في لقاء شامل مع موقع الفكر المستشارة بالرئاسة الصحرواية النانه لبات الرشيد / الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء لم يعد ولم يكن موجودا أصلا

الفكر (نواكشوط) - قالت مستشارة الرئيس الصحرواي النانة لبات الرشيد إن الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي يقضي الآن فترة نقاهة بعد إصابته بفيروس كورنا، وأن صحته جيدة وسيعود قريبا إلى مقر عمله وشعبه.
وبخصوص الاعتراف الامريكي بمغربية الصحراء قالت المسؤولة الصحراوية إنه لم يعد ممكنا ولم يكن موجودا أصلا إلا في تغريدة الرئيس الأمريكي السابق دونالد اترامب على تويتر، أما الإعلان الرئاسي المتعلق بالاعتراف الامريكي بمغربية الصحراء فقد تمت أرشفته وحذفه من منصة البيت الأبيض مع وصول الرئيس الأمريكي جوبايدن إلى السلطة.
وأضافت النانه في موضوع الاعتراف الامريكي بمغربية الصحراء إن الديمقراطيين يؤمنون بحقوق الإنسان وبحقوق الشعوب في تقرير المصير، وهذا بحسب المستشارة الصحراوية  "متناقض تماما مع المخاطرة التي قام بها اترامب عبر تغريدته، فأمريكا لا يمكنها أن تناقض نفسها وتنقض الأسس التي قامت عليها ".
وبخصوص العلاقات الموريتانية الصحراوية والموقف الموريتاني من النزاع في الصحراء قالت مستشارة الرئيس الصحراوي إن علاقات موريتانيا بالصحراء جيدة جدا على المستويين الشعبي والرسمي، "فموريتانيا الشقيقة أدرى بسياستها الخارجية وهي وحدها المخول لها سن نظمها وتحديد وجهة تحركها".
نص المقابلة:
موقع الفكر: ما حقيقة الوضع الصحي للرئيس إبراهيم غالي؟
النانة لبات الرشيد: الرئيس إبراهيم غالي في صحة جيدة الحمد لله بعد تجاوزه كوفيد 19 ومضاعفاته. وهو يقضي الآن فترة نقاهة توشك على التمام وخلال أيام قليلة بحول الله سيعود إلى مقر عمله وشعبه وعائلته. مع التذكير بأنه منذ فترة بدأ يتابع سير مختلف البرامج والتطورات الميدانية العسكرية والدبلوماسية.
موقع الفكر: ما مصير القضية الصحراوية بعد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء؟ 
النانة لبات الرشيد: الاعتراف الأمريكي الذي تقصدون لم يعد موجودا ولم يكن موجود أصلا إلا في تغريده على "تويتر" غردها الرئيس المنصرم ترامب، وما يسمى بالإعلان الرئاسي بذلك الشأن تمت أرشفته وحذفه من منصة البيت الأبيض يوم تسلم جوبا يدن مقاليد حكم أمريكا. 
النانة لبات الرشيد: الديمقراطيون في أمريكا والذين يتولون الإدارة الآن يؤمنون بحقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها ومبادئ الديمقراطية كافة وهذا كله متناقض تماما مع المخاطرة التي قام بها اترامب عبر تغريدته، فأمريكا لا يمكنها أن تناقض نفسها ونقض الأسس التي قامت عليها، وباختصار شديد يمكننا القول بأن القضية الصحراوية لا تتأثرا قانونيا بإعلان اترامب ،وإدارة جوبا يدن جمدت ذلك الاعتراف وألغته في غياهب التجاهل والنسيان، وعلى المملكة المغربية حصد الفشل بعد مقايضتها التطبيع بالتغريدة الترامبية. 
موقع الفكر: هل أثمرت محاولات البوليساريو لتحريك الملف الصحراوي عبر أزمة الگرگرات أم أنها عادت بنتائج عكسية؟

النانة لبات الرشيد: أزمة الكركرات كانت الشجرة التي تخفي الغابة، من خلالها عادت القضية إلى مربعها الأول ؛ استئناف الكفاح المسلح . بالنسبة للمغرب أتت عمليته العسكرية التي قام بها بالگرگرات بنتيجة عكسية لتوقعاته، فهو لا يود تغيير الأمر الواقع وحالة الجمود التي عرفتها القضية السنوات الأخيرة وبالنسبة لنا كانت قطيعة مع الجمود وما خلفه عجز الأمم المتحدة عن تطبيق مخطط السلام في الصحراء الغربية، ومكنت البوليساريو من استئناف كفاحها المسلح وزمام الأمر برمته الآن بيدها. 
المسؤول عن جر المنطقة لأتون الحرب هو المغرب، هو من يرفض الانصياع للشرعية الدولية، والصحراويون لن يستسلموا طبعا ولهم كامل الحق في الدفاع عن قضيتهم بكافة الطرق المشروعة والممكنة .
موقع الفكر: من المسؤول عن جر المنطقة إلى مربع (الحرب) من جديد؟
النانة لبات الرشيد: عندما تعلن الحرب تعلن التضحية، والشعب الصحراوي على مدار سنوات كفاحه فقد أبطالا؛ رجالا ونساء قضوا في ميدان الشرف، ذلك الأمر رغم ما فيه من ألم وخسارة إلا أنه مدعاة للفخر وسبب الاقتداء ومواصلة نهج الأبطال الشهداء حتى النصر والتحرير .
موقع الفكر: على من تعول البوليساريو في  رفضها للمقترح للمغربي بشأن الحكم الذاتي والذي تؤيده دول عديدة عربية وغربية؟
 النانة لبات الرشيد: البوليساريو تعول دائما على قوة شعبها الذاتية، الإيمان بالحق كفيل بتعزيز الصمود والتضحية وحدها كفيلة بانتزاع الحق. 
موقع الفكر: ماذا لو تغير الموقف الجزائري لسبب أولآخر ؟!
النانة لبات الرشيد: الموقف الجزائري مبدئي، ليس من القضية الصحراوية وحدها بل كل القضايا العادلة في العالم ولغاية اللحظة مرت خمسة عقود إلا قليلا على القضية الصحراوية والمواقف الجزائرية في ثبات دائم منها، فما الذي يدفع الصحفيين دائما والمشككين في مواقف الجزائر إلى طرح هذه الأسئلة الملغومة ؟ 
موقع الفكر: ألا يدل ما حدث مؤخرا للرئيس الصحراوي في إسبانيا أن المغرب قادم على منع الدول الفاعلة في المحيط من اتخاذ موقف يؤثر سلبا على رؤيته للنزاع؟
النانة لبات الرشيد: ما حدث بإسبانيا مؤخرا أثناء استشفاء الرئيس الصحراوي بها أظهر ضعف المغرب وهشاشة دبلوماسيته، فالرئيس استقبل هناك كأي زعيم معترف به وبقضيته، ورغم كل المحاولات المغربية الدنيئة التي عمد إليها نظام الاحتلال المغربي للنيل من شرعية القضية وسمعة زعيمها، ظلت إسبانيا ثابتة المواقف من قضية الشعب الصحراوي إنسانيا وسياسيا رسميا وشعبيا أيضا، فما الذي جناه المغرب من تلك الهرطقة؟ لا شيء. 
وقف إبراهيم غالي شامخا أمام القضاء الإسباني الذي استلم قضايا وهمية مفبركة الغرض منها معروف وهو إلصاق التهم بكفاح الشعب الصحراوي، فأقر القضاء كيدية تلك المزاعم وأثنى العالم على شجاعة الرجل ونصاعة تاريخه وتاريخ شعبه وبقيت الأزمة الدبلوماسية بين إسبانيا والمغرب في تعقيد مستمر وقطيعة تتعمق يوما بعد يوم. 
موقع الفكر: ما الذي يمكن أن تقوم به موريتانيا في المساعدة على حل النزاع بما ينسجم مع موقفها "الحيادي"؟
النانة لبات الرشيد: موريتانيا الشقيقة أدرى بسياستها الخارجية ووحدها المخول لها سن نظمها وتحديد وجهة تحركها، بالنسبة لنا علاقاتنا ببلدنا الثاني جيدة جدا على المستويين الرسمي والشعبي .