نسائم الإشراق الحلقة رقم (1623) 21يونيو 2021م، 10 ذو القعدة 1442هـ، مذكرات الشيخ د.يوسف القرضاوي الحلقة رقم (653)

مؤتمر مناصرة البوسنة والهرسك في مدينة زغرب

اشتداد وطأة الصرب على المسلمين:
كانت حروب البوسنة والهرسك، قد بلغت أشدها، واشتدّت وطأة الصرب على المسلمين، الذين كان لهم وجودهم التاريخي في هذه البلاد من قرون، ولهم مواريثهم الدينية والثقافية والحضارية. لهم جوامعهم وجامعاتهم، ولهم أوقافهم ومكتباتهم، ولهم كتبهم ومؤلفاتهم. وهم من أهل البلاد الأصليين ورثوها أبا عن جد.
ولكن الصّرب نصارى أرثوذكس متعصّبون شديدو التعصب، وقد ورثوا جيش «يوغسلافيا» الذي كان يعدّ رابع جيش في أوربا. وقد أفرغوا حقدهم ونقمتهم على المسلمين، كأنما يريدون ألاَّ يبقوا لهم من باقية. والمسلمون لا يكادون يملكون بندقية عادية يدافعون بها عن أنفسهم.
وكانت وكالات الأنباء تذيع بعض ما يجري هناك، لا كل ما يجري، ولكن هذا البعض تشيب من هوله الولدان، لما فيه من قسوة ووحشية، قلما تحدث في التاريخ إلا نادرًا، ولكن العالم يسمع ويرى، ولكنه لا يحرك ساكنًا.
قتل وحوش الصرب ألوف المسلمين بوسائلهم الجهنمية، ودفنوهم في مقابر جماعية اكتشفت بعد، ولا تزال تكتشف إلى اليوم.
وقد كان وقع هذه الأنباء الأليمة على أبناء الأمة الإسلامية في كل مكان: وقع الصاعقة، وبدأ كثيرون من شباب الإسلام يبدون رغبتهم في نصرة إخوانهم المستضعفين في الأرض، والله تعالى يقول: {وَمَا لَكُمۡ لَا تُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلۡمُسۡتَضۡعَفِينَ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَآءِ وَٱلۡوِلۡدَٰنِ} [النساء: 75]. وإن كان الوصول إلى البوسنة عسيرًا، والحصول على قطعة سلاح أعسر وأشد. ولكل مجتهد نصيب...
اغتصاب الصرب للنساء المسلمات:
ولم يكن الصرب يكتفون بذبح الرجال فقط، بل ويغتصبون النساء اغتصابًا، والاغتصاب بالنسبة للمرأة المسلمة جريمة وفضيحة ومذلة، وهي تفضّل الموت على أن يقع لها ذلك. ولكن هؤلاء الوحوش الآدميين اقترفوها بكل وقاحة، ولم تكد تسلم منهم صبية ولا عجوز. وتحكى في ذلك وقائع وفظائع لا يصدقها عقل.