجدد وتقول هذه المدرسة بأن الحرب لامناص منها بينما تقول طائفة أخرى عكس ذلك لأن مصالح الصين والولايات المتحدة متشابكة قوية لأن أميريكا مدينة للصين بكثير الأموال والصين معظم تجارتها يباع في الولايات المتحدة، لذلك فاقتصادهما مرتبط ومن صالحهما التفاهم لا الحرب، لكن الاحتمال القوي أنهما قد يصلان لحرب ليست نووية وإنما مناوشات قليلة حول تايوان أو حول مصانع الرقائق الإلكترونية الدرجة الثالثة هي التي في الحقيقة قد تقوم الحرب بسببها لأن الإلكترونيات الحربية كثير منها متعلق بالرقائق في تايوان واذا تمكنت الصين من تايوان فستتمكن من شركات الرقائق الإلكترونية وتصبح الصين اكثر تقدما من الولايات المتحدة في الصراع الدائر بينهما التي بدأت تظهر تجلياتها منذ أزمة كورونا وبعد ذلك الحرب الروسية الاوكرانية وبالتالي فلن يعرف الفائز منهما من المنتصر قبل 2049 التي تصادف الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني وتأسيس الدولة الصينية الحديثة . 
موقع الفكر: ما رأيكم في خروج موريتانيا من منطقة لفرنك؟ 
الدكتور ولد المعلوم: في رأيي أن موريتانيا أصابت بخروجها من مجموعة سيفا العملة الموحدة لافريقيا الغربية وأعتقد ان جميع الدول الافريقية ان تخطو نفس الخطوة، يعني تفكك منظومة سيفا، ويحاول الأفارقة الآن بقيادة بول كاغامي وافريقيا الجنوبية إنشاء منظمة تسمى زيكا تشبه منظمة الوحدة الأوروبية للتجارة البينية 
مثلا في السنغال التجارة البينية مع الدول المحاورة لاتصل ل 8‎%‎ والباقي مع الغرب.