صدق من شبه الفرنسية بثعبان الصحراء السام- د. عبد السلام حرمه

من المؤسف أن تشيد مقابلة رئيس الجمهورية بدولة فرنسا وأهميتها لبلادنا ولإفريقيا بعد تأكيد وزيره للاقتصاد بأن الفرنسية ( لغة ابتكار علمي )يجب اعتمادها في بلادنا بدل لغتنا الرسمية، في وقت تقدم لنا القارة الإفريقية صورا متلاحقة لدولها ونخبها ( في الحكم والمعارضة) تكافح من أجل الاستقلال الثقافي والسيادة، وتنشد الوحدة والانفتاح على العالم، وتوسع مساحات ثقافة المقاومة في الفضاء التحرري الإفريقي ضد دولة انفردت من بين قوى الاستعمار القديم بفعل ما بوسعها لإبادة مستعمراتها ثقافياً ولغويا، وتحاول الاستمرار إلى الآن في محوهم بالاعتماد على نخب ملأت أذهانها بالتصنيفات المضللة وربطتها وجدانيا بوهم تفوقها حتى بعد نُفُوقِها الأخلاقي واندحارها الثقافي والعسكري والاقتصادي وغروب شمسها على كل صعيد .

لم يكن متوقعا اليوم أن تُسمع مطلقا الإشادة بفرنسا ودورها الإيجابي العسكري والأمني وأهمية لغتها على هذا النحو من داخل القارة الافريقية، أحرى من داخل عرين مقاومتها الثقافية في سنوات تسللها العجاف الأولى، لكن صدق الأستاذ الكبير محمد يحظيه ولد ابريد الليل حين شبه الفرنسية بثعبان الصحراء السام الذي عرف أن الموت العادي لايكفيه ولايقي من شره فلابد من قطع رأسه، وذلك لايكفي ايضا بل من الضروري أن يحفر عميقاً في الأرض الصلبة، وتحرك الرأس سبعَ مرات بحيث يسقط عند الحركة السابعة في الغار. مع قراءة ما تيسر من الأدعية لتحصل الطمأنينة بأن الثعبان قد مات نهائيا.