نسائم الإشراق الحلقة رقم (1634) 4 يوليو 2021م،23 ذو القعدة 1442هـ، مذكرات الشيخ د.يوسف القرضاوي الحلقة رقم (664)

 

 

كما بدأ الديوان برائعته «مع الله»:

مع الله في مضمرات الكرى     مع الله عند امتداد السهر

مع الله والقلب في نشوة         مع الله والنفس تشكو الضجر

مع الله في أمسي المنقضى       مع الله في غدي المنتظر

مع الله في عنفوان الصِّبا     مع الله في الضعف عند الكبر

مع الله قبل حياتي، وفيها     وما بعدها عند سكنى الحفر

إلى آخر ما ذكره من ألوان ومجالات معيَّته في الله، وهي معيَّة ملأت المكان والزمان، والحسّ والفكر، والضمير والوجدان.

لا أستطيع أن أتخيَّر من هذا الديوان بعض قصائده، فكلها خيار من خيار، ولكني أنتقي «خماسية» كنت قد قرأتها في مجلة «المسلمون» التي كانت تنشر بين الحين والحين بعضًا مما تنتقيه من قصائد الشاعر، أو مما يرسل به إليها، فكان منه هذه القصيدة عن «الكعبة» يقول فيها: 

الكعبة الشماء في مذهبي      قيمتها ليست بأحجارها

والقرب من خالقها ليس في      تشبث المرء بأستارها

قدسيَّة الكعبة في جمعها        أمتنا من كل أقطارها

وأنها محور أمجادها        وأنها مصدر أنوارها

وكعبة المؤمن في قلبه       يطوف أنى كان في دارها

الشعر الإنساني:

وله - بجوار الشعر الرباني - سبحات ونفحات في الشعر الإنساني، الذي تتجلى فيه عواطف الإنسان من حيث هو إنسان، ومن حيث هو أب، كما في ديوان «أب» ومن حيث هو ابن، كما ديوان «أمي» ومن حيث هو إنسان ذو قلب، كما في ديوان «ألوان طيف». ومن جميل شعره في ديوان «أب»:

ما لك يا قلبي... على الدروب...!!

تبحث... عن كل حشا منكوب!!

تصنع من أناته وجيبي ...!

هل أنت يا قلبي... أبو القلوب؟!