نسائم الإشراق الحلقة رقم (1626) 25 يونيو 2021م، 14 ذو القعدة 1442هـ، مذكرات الشيخ د.يوسف القرضاوي الحلقة رقم (656).

 

سؤالي عن حكم إجهاض حمل المغتصبات من الصرب:

وكان أخطر الأسئلة التي وجهت إلي في أثناء المؤتمر: سؤال من الأخوات المسلمات اللاتي اعتدي على أعراضهن قهرًا، واغتصبن اغتصابًا تحت إكراه السلاح، وكان الصربيون المتوحشون، يفعلون ذلك انتقامًا وإذلالًا للمسلمين والمسلمات، وقد حمل من هذا الاغتصاب عدد منهن، وهنَّ يكرهن هذا الحمل في بطونهن من أعدائهن وأعداء دينهن، ويردن التخلّص منه بالإجهاض، ولا يردن ولدًا يحمل هذه الذكرى السيئة والمريرة.

وقد أجبتهم عن هذا السؤال في حينه، وسجَّلت الإجابة في كتابي «فتاوى معاصرة»، الجزء الثاني(2).

وكانت خلاصة الفتوى: أن هؤلاء الأخوات الممتحنات لا ذنب عليهن إطلاقًا في هذه البلوى، ولا يجوز لمسلم ولا لمواطن أن يوجِّه إليهن أي إساءة بالعبارة ولا بالإشارة، لأنهن فعلن ما فعلن تحت سيف الإكراه، والمكره معذور بالإجماع، وقد أجاز الإسلام للمكره أن ينطق بكلمة الكفر، كما قال تعالى: {إِلَّا مَنۡ أُكۡرِهَ وَقَلۡبُهُۥ مُطۡمَئِنُّۢ بِٱلۡإِيمَٰنِ} [النحل: 106]، وقال تعالى عن المكرهات على البغاء: {وَمَن يُكۡرِههُّنَّ فَإِنَّ ٱللَّهَ مِنۢ بَعۡدِ إِكۡرَٰهِهِنَّ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} [النور: 33].

وعلى الإخوة البوسنيين أن يتقدَّموا للزواج منهن، وعلى المجتمع أن يحتضن مواليدهن إذا ولدوا، ويربيهم على الإسلام، وقد ولدوا على الفطرة، ولا يحملون وِزْر آبائهم، ولعلَّ الله يخرج منهم ذرية صالحة تخدم الإسلام.

وأزيد هنا: أن من لم يبلغ حملها الأربعين يومًا فيمكنها أن تجهضه، كما هو رأي جماعة من الفقهاء، بل أجاز بعضهم الإجهاض في مثل هذه الحالة إذا لم يبلغ الحمل مائة وعشرين يومًا، وهي التي جاء فيها الحديث الصحيح: «أنه ينفخ فيه الروح».