الطاقة المتجددة في غرب أفريقيا.. دراسة تشجع الاستثمارات والإصلاحات بالمنطقة

تحظى الطاقة المتجددة في غرب أفريقيا باهتمام كثير من المستثمرين والباحثين عن تطوير مصادر نظيفة تحقق دخلًا كبيرًا، لا سيما مع ما تملكه المنطقة من إمكانات هائلة، من حيث السطوع الشمسي أو قوة حركة الرياح، ومصادر المياه.

وفي هذا الإطار، أصدرت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" (Masdar)، الرائدة عالميًا في مجال الطاقة النظيفة، تقريرًا جديدًا، اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، بالشراكة مع "بي دبليو سي" (PWC) الشرق الأوسط، رصد إمكانات المنطقة وأهمية الاستثمار فيها.

وسلّط التقرير -الذي جاء بعنوان "تسريع الاستثمار بقطاع الطاقة المتجددة في غرب أفريقيا"- الضوء على إمكانات الطاقة المتجددة في هذه المنطقة الواعدة، والإصلاحات الضرورية لزيادة استثمارات القطاع الخاص، وفق بيان نشره الموقع الإلكتروني لشركة "بي دبليو سي".

التحول إلى الطاقة المتجددة

يأتي تقرير "تسريع الاستثمار بقطاع الطاقة المتجددة في غرب أفريقيا" ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي المالي، قبل انطلاق قمة المناخ كوب 28، مؤكدًا أهمية التحول للمصادر المتجددة في هذه المنطقة، لضمان توفير كهرباء نظيفة بأسعار مناسبة.

كما يهدف التقرير  المشترك بين مصدر وبي دبليو سي إلى تشجيع صنّاع السياسات وأصحاب القرار على جذب الاستثمارات اللازمة لتسريع وتيرة تحول الطاقة في منطقة غرب أفريقيا، التي تحظى بإمكانات هائلة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ويشير التقرير إلى أن إمكانات الطاقة المتجددة في غرب أفريقيا، غير المستغلة حتى الآن، تُقدَّر بنحو 2000 غيغاواط، بينما تحتاج المنطقة إلى تعزيز هذه المصادر، والحدّ من الانبعاثات الكربونية، بجانب إمكان مساهمة السياسية الداعمة للاستثمار والمرتبطة باعتماد تقنيات الطاقة المتجددة في إحداث نقلة نوعية بهذا القطاع وتلبية الاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية الملحّة.

في الوقت نفسه، لفت التقرير إلى الدور المهم لصناديق الثروة السيادية، التي يمكنها أداء دور كبير في دعم جهود تحول الطاقة، من خلال زيادة الاستثمارات في قطاع الطاقة المتجددة في هذه المنطقة الشاسعة من القارة السمراء.

قال وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي، رئيس مجلس إدارة شركة "مصدر"، الرئيس المعين لقمة المناخ كوب 28 الدكتور سلطان الجابر، إن التقرير يؤكد من جديد حقيقة أن التوسع الهائل في مصادر الطاقة المتجددة هو الطريقة الوحيدة التي يمكن بها لأفريقيا أن تحقق الأهداف الموازية للتنمية الاقتصادية وإزالة الكربون.

وأضاف الدكتور سلطان الجابر: "هذه هي الطريقة الوحيدة لسدّ الفجوة الهائلة في الوصول إلى الطاقة التي يعاني منها أكثر من 600 مليون شخص في أفريقيا، دون تفاقم الآثار المدمرة لتغير المناخ في جميع أنحاء القارة".

وتابع: "سيتطلب تحقيق الانتقال إلى الطاقة النظيفة نهجًا متكاملاً، مدفوعًا بقيادة ملتزمة -سواء في القارة أو خارجها- فنحن بحاجة لجعل تمويل المناخ أكثر سهولة، وبأسعار معقولة، ومتاحًا، وسيعني ذلك زيادة التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف وتحديث الأطر المالية العالمية لتحفيز التمويل من المؤسسات المالية الدولية والمصارف الإنمائية المتعددة الأطراف والقطاع الخاص".

الحاجة إلى مضاعفة الإنتاج الأفريقي

قال الرئيس التنفيذي لشركة مصدر الإماراتية محمد جميل الرمحي، إن التقرير يشير إلى حاجة الاقتصاد في أفريقيا لمضاعفة إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بنحو 40 مرة بحلول منتصف القرن الحالي في 2050.

ولفت إلى أن هذا الاحتياج يضع الجميع في سباق مع الزمن، لتسريع وتيرة التمويلات المناخية لقطاع الطاقة المتجددة في غرب أفريقيا، من خلال جذب رؤوس الأموال من القطاع الخاص والعام والتنموي بمختلف الدول، لتحقيق الاستفادة القصوى من الإمكانات الهائلة التي تمتلكها القارة.

وأوضح أن شركة مصدر ستؤدي دورًا محوريًا في هذه الجهود، انطلاقًا من مكانتها الراسخة بالسوق الأفريقية، وذلك بالتعاون مع "بي دبليو سي الشرق الأوسط"، لتسليط الضوء على إمكانات الطاقة المتجددة في غرب أفريقيا، والإصلاحات التنظيمية المطلوبة لتسريع وتيرة الاستثمار فيها.

وكان تقرير صادر عن البنك الدولي لعام 2023 قد أشار إلى أن منطقة غرب أفريقيا تشهد أقلّ معدلات الوصول للكهرباء، رغم إمكاناتها الضخمة من المصادر المتجددة، إذ يفتقر نحو 220 مليون شخص لخدمات الكهرباء بهذه المنطقة، التي تمتلك أعلى معدلات تكاليف الطاقة الكهربائية بمنطقة جنوب الصحراء الأفريقية الكبرى.

ويقول شريك مشروعات رأس المال لدى بي دبليو سي الشرق الأوسط، كارلوس مينديز، إن الشركة سعيدة بتعاونها مع مصدر لإطلاق هذا التقرير، الذي يمكن أن يشكّل خطوة مهمة لخلق مسارات تعزز منظومات الطاقة المتجددة في غرب أفريقيا، التي تمتلك إمكانات كبيرة غير مستغلة.

يشار إلى أن التقرير حدّد السنغال لتكون مركزًا محتملًا لتصدير الطاقة الخضراء إلى الدول المجاورة، بشرط اعتماد مزيد من الإصلاحات التنظيمية بسوق المنطقة، وذلك نظرًا لخبرة مصدر في الاستثمار فيها، عبر محطة الرياح "طيبة ندياي" التي أوصلت الطاقة النظيفة لأكثر من مليوني شخص.

نقلا عن منصة الطاقة