مواطنون تحت اللهب.. مأساة تحرق مصداقية الحكومة والمجتمع المدني- افتتاحية موقع الفكر

7.

احترقت أجسادهم تحت لهب النار، لم يسمع صراخهم فقد كانوا على مضيعة تبعد فقط 140 كلم من العاصمة، التي كانت غارقة بإدارتها وسياسييها في جدل الانتخابات.

وصل أقارب الشهداء بساعات قبل وصول النجدة، وقفوا ينظرون ألسنة اللهب وهي تقتات من أجساد الأحبة.

لم تتأخر النجدة فقط بل تأخرت الحمية الشعبية والوطنية، ألم يكن من المنطقي أن نسمع عن هبة وطنية من الشباب نحو هذا الحادث الأليم الذي أحرق كبد الوطن وذر رماد المأساة في عيون الناس جميعا.

المحترق في تلك الحادثة ليس أربعة أشخاص بل هو مصداقية الحكومة والنظام ومسحته الأخلاقية، وفعالية المجتمع المدني ونجدة الشباب وجاهزيته للعمل.

عندما احترقت أجساد أولئك الرجال كانت هنالك الكثير من الاجتماعات والموائد العامرة بالهراء والأحاديث غير المفيدة، كانت آلاف السيارات الفارهة تعبر الشوارع دون هدى ولا وجهة مفيدة، كان مئات المسؤولين يترنحون في اجتماعات ومواقف سياسية لا قيمة له.

نخطئ كثيرا عندما نلقي باللائمة دائما على الأنظمة لأنها في الغالب لا تريد أن تفعل شيئا ذا بال، مالم يكن تحت أشعة الكاميرات.

نحن اليوم أمام مأساة انتهى الاهتمام بها مع خمود اللهب، لا أحد يتذكرها، عاد الجميع إلى الجدل المقيت حول من فاز ومن خسر.

حاجتنا اليوم ماسة إلى تطوير فوري وفعلي في وسائل الحماية وأمان الطرق، إلى سرعة الإنقاذ والانتقال من تقليدية الوسائل ومحدوديتها إلى التطوير الفوري والفعال.

محتاجون إلى إقامة معابر جديدة وطرق توسعية تنهي المأساة المتكررة/ سقوط شاحنة عند جوك، تسد الطريق.

جوك تلك القصة التي بدأت بقهر الانسان للطبيعة ثم انتهت به مقهورا كما هو الحال منذ أمس حيث سقطت شاحنة وأغلقت المعبر وتركت الناس محصورين في أرض لا ماء فيها ولا مرعى، ليحصر في من أحصر مرضى تحملهم سيارات الاسعاف، وربما بوددققنا لوجدنا مرضى في سيارات عادية عادية.

فما هو تقسير أن هذا المعبر أمسى وبات و أصبح مغلقاـ والمولطنون عالقون لايستطيعون حيلة ولا يهندون سبيلا.

محتاجون أيضا لنعرف كم من الأرواح البريئة ينبغي أن يدفعها المجتمع حتى تستيقظ السلطة والنخبة والقوى الشبابية الفاعلة، وتعرف أن وطنها تالم كثيرا ويحتاج قليلا من البذل المنظم.