د.سامي أبو زهري لموقع الفكر:معركة غزة هشمت صورة جيش الاحتلال

الفكر (نواكشوط)قال الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس د. سامي أبو زهري  إن من نتائج معركة سيف القدس  تهشيم صورة الجيش الذي كان يدعي بأنه جيش لا  يقهر.

 

وأضاف أبو زهري في مقابلة  مع موقع الفكر أن الاحتلال لم يستطع  توفير الحماية لمواطنيه ولم يوفر الحماية لمطاراته التي أغلقت ولا لخزانات الوقود ومنصات الغاز التي أغلقت ، إضافة إلى الإصابات  والقتلى في صفوفه الذين هم بالمئات ونبه إلى تراجع اقتصاد العدو وهبوط قيمة عملته بقيمة 20%

 

وأكد على أن معركة سيف القدس هشمت الصورة التي تصور الاحتلال على أنه ضحية وبات العالم يدرك أنه أمام مجرم قاتل للأطفال يهدم البيوت على رؤوس أصحابها والشقق السكنية التي يستخدمها الإعلاميون.

 

وقال أبو زهري إنه لمس تفاعلا كبيرا وربما غير مسبوق من حيث الحجم والمستوى من الشعب الموريتاني وقيادته في مناصرة الشعب الفلسطيني مؤكدا على أن موريتانيا شعبا وقيادة  تدعم الشعب الفلسطيني وحقه في مواجهة العدوان الإسرائيلي.

ويزور أبو زهري موريتانيا عقب انتصار المقاومة لتقديم الشكر للحكومة وللشعب الموريتانيين على ما أبدوه من دعم خلال العدوان الأخير على غزة.

نص المقابلة:

موقع الفكر : كيف كان مقامكم في موريتانيا وما تقويمكم للموقف الموريتاني الرسمي والشعبي من القضية الفلسطينية؟

د. سامي أبو زهري: خلال هذه الزيارة التي نقوم بها  لموريتانيا التقينا بجميع المكونات السياسية  من العلماء والوجهاء في موريتانيا وكنا نعبر عن تقدرينا للموقف الموريتاني الرسمي والشعبي تجاه القضية الفلسطينية وتجاه دعم المقاومة الفلسطينية ونؤكد على أن شعبنا لديه القدرة على الصمود في مواجهة العدوان رغم الدمار والضرر، وانطباعنا عن هذه اللقاءات هو انطباع جيد بحمد الله تعالى ولسمنا تفاعلا كبيرا وربما غير مسبوق من حيث الحجم والمستوى من الشعب الموريتاني وقيادته وكنا أينما ذهبنا نسمع نفس الصوت وهو أن موريتانيا شعبا وقيادة تدعم الشعب الفلسطيني وحقه في مواجهة العدوان الإسرائيلي.

موقع الفكر: لماذا اتخذت حماس قرار ضرب الكيان الصهيوني؟

د. سامي أبو زهري: في المعارك الأخيرة كان الاحتلال هو من يبدأ عمليات العدوان على غزة فكانت المقاومة تقاوم بما لديها لكن في معركة القدس الأخيرة قررت فصائل المقاومة في غزة مواجهة الاحتلال دفاعا عن القدس والمسجد الأقصى ومنعا لمحاولة تهويده وتحويله إلى معبد يهودي وحدثت اشتباكات مع الأهالي لكن الاحتلال لم يبال وأطلق الرصاص على المصلين في باحة المسجد الأقصى ورغم ظروف الحصار القاسية والمعاناة الإنسانية إلا أنه من أجل القدس لا بد أن نكون جاهزين لدفع أي أثمان، والمجتمع الدولي والأطراف الدولية لم تتحرك منذ بدء العدوان الصهيوني ولكنها تحركت عندما بدأت المقاومة في رد هذا العدوان.

موقع الفكر: إذا نظرنا إلى الحسابات السياسية والعسكرية ما بعد المعركة هل كان قرار الحرب من طرفكم صائبا؟

د. سامي أبو زهري: بالطبع لأننا نتحدث عن حماية المسجد الأقصى الذي هو جزء من عقيدتنا ومهما كانت الأثمان فنحن جاهزون لدفعها حماية للمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية وهذا الأمر بإجماع شعب فلسطين المبارك.

موقع الفكر: ما هي الدروس والعبر المستخلصة من هذه الحرب؟

د. سامي أبو زهري: هذه المعركة ذات نتائج كبيرة منها إعادة الحيوية للشعب ومواجهته موحدا للاحتلال ورأينا أن هذه المواجهة وحدت الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والقدس وأراضي 48 والخارج، وأعيد الاعتبار للمقاومة الفلسطينية و أعيدت الحياة للقضية الفلسطينية بعد أن أصبحت شبه ميتة سواء في الإقليم أو عبر العالم وهشمت صورة الاحتلال التي روج  من أن لديه الجيش الذي لا يقهر فتهشمت تلك الصورة كما تهشمت الصورة الأخرى  التي تصوره  على أنه ضحية وبات العالم يدرك أنه أمام مجرم قاتل للأطفال يهدم البيوت على رؤوس أصحابها والشقق السكنية التي يقطنها الإعلاميون كما لم  يستطع توفير الحماية لمواطنيه ولم يوفر الحماية لمطاراته التي أغلقت ولا لخزانات الوقود ومنصات الغاز التي أغلقت، إضافة إلى الإصابات والقتلى في صفوفه الذين هم بالمئات وتراجع اقتصاده وتراجعت عملته بقيمة 20% ، ونحن تألمنا فلدينا شهداء وجرحى وإصابات ولكنا بادلناهم الألم بالألم  وكما الله تعالى: إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون.

 

موقع الفكر: بدأ الحديث في الأوساط الدولية عن إخراج حماس من عمليات إعمار غزة، فهل يمكن أن يتم  الإعمار دون أن تكون حماس فاعلة فيه؟

د. سامي أبو زهري: المهم أن يتم الإعمار دون بطء وأن لا يسمح بأي تعقيدات أو قيود إسرائيلية وأي  عملية  إعمار ذات اشتراطات فلن نسمح بها  وأما وجود حركة حماس في الإعمار فلا يهمنا؛ فهناك الوزارات التي تنسق هذا الموضوع.

موقع الفكر: الحرب الأخيرة في غزة فرضت معادلة في التعاطي مع حماس هل يمكن أن تقبل حماس بتفاوض مباشر دون وسطاء مع الكيان الصهيوني؟

د. سامي أبو زهري: المجتمع الدولي بات أكثر إدراكا من ذي قبل أنه ما عاد في إمكانه تجاوز حركة حماس، ونحن لا نستجدي الاعتراف وليس لدينا أي فيتو للعلاقة مع أي طرف دولي باستثناء الكيان الصهيوني والمفاوضات مع الاحتلال شرعنة له ولا تخدم المصلحة الفلسطينية؛ ولذلك ليس في وارد الحركة إجراء مفاوضات مباشرة مع الاحتلال.

موقع الفكر: جرت في وسائل التواصل الاجتماعي خلال فترة العدوان الصهيوني أحاديث عن اعتماد حركة المقاومة الإسلامية حماس على السلاح الإيراني هل هناك مبالغة في الأمر؟

د. سامي أبو زهري: نحن لدينا قبول وجاهزية لتلقي الدعم من أي كان عربيا أو إسلاميا أو دوليا، وليست لدينا مشكلة فيمن يقدم لنا دعما بل المشكلة فيمن لا يقدم الدعم لفلسطين والمقاومة وسواء جاء الدعم من إيران أو من غيرها فربما نتلقى من إيران دعما ماليا لكن في الفترة الأخيرة نظرا لتشديد الحصار فمعظم السلاح مطور و مصنع في غزة.

موقع الفكر: وماذا عن علاقتكم بإيران في هذه الفترة؟

د. سامي أبو زهري: علاقتنا مع إيران علاقة جيدة ومع غيرها من البلدان العربية والإسلامية خدمة لقضيتنا.

موقع الفكر: ماذا عن علاقتكم بالنظام المصري في هذه الفترة؟

د. سامي أبو زهري:  نحن ليس لدينا أي عداء إلا مع الاحتلال الإسرائيلي فالدول العربية والإسلاميون هي عمقنا وبعدنا الاستراتيجي، ومصر تحظى بأهمية خاصة بحكم الموقع التاريخي والاستراتيجي والجغرافيا من القضية الفلسطينية ولدينا علاقات جيدة معها.

موقع الفكر: وهل تتوقعون انفتاحا من السلطة الفلسطينية خصوصا بعد الالتفاف الشعبي حول المقاومة؟

د. سامي أبو زهري:  فيما يتعلق بالعلاقة مع السلطة وحركة فتح نحن لم نغلق الباب، وهناك اتفاق لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية وأخرى للمجلس الوطني لكنها ألغيت في اللحظات الأخيرة  دون سبب وجيه ونحن لا نتحدث عن وحدة شعبنا فشعبنا موحد، وحدته الحرب وإنما نتحدث عن علاقات سياسية ونحن جاهزون لبحث أي صيغة تمكن من توحيد  الشعب الفلسطيني.