نسائم الإشراق الحلقة رقم (1635) 5 يوليو 2021م،24 ذو القعدة 1442هـ، مذكرات الشيخ د.يوسف القرضاوي الحلقة رقم (665)

 

ومن أبياته المؤثرة:
ويذود عن عيني الكرى      همّ... وهم... ذو رنين!
همّ الثمانية الصغار       وبعد... تاسعهم جنين!
ومن المشاعر الإنسانية التي تحسها وتلمسها في شعر الأميري: الشعور بالغربة عن بلده وأهله وولده سنين طالت، فهو في الغرب، وهم في الشرق.
يقول في إحدى قصائده:
أنا في امتدادات الأذان        كان في نسبي رباح
أنا في الرباط وفي الرياض    وليس عن حلبي براح!
الشعر الجهادي:
وبجوار الشعر الإيماني، والشعر الإنساني للأميري، نجد الشعر الجهادي، وكله أو جله يصبّ في قضية الأمة المركزية والمحورية، وهي قضية الأقصى، قضية أرض الإسراء والمعراج، قضية فلسطين، وقد أصدر عدّة دواوين في ذلك، مثل: ملحمة الجهاد، وملحمة النصر «شعر من وحي معركة العاشر من رمضان 1393هـ»، ومن وحي فلسطين «شعر وفكر»، و «حجارة من سجيل». وقد صدر بعد انتفاضة أطفال الحجارة، الانتفاضة الأولى، التي انطلقت أول ما انطلقت من مساجد غزّة، وأطلق عليها في أول الأمر: اسم «ثورة المساجد»!
وقفة مع شعر الأميري:
وإذا كان بعض الشعراء يخلد إلى الأرض، وينزع إلى الطين والحمأ المسنون، فإنّ الأميري يُحلِّق بشعره على أجنحة ملائكية، إلى آفاق علوية. وإذا كان منهم من استغرقه الحسّ، وسجنه الجسد في قفصه، فإن الأميري قد سما بشعره إلى فردوس الروح، وسماء الربانية، وتحرَّر من قبضة الجسد الحديدية، بفضل ما منحه الله تعالى من رحيق الإيمان، وفيض الروح المشرق بنور اليقين.
لقد جعل الأميري للعرب «إقبالًا» كما للهنود «إقبالهم»، وأحيا شعر «الحب الإلهي» في لغة جزلة عذبة معاصرة، تخاطب الكينونة الإنسانية كلها: عقلًا وروحًا، وعاطفة وضميرًا، ولا تخاطب «الإنسان الجسد» وحده، كما فعل بعض الشعراء المعاصرين، الذين اختصروا الإنسان في المرأة، واختصروا المرأة في الجسد، واختصروا الحياة في اقتناص اللذات، واتباع الشهوات.
لهذا كان أحب الأوصاف والألقاب إلى شاعرنا: لقب «شاعر الإنسانية المؤمنة»، فهو شاعر الإيمان، وشاعر الإنسان.
وللأميري نَثْر عَذْب جميل، أحيانًا يختلط بشعره، كمقدِّمات وتعليقات، وأحيانًا يستقل في كتب ورسائل، ولكن لكل نثره نغمة أدبية وشعرية ظاهرة.