كشوة  لتيار "من أجل الوطن"- محمد فاضل ولد المختار

لا يشكك منصف أن تيار "من أجل الوطن" سيشكل إضافة نوعية للساحة السياسية الوطنية والإسلامية؛
فنوعية قيادته وتنوعها وتعدد مشاربها الاجتماعية والفكرية كلها عوامل مهمة، قد تشكل تحديا كبيرا في إدارتها وتنسيقها، ولكنها ستعتبر ميزة فريدة إن أحسن الرئيس جميل قيادتها واستيعاب متناقضاتها، وصهرها في قوة واتجاه سياسي موحد ( والوثيقة التأسيسية، والقيادة التنفيذية، والتوجه السياسي هي أصعب المحطات في هذا النوع من التشكيلات وقد نجح التيار في تحقيق الإجماع الكبير حولها)
الباقي تفاصيل إدارية وتكتيكية وللرئيس جميل من المرونة والحنكة والخبرة الإدارية ما يمكنه من تجاوز أو إيجاد مخارج لمختلف العقبات والتحديات. 

كما أن له تجارب  طويلة وناجحة في معايشة و إدارة المتناقضات الفكرية والسياسية والاجتماعية بدءً باتحاد القوى الديمقراطية/ عهد جديد، وتكتل القوى الديمقراطية، ومرورا بالجبهة والمنتدى، وانتهاء بمجموعة الثمانية (G8)  وبين ذلك وقبله كثير من اللجان الدائمة والمؤقتة. 

يحسب للرئيس جميل أنه استطاع أن يجمع كل هذه النخبة على مشروع سياسي إسلامي المرجعية، وحدوي الهدف، يتخذ الديمقراطية خيارا ووسيلة. 

كما  سيشكل هذا المشروع أيضا تعزيزا لكفة الإصلاح داخل الأغلبية الرئاسية وإضافة نوعية لفريق الرئيس غزواني السياسي والإداري. 

شخصيا لو كنت فاعلا ومهتما بالعمل السياسي خارج " تواصل" لاتخذت مشروعا يقوده جميل ويضم هذه النخبة المميزة من إخوانه وأخواته وجهة وسبيلا..
لأن ممارسة السياسة مع الرئيس جميل تبقى شيئا مختلفا؛ جدية ومسؤولية، حجية وإقناعا، ووضوحا للرؤية والهدف وإفادة ومتعة وطرافة.. (فتبارك الله)
أعرف بعض إخواني وأحبتي كان يحدثني عن بعض أمور السياسة فيقول " هذه الماسخة" يقصد السياسة فقلت له: لا تقل ذلك؛ ينبغي أن تحبها كي تبدع فيها؛
فالسياسة فن ماتع وميدان مبارزة للعقول والأفكار، وصقل واختبار للملكات والقدرات، كما أنها أوسع أبواب نفع الناس ودفع الضرر عنهم.. هذا لمن أخذها بشرطها وأد الذي عليه فيها، ويبقى لكل مجال أدعياؤه ومنتحِلوه، وقد يغلبون أحيانا أو يكثرون! 

أرجو التوفيق من كل قلبي لهذا المشروع المميز ولقائده الفذ، ونرجو أن يوفقوا في التزام وتحقيق ما أعلنوا من نيات وسطروا من توجهات.
..........
هذه كشوة لإخواننا وأخواتنا في تيار "من أجل الوطن" فقد نزلوا بجوارنا في ساحة الوطن ضيوفا كراما معززين.
وحالي وإياهم كحال المتنبي:
لا خيل عندك تهديها ولا مال.. فليسعد النطق إن لم تسعد الحال
٠٠٠٠٠٠
بالأمس خرجت من المسجد فإذا بأحد الإخوة ينتظرني.. فقلت أرى الأسئلة في وجهك فتكلم ههه، 
فقال: " هذي الجماعة فتحولكم في الكرن ايبان يقصد"تواصل"" فقلت اللا عادي، أرجو أن يكون خيرا.. 
ينبغي للمصلحين وخاصة في "تواصل" ألا يفكروا بمنطق التجار هذا ، وألا يضيقوا ذرعا بالمخالف ولا بالجديد، فنحن لسنا طلاب منافع شخصية ولا حتى مصالح حزبية بالمعنى الضيق؛ فالهم الوطني كبير وثقيل، وأي لبنة للخير والإصلاح يجب أن تكون محل رضى وترحيب.. أحرى إن كان يقودها من جربنا صدقه وأمانته وكفاءته!
.....
تلك كلمة في حق تيار "من أجل الوطن" فأرجو أن تقبلوني صديقا لكم ومحبا.. ثم مساندا لكم؛ ما سمحت بذلك ضرورات الالتزام الحزبي. 

أما الرئيس جميل حفظه الله ووفقه فأتفق معه في الكثير وأختلف معه في بعض المواقف؛ ولكنه يبقى شيخي وأستاذي وأخي في الله، أحببته فيه.. ولا يضره عندنا ولا ينقص مكانته اختلاف المواقع والمواقف..ولن نؤثر بنصيبنا منه،  فوسعوا لنا الباع فيه، يرحمني ويرحمكم الله.

                       باماكو 28 يناير 2024