نسائم الإشراق الحلقة رقم (1612) 8 يونيو 2021م، 27 شوال 1442هـ، مذكرات الشيخ د.يوسف القرضاوي الحلقة رقم (642)

مؤتمر العلماء بمكة المكرمة:
ثم تداعى العلماء والدعاة وأهل الرأي إلى مؤتمر للعلماء بمكة المكرمة، للبحث في الغزو العراقي للكويت، وكيف ننقذ الكويت؟ وما الواجب على الأمة؟ وما الواجب على العلماء؟
وقد حضرت شخصيات كثير من أقطار شتى من بلاد العرب، وبلاد العجم، وتحدّثوا واقترحوا وناقشوا. وقد ألقيت كلمة قوية متوازنة حازت القبول لدى الحاضرين.
مدى مشروعية الاستعانة بالأمريكان:
وكانت نقطة الخلاف الأساسية هي مدة مشروعية الاستعانة بالأجانب من غير المسلمين، كالأمريكان وحلفائهم.
وكنت معي جماعة من المشاركين نتخوَّف من هذا الأمر: أن يدخلوا ديارنا فلا يخرجوا منها، ويتشبَّثُوا بالبقاء في أرضنا، ولا نملك أن نحاربهم، وهم الذين أعانونا في حربنا، وهم الذين يملكون كل وسائل القوة وأدواتها. فالأولى أن يتعاون العرب والمسلمون بعضهم مع بعض، لمقاومة هذا العدوان وطرده، وتحرير الكويت من نيره.
وقال القائلون: إنِّ هذا إغراق في الخيال، فجيش صدام - من حيث عدده وعتاده وسلاحه وتدريبه - لا يمكن أن تحاربه جيوش عربية أو إسلامية. لا يستطيع محاربته إلا أمريكا. وقد اختلف الفقهاء في جواز الاستعانة بالكفار في الحروب، وأجاز أكثرهم الاستعانة بهم إذا كانوا مؤتمنين.
وكان الرد على ذلك بأن هذا في الاستعانة بالكافر على الكافر، لا في الاستعانة به على المسلم. ثم معنى الاستعانة بالكافر: أن تكون أنت صاحب السلطان والقوة والنفوذ، ويأتي هو عونًا لك. أنا الواقع هنا فهو أن الأجنبي هو الذي بيده القوة والسلطان والأمر والنهي، وهو الذي بيده كل شيء، فالواقع أنه هو الأصل، ونحن الفرع، هو الذي يستعين بنا، ولسنا نحن الذين نستعين به!