تحديات بارزة أمام إنتاج الهيدروجين الأخضر

تصدرت تحديات إنتاج الهيدروجين الأخضر دراسة مصرية حديثة في محاولة لرصد أهم العقبات الفنية والاقتصادية التي تواجه التوسع في هذا القطاع، لا سيما في ظل التوجه العالمي لتحقيق الحياد الكربوني.

وأشارت الدراسة، التي حملت عنوان "الهيدروجين الأخضر .. التقنيات والواقع والتحديات"، إلى أن فجوة التكلفة بين الهيدروجين الأخضر ونظيره المُنتج من الوقود الأحفوري ما تزال تمثّل التحدي الرئيس للهيدروجين منخفض الكربون.

مواكبة الطلب العالمي

أوضحت الدراسة، التي حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منها، أن الطلب العالمي على الهيدروجين يُقدَّر حاليًا بنحو 115 مليون طن، متوقعة زيادته إلى 648 مليون طن سنويًا بحلول عام 2050.

وأظهرت الدراسة أن الطلب على الهيدروجين موزَّع على القطاعات المختلفة كالآتي: 28% في قطاع النقل، و20% مصدر للطاقة في الصناعة، و13% مادة خام للصناعات الحالية، و12% مادة خام لصناعات جديدة مثل اختزال الحديد، و12% لتوليد الكهرباء، و14% لباقي التطبيقات.

وأشارت إلى أن العديد من السيناريوهات تؤكد حاجة العالم إلى إنتاج 80 مليون طن من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2050، لتحقيق الحياد الكربوني.

كما توقعت انخفاض التكاليف الاستثمارية لأجهزة التحليل الكهربائي التي تتراوح -حاليًا- ما بين 660 و1050 دولارًا للكيلوواط إلى ما بين 330 و380 دولارًا للكيلوواط في 2030.

ولفتت الدراسة إلى أن هذه التوقعات غير طموحة مقارنًة بالتطور المبكر لتقنيات أخرى منخفضة الكربون، مثل البطاريات أو الطاقة الشمسية الكهروضوئية أو الرياح البرية.

إستراتيجيات إنتاج الهيدروجين الأخضر

تتسارع الجهود العالمية للتوسع في مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر، إذ أصدرت 17 حكومة إستراتيجيات للهيدروجين منخفض الكربون، وأعلنت أكثر من 20 حكومة أنها تعمل على تطوير خططها في هذا القطاع، طبقًا لتقارير الوكالة الدولية للطاقة في عام 2021 .

وتمثّل تلك الدول أكثر من 70% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، بالإضافة إلى إستراتيجية الاتحاد الأوروبي للهيدروجين.

وتنوع جهود الحكومات في إنتاج الهيدروجين الأخضر ما بين تنظيم مناقصات مخصصة له، ووضع حصص مستقبلية للالتزام بالتحول للهيدروجين الأخضر في المشتريات العامة، وعلى الرغم من أن معظم هذه الإجراءات لم تُطبَّق فعليًا بعد، فإنها تؤشر لفتح المزيد من الطلب على الهيدروجين.

وتتوقع الوكالة الدولية للطاقة أن يمتد استعمال الهيدروجين إلى مناحٍ عدّة في قطاع الطاقة، وأن ينمو 6 أضعاف عن المستويات الحالية لتلبية 10% من إجمالي استهلاك الطاقة النهائي بحلول عام 2050.

ولفتت الدراسة إلى أنه على الرغم من التزام الدول بإستراتيجيات للهيدروجين بما لا يقل عن 37 مليار دولار، وإعلان القطاع الخاص استثمارات إضافية بقيمة 300 مليار دولار، فإن وضع قطاع الهيدروجين على المسار الصحيح يتطلب استثمارات بقيمة 1200 مليار دولار حتى عام 2030.

نقلا عن منصة الطاقة