تحليل شامل آخر لـ"ملاكمة" إيران و"الكيان".- ياسر الزعاترة

يؤكّد ما ذهبنا إليه غير مرّة هنا. كتبه أحد أكبر صحفيي "يديعوت" اليوم، وبعنوان: "والنتيجة: توازن رعب جديد بين إيران وإسرائيل". مما قاله "يوسي يهوشع": "في الوقت الحاضر، عندما تظهر الدلائل على أن الإيرانيين يفضّلون عدم الرد على الهجوم المنسوب إلى إسرائيل في الليلة بين الخميس والجمعة، يمكننا تلخيص ثلاثة أسابيع تاريخية أفرزت نتيجة عملياتية جيدة: قضى جيش الدفاع في دمشق على عضو كبير في ظل الإمبراطورية الإرهابية الإيرانية، أوقف التحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة هجوما إيرانيا غير مسبوق، وردا على ذلك ضربت إسرائيل نظاما دفاعيا حسّاسا في أصفهان". "من الناحية العملية، فقد تم إنشاء توازن رعب جديد بين إيران وإسرائيل استنادا إلى التآكل الدراماتيكي للردع الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر. لسنوات اختبأ نظام آية الله خلف الجدار خوفا من هجوم مباشر على إسرائيل". "كان مشروع "حلقات النار" الذي أطلقه سليماني يهدف إلى إتاحة المجال لطهران للمناورة حتى الحصول على القنبلة النووية. لكن ذلك كله انتهى قبل أسبوع، في تلك الليلة الدرامية عندما تم إطلاق ما لا يقل عن 350 قطعة ذات قدرة فتاكة على إسرائيل، بما في ذلك أكثر من 110 صواريخ باليستية. ولم يكن الهدف أقل من استراتيجي (قاعدة نيفاتيم الجوية) التي تشكل عنصرا أساسيا في الحفاظ على التفوق الجوي الإسرائيلي في المنطقة". "ورغم الفشل الإيراني الذي أعاد لإسرائيل أيضا القليل من الشرعية الدولية التي فقدتها مع تعمّق الحرب في غزة، فإن الجرأة الإيرانية وضعت إسرائيل أمام نظام جديد: ففي إيران قرّروا بحكم الأمر الواقع إنهاء الحقبة المعروفة باسم (الحملة بين الحروب)". "من الناحية الهجومية: الاختبار التالي سيكون عندما تظهر إمكانية القضاء على جنرال إيراني على الأراضي السورية أو في أي مكان آخر. ومن المرجّح أن يتم النظر في الموضوع بجدية، ومن المشكوك فيه أن يتم تنفيذه. وهذا بالفعل يشكل ضررا للردع الإسرائيلي الذي سيتعيّن علينا استعادته". "لقد تبيّن أن قتل "مهدوي" قرب القنصلية الإيرانية بدمشق كان خطأً بأثر رجعي. ولم تقدّر المخابرات قوة رد الفعل الإيراني". "وبحسب المؤشرات والتقارير في وسائل الإعلام العالمية، فقد كانت عملية (أصفهان) جراحية تهدف إلى إظهار القدرات الاستخباراتية والعملياتية والتكنولوجية القادرة على التفوّق على الأنظمة الدفاعية في إيران وإلحاق الضرر بها، من بين أمور أخرى كالقرب من المنشأة النووية في نطنز. كما أفادت التقارير أن إطلاق النار تم من طائرات مقاتلة وليس من طائرات بدون طيار". "لا حاجة للفخر أو نشر تصريحات راحاب، بل إلى تقدّم للأمام بسرعة. وفي الولايات المتحدة، وافق مجلس النواب على حزمة مساعدات مهمة لقطاع الدفاع، ولكن المطالب والاحتياجات هائلة". "تحتاج إسرائيل إلى إنهاء الحرب الدائرة في قطاع غزة بسرعة: التوقف عن الحديث عن الشعارات الفارغة حول "النصر المطلق"، والتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المختطفين، وإذا لم يكن الأمر كذلك، تسريع العملية المخطط لها في رفح بأسرع وقت ممكن". (انتهت الاقتباسات). ما يعنينا من كل ما سلف هو التأكيد من جديد على حقيقة أنه لولا ملحمة 7 أكتوبر التي كشفت هشاشة "الكيان"، لما تجرّأت إيران على تحدّيها الأخير. المصيبة هنا في وضع عربي رسمي (بلا رأس وبخلل في الأولويات) يأخذ الدرس على نحو معاكس، فيذهب أبعد في مجاملة "الكيان" وداعميه، متجاهلا 7 أكتوبر، ومتجاهلا قبله وبعده مخاضا دوليا يقدّم فرصا كبيرة لمن يملكون القليل من الإرادة، ولا يقفون منتظرين صراعا إقليميا قد يفضي إلى تهميشهم بالكامل.