نسائم الإشراق الحلقة رقم (1616) 12 يونيو 2021م، 1 ذو القعدة 1442هـ، مذكرات الشيخ د.يوسف القرضاوي الحلقة رقم (646)

إلى قسنطينة:

ثم سافرت إلى قسنطينة بالطائرة، ووجدتهم في استقبالي هناك، وقد التقيت مجلس الجامعة، والمجلس العلمي. وطلبت لقاء خاصًّا بهيئة التدريس. عرضت عليهم فيه رؤيتي، لما يجب أن تكون عليه جامعة للعلوم الإسلامية، وما يجب أن يكون عليه أستاذ الجامعة الإسلامية.

واجب الطالب الجامعي:

ثم هيئوا لي محاضرة عامة للطلاب، حضرها كل طلاب الجامعة والأساتذة أيضًا، بينت فيها: واجب الطالب الجامعي المسلم: من ناحية العلم وتحصيله والأفق الذي ينبغي أن يطمح إليه في ذلك، وأن العلم لا يعطيك بعضه حتى تؤتيه كلك، وأن طالب العلم لا يشبع منه أبدًا، شعاره دائمًا: {رَّبِّ زِدۡنِي عِلۡمٗا} [طه: 114].

ومن ناحية العمل: عليه أن يعمل بما يعلم، فالعلم إنما يراد للعمل به. والعلم بلا عمل كشجر بلا ثمر، أو كسحاب بلا مطر. وأسوأ مثل الناس: العالم الذي لا يعمل بعلمه، أو يكون عمله مناقضًا لعلمه.

ومن ناحية ثالثة: الدعوة إلى ما تعلّمه، وتعليمه للناس، فزكاة العلم: تعليمه للآخرين، والنبيون بعثوا معلمين للخلق، والعلماء ورثة الأنبياء. عليهم أن يحملوا مصابيح الهداية للبشر، كما حملها الأنبياء.

مناقشة رسالة ماجستير في فقه الأسرة:

ومما شاركت فيه في الفترة التي بقيتها في قسنطينة: أن ناقشت رسالة ماجستير في علم الفقه، وكانت في فقه الأسرة أو الأحوال الشخصية، وحول ضرب المرأة آثاره، وأنه مما يستوجب التفريق بينها وبين زوجها إذا ضربها بغير مبرر، أو تجاوز الحد في ضربها، إلى غير ذلك من ألوان الإهانات للمرأة، ولو بالكلمة. وكانت الرسالة موثقة بالنقل من كتب الفقه المتقدمة والمتأخرة. وقد سررت بالرسالة وأثنيت على الطالب، وأذكر أن الطالب كان اسمه عبد الباقي، وأحسبه قد استكمل الدكتوراه بعدها. ثم عدت إلى الجزائر العاصمة، لأمارس بها نشاطًا آخر.