كلمة في حقهن/ أم المومنين أحمد سالم

أعلم أن النقد والاستدراك تربية وتهذيب وهو خدمة لمن يريد أن يتخفف من عيوبه ويتوب من زلاته ويزيد من فضائله لذلك كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول (رحم الله من أهدى إلي عيوبي ).

وأدرك أن النقد البناء يرفع وينفع وأنه لا يشترط  في الناصح أن يكون منتصحا. ولا ملتزما بما يدعو إلى الإلزام به وإن كان أدعى للانتفاع بنصيحه

يا أيها الرجل المعلم غيره      هلا لنفسك كان ذا التعليم

وقد ذم القرآن الكريم اليهود وعاب عليهم الأمر ببر لا يأتونه فقال تعالى : (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ)غير أن ذلك شأن الآمر أما المأمور فمنتفع إن اتبع النصح. على كل حال .

قرأت بعضا مما كتب في الأيام الماضية إثر زيارة وفد حماس لبلادنا هذا الوفد الذى خرج للتو من معركة منتصرة مع أشد الناس عداوة للذين آمنوا -وانتصارات الأمة للأسف ليست كثيرة في هذ الزمان - لذلك لا يستغرب أن يخرج الفرح بها عن السيطرة

كتبت تعليقات كثيرة وملاحظات عديدة على تفاعل الناس وخصوصا منهم النساء والأخوات منهن بشكل أخص بعض هذه الملاحظات أطنب واشتط في تخطئة الأخوات والأخذ عليهن في أساليب الاحتفاء بالوفد وإظهار الفرح به وبعضها كان أكثر اعتدالا وانصافا وقليل منها المدافع الملتمس العذر .

ولقد غلبتني نفسى إلا أن أكتب كلمة أراها حقا في حق الأخوات :

  • إن الأخطاء تعظم وتظهر حين تقل إذ بضدها تتميز الأشياء وحين تعد وتحصى فتلك قمة النبل فإن العصمة عزيزة على غير الأنبياء

ومن ذ الذى ترضى سجاياه كلها    كفى المرء نبلا أن تعد معايبه

للزمان والحال اعتبارهما فقد ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه قوله انهزم الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد ....رأيت عائشة بنت أبى بكر وأم سليم وإنهما لمشمرتان أرى خدم سوقهما تنقزان القرب وروى غيره تنقلان القرب تفرغانها في أفواه القوم فتوجعان فتملآنها ثم تفرغانها في أفواه القوم ) واستقبل أهل المدينة الرسول صلى الله عليه وسلم وهو قادم من تبوك وهم يعبرون عن فرحهم وينشدون:

طلع البدر علينا من ثنيات الوداع وجب الشكر علينا ما دعا لله داعى

أخطاء الأخوات تنطمر في بحر فضائلهن وقد بلغت القلتين بفضل الله والماء إذا بلغ القلتين لم يحمل الخبث فهن الطاهرات العفيفات االصائمات القائمات المتصدقات لهن يبتهج الفقير وهن بسمة اليتيم وأمل المريض العاني

يكثرن في ساحات المنازلة السياسية والمنافسة الانتخابية ويقللن عند استشراف المنا صب والمكاسب .

ثم هن يخطئن نعم.. لكنهن من خير الخطائين .