أزمةاللون/ باب أحمد القصري

 

الدول لا تبنى بالمحاصصات العرقية، ولا بقرارات الترضية، بل بالعدل وتساوي الفرص، وتساوي الفرص لا يستلزم التناسب في النتائج والمخرجات (لونا وجهة)!..

بعض بلديات الوطن لم ينجح منها طالب واحد في المسابقات الوطنية، فهل يحق لها ادعاء المظلومية، والمطالبة بتمثيل عادل في الناجحين!.

قبل فترة نشرت صورة حلقة تحفيظ من إحدى محاظرنا، فعلق لي أحدهم: هذه من لون واحد، فكان ردي: ما المشكلة؟!.. الدراسة برسوم ونحن لا نرد طالبا، ثم ما ذنبنا في الفرز السكاني على أساس اللون بالعاصمة، وللمفارقة يوجد بالحلقة طلاب من اللون الآخر مستثنون من الرسوم!.. وفروعنا في الداخل تستهدف آدوابه في المقام الأول!..

ويمارس بعض حفاظنا من آدوابه التدريس في محاظر المنطقة والإمامة في مساجدها دون أدنى عائق (وهو ما يرد دعاوى العنصرية التي يطلقها البعض، ويؤكد أن القضاء على الفوارق والتغلب على الغبن يكون ببرامج مدروسة تبدأ بالتعليم والتأهيل).

صدقوني.. كلنا في التهميش سواء، وآخر ما يؤثر في التعيين لون المترشح، المنتفعون محيط ضيق جدا، وتوجد اعتبارات كثيرة لا مجال لذكرها الآن.

لكن الأخطر ليس في التعييات!.. الإشكال في أن المسابقات مهما كانت شفافة ستعطي نفس الصورة، وهو ما يؤشر إلى أن المسألة أعمق مما يصوره السطحيون اللونيون (من آخر ذلك مسابقة حفظ المتون المحظرية).

فمن كان يرنو إلى صورة غير هذه فلينزل لميدان التأثير وليسهم في الارتقاء بالفئات المهمشة بيضا وسودا، عن طريق التوعية والتعليم وغيره من برامج التنمية المباشرة.

ولا تنسوا - أيها الأحبة المسكونون بالألوان - أن بعض القطاعات في الدولة من اللون الآخر في جانب كبير منها (الصحة - الرياضة - الإسكان - بعض المجالات الفنية والمهنية ...).