رفعاً للغبش/ أبو طارق

إذا انطلقنا من طقوس المجتمعات البدوية الذكورية التي تدجن المرأة وتحرمها حقها في التعلم والتعبير فسنصنف احتفال نساء الرباط واحتفاءهن بقيادة المقاومة والجهاد منكرا من القول وردة اجتماعية وبدعة في المعيار المزدوج العتيق اللذي يعتبر انحرافات العتمة عند الشنة بين الشبان والفتيات مجرد لعب بريء، بينما يعتبر تعلم النساء في المحاضر وصلاة الملتزمات في المساجد ذريعة للاختلاط وسبيلا إلى السفاهة والتهتك،، على إلسنة تجتر المصطلحات اجترارا من غير تأصيل ولا تحرير حيث يطلقون الاختلاط جزافا على كل تجمع ليس فيه ستار، ناسين أو متناسين أن تعريف الاختلاط هو مماسة الأجسام من غير المحارم والازواج، وأما إذا إنطلقنا من شريعة الإسلام وهدي السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان فسنجد المرأة في صدارة كل عمل يعلي راية الحق ويرفع لواء الإسلام فقد استقبلت نساء الأنصار محمدا صلى الله عليه وسلم بالأغاني والأهازيج والدفوف ولم يعترض على شيء من ذلك إلا على قول إحداهن حين سمعها وهي تنشد:
وفينا نبي يعلم ما في غد. فقال لها دعي هذه لأنه عليه الصلاة والسلام لا يعلم الغيب.
ولم يزل نساء المسلمين يشهدنا الصلوات والمشاهد العامة مع الرجال من غير ساتر ويستقبلن جيوش المسلمين ويشجعن المقاتلين في الميدان حتى قاتل بعضهن في غزوتي أحد وحنين ولم يزلن يحضرن مجالس العلم ويناقشن ويستفسرن إلى أن قبض الرسول صلى الله عليه وسلم ومنهن من استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في ضرب الدف على رأسه الكريم بعدما نذرت ذلك فقال لها افعلي.
وما دام صوت المرأة غير عورة في رأية الكافة فما المحظور في زغاريد النساء وتصفيقهن دعما للجهاد وابتهاجا بالمجاهدين في عصر صارت فيه الكلمة أشد نكاية من السيف وغدت فيه التظاهرات الجماهيرية لها حساباتها في المعادلة الميدانية؟؟؟.
مع ذلك تبقى الأخطاء واردة في كل عمل بشري ويبقى التنبيه عليها مسءولية ولكن دون خلط الصحيح بالسقيم وتصوير المباح في صورة الكبائر الموبقة
أبو طارق