نسائم الإشراق الحلقة رقم (1625) 23 يونيو 2021م، 12 ذو القعدة 1442هـ، مذكرات الشيخ د.يوسف القرضاوي الحلقة رقم (655).

  انعقاد المؤتمر:
وانعقد المؤتمر (1991م) وحضره مندوب الحزب الذي يرأسه الدكتور المثقف المجاهد علي عزت بيجوفيتش، وحضر الشيخ الدكتور مصطفى سيرتش، الذي عرفناه لأول مرة، وهو حاصل على الدكتوراه من كلية اللغة العربية في الأزهر، وعلى دكتوراه أخرى من الغرب.
وتحدّث الإخوة الضيوف، وفي مقدِّمتهم الشيخ الغزالي، والأستاذ هويدي، والشاعرة عليه الجعار، ود.الزبير، وتحدَّث الفقير إليه تعالى، وتحدث الإخوة البوسنيون، وأفاض الجميع فيما يجب على الأمة الإسلامية أن تقوم به لإنقاذ إخوانهم في البوسنة والهرسك، وبخاصة: أن الإسلام يوجب على الأمة الإسلامية نصرة إخوانهم إذا غزوا في أرضهم، أو اعتدى على دمائهم وأعراضهم وحرماتهم، وإذا عجز القوم عن الدفاع عن أنفسهم، وجب الدفاع على مَن يليهم، ثم مَن يليهم، حتى يشمل المسلمين كافة، فالأمة مسئولة مسئولية تضامنية بمقتضى العقيدة المشتركة والأخوة المشتركة، {إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَة} [الحجرات: 10]، «المسلمون يسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم»(1).
إجابتي عن اقتراح الأستاذ فهمي هويدي:
وقد سألني بعض الإخوة عما قاله الأستاذ فهمي هويدي: من أن إنقاذ البوسنة أهم من الحج هذا العام!
قلت لهم: إن فقهه مؤسَّس على اعتبار شرعي صحيح، وهو أن الفرائض إذا تزاحمت أو تعارضت، يجب أن يقدم أولاها، بالترجيح... وفي الشرع: إذا تعارض الفرض المتعلق بحق الفرد، والفرض المتعلق بحق الجماعة أو الأمة، يقدم ما يتعلق بحق الأمة.
ولهذا أجمع الفقهاء على أن الجهاد إذا كان فرض كفاية، فلا بد فيه من استئذان الوالدين حسب نص الأحاديث الصحاح. ولكن إذا كان الجهاد فرض عين، كما إذا دخل العدو بلاد المسلمين، فهنا يسقط استئذان الوالدين: لأن بر الوالدين فرض، والدفاع عن أرض الإسلام فرض، ولكن بر الوالدين يتعلّق بحق فردي والدفاع عن أرض الإسلام يتعلّق بالجماعة أو الأمة، وما يتعلق بحق الجماعة يقدم على ما يتعلق بحقوق الأفراد.
ومع هذا نحن في غنى عن منع الناس من أداء الفريضة، فالواقع أن الموسم في بعض السنوات يضمُّ مليونين أو ثلاثة ملايين من المسلمين، والإحصاءات تؤكد أن أكثر من 60% من الحجاج يحجُّون للمرة الثانية أو الثالثة أو العاشرة أو العشرين أو ما هو أكثر وهؤلاء هم الذين نطالبهم: بأن يتركوا الحج هذا العام، ويخصصوا نفقات حجّهم لنصرة إخوانهم في البوسنة