نسائم الإشراق الحلقة رقم (1632) 2 يوليو 2021م،21 ذو القعدة 1442هـ، مذكرات الشيخ د.يوسف القرضاوي الحلقة رقم (662)

 

أستاذ زئر في كلية الشريعة بقطر:

ثم بلغت ذروتها حين دعوته إلى قطر أستاذًا زائرًا لكلية الشريعة، ليدرس مقررًا عن «المجتمع المسلم» لطلاب الكلية طالباتها، وذلك في أكثر من فصل دراسي. وذلك بموافقة مدير الجامعة أ. د. إبراهيم كاظم الذي كان حسن الصلة به كذلك. ثم التقينا في الجزائر في ملتقيات الفكر الإسلامي، وفي السنة التي ذهبت فيها إلى الجزائر 1990 - 1991م معارًا من دولة قطر، شارك معي في محاولة الصلح بين إخواننا في الجبهة الإسلامية للإنقاذ، وإخواننا في حماس والنهضة، وإن لم نفلح في هذا التوفيق.

سفير الإسلام:

عمل الأميري سفيرًا لبلاده سوريا في باكستان والمملكة العربية، وكان في الحقيقة سفيرًا للإسلام، ولأمته، كما عمل محاضرًا وأستاذ كرسي «الإسلام والتيارات المعاصرة» في دار الحديث الحسنية بالرباط، وقسم الدراسات الإسلامية العليا بجامعة القرويين، كما درّس الحضارة الإسلامية في كلية الآداب بجامعة محمد بن عبد الله في فاس.

الأميري الشاعر:

ولكن مما لا ريب فيه ولا نزاع عليه: أن الذي غلب عليه وعرف به هو الشعر، فإذا ذكر الأميري ذكر الشاعر قبل أي وصف آخر. وهو شعر متميز باتجاهه الرباني والإنساني. ولقد كنت كتبت كلمة ضافية عن الأميري نشرتها في كتابي: «وداع الأعلام» لا أستغني عن اقتباس فقرات منها هنا، وخصوصًا عن شعره.

قصيدة «أب»:

فمن قصائده الجميلة والرائعة التي قرأتها له قبل أن ألقاه: قصيدة «أب» التي نشرتها له مجلة «المسلمون» الشهرية التي كان الأستاذ سعيد رمضان يصدرها، وتصدر من خارج مصر. وهي في الحقّ من روائع الشعر العربي الحديث، كتبها وهو في مصف «قرنايل» بلبنان، وقد سعد بأسرته وأولاده خلال الصيف، ثم انتهت العطلة، ورحل الأولاد عنه، وعادوا إلى حلب، وبقي الشاعر وحده في البيت الذي أصبح اليوم مُحشًا كالقبر، بعد أن كان بالأمس جنّة وارفة الظلال، بما فيه من حياتة وحركة، وبركة وسعادة.

يقول الأميري في قصيدته:

أين الضجيجُ العذْبُ والشَّغَبُ؟         أين التَّدارس شابَهُ اللعبُ؟

أين الطفولة في توقُّدها؟         أين الدُّمى، في الأرض، والكتب؟

أين التَّشَاكسُ دونما غَرَضٍ؟        أين التَّشاكي ما له سبب؟

أين التبــاكي والتضاحك، في        وقت معـاً، والحزن والطربُ؟

أين التسابق في مجاورتي         شغفا، إذا أكلوا وإن شربوا؟

يتزاحمون على مجالستــي        والقرب مني حيـثما انقلبـوا

فنشـيدهم "بابا" إذا فرحـوا        ووعيدهم: "بابا" إذا غضـبوا