نسائم الإشراق الحلقة رقم (1561) 09 أبريل 2021م 27 شعبان 1442هـ، مذكرات الشيخ د. يوسف القرضاوي الحلقة رقم (589).

 

وجدان روحي عميق:
وعرفت الشيخ ذا وجدان روحي عميق، وحسّ إيماني رقيق، تغلب الدموع عينيه، وتترقرق العَبرات على وجنتيه، عندما يعظ أو يخطب، فيأخذه الوجد، أو يغلي به الحماس، ولكنه لم يكن من الخرافيين الذين يتَبعون ترّهات بعض الطرق الصوفية، أو الذين يتقبلون البدع ويحاولون تبريرها، أو الذين يروّجون الشركيات في العقيدة بصورة من الصور.
إدارته شئون القرى:
كان مسئولًا في فترة طويلة في وزارة التربية التعليم - في عهد الشيخ قاسم بن حمد رحمه الله - عن «إدارة شئون القرى» وهي إدارة لها مشكلاتها وعقدها وطبيعتها الخاصة، وكنت إذا زرته في مكتبه أجده مزدحمًا بأصحاب المطالب والحاجات من أهل القرى والبوادي، وكنت أعجب من صبره عليهم، وطول باله في الاستماع إلى شكاياتهم، والمحاورة معهم، والمصالحة بينهم، مع سهولة وطلاقة وجه، لا يُلقّاها إلا الذين صبروا، ولا يُلقّاها إلا ذو حظ عظيم.
وَوُكِل إلى الشيخ إدارة الشئون الدينية بالوزارة، وبوصفها إحدى الإدارات الأربع، في عهد إدارة د. كمال ناجي، وكنت بحكم إدارتي للمعهد الديني أتردّد عليه، وحدي حينًا، ومع فضيلة الشيخ عبد المعز عبد الستار أحيانًا، وكان هو يتردد على المعهد، ولا أذكر أني اصطدمت به أو اصطدم بي يومًا من الأيام، وما ذاك إلا لخلقه السّمْح، وصَدْره الرّحْب، والحب الكبير المتبادل بيننا، والثقة التي يوليها كلٌّ منا لأخيه.