نسائم الإشراق الحلقة رقم (1549) 27 مارس 2021م 14، شعبان 1442هـ، مذكرات الشيخ د. يوسف القرضاوي الحلقة رقم (577).

نعمة اللوعة:
وهنا قال لي الشيخ بو القايد: اسمع يا شيخ يوسف، أقول لك: إن الله أعطاك نعمة خاصة، لا يعطيها إلا للقليلين من عباده، ولم أره أعطاها لأحد ممن سمعت.
قلت: حفظك الله، هلي لةي أن أعرف هذه النعمة؟
قال: ربي أعطاك «اللوْعة»، التي تجعل لكلامك مذاقّا غير مذاق الآخرين، ووقعًا في النفوس غير وقع الآخرين ... فاحمد الله على هذه النعمة، التي لست تتكلفها تكلفًا، بل هي منحة من الله، لو تكلفتها لفسدت.
قلت: أرجو أن يعينني الله على شكرها، وأن يجعلني أهلًا لها، وأن أكون عند حسن ظن إخواني المسلمين، وان يغفر لي ما لا يعلمون.
عتْب تلاميذ مدرسة ابن باديس على الملتقى:
وكأن محاضرتي أنعشت أهل التصوف ورجاله، فاشرأبت أعناقهم، وارتفعت رءوسهم، وأمست لهم صوْلة وجولة، وهذا ما جعل إخواننا من تلاميذ مدرسة ابن باديس يتوجّسون خيفة، بل ربما ضاقوا ذرعًا بما يجري في ساعة الملتقى، وجاءني بعضهم يشكو ويصرخ، قائلا: لقد عاش الشيخ ابن باديس وإخوانه في جمعية العلماء: البشير الإبراهيمي، والعربي التّبسي، وغيرهم، يحملون على سموه «الطُّرُقية» التي نوَّمت لشعب الجزائري، ورضَّته بالواقع، الذي فرضه الاستعمار على البلاد، ولم تعلمه الثورة على الباطل، التمرد على الاستعمار الكافر الفاجر، الذي أفسد البلاد وأذل العباد!