نسائم الإشراق الحلقة رقم (1636) 6 يوليو 2021م،25 ذو القعدة 1442هـ، مذكرات الشيخ د.يوسف القرضاوي الحلقة رقم (666)

 

اهتمامه بالفقه الحضاري:

وكان مشغولًا في سنيه الأخيرة بإصلاح الأمة وتحريرها من داخلها. مركزًا على ما أسماه في عدد من كتبه ومحاضراته: «الفقه الحضاري»، وهو فقه يعني بالتركيز على الأسس الحضارية، والخصائص الحضارية، وأن على الأمة أن تبذل جهدًا فكريًّا وثقافيًّا حتى تؤصَله، ثم تفرَع عليه، وإن لم يبين لنا رحمه الله  معالم هذا الفقه وملامحه. وقد حاولت في كتابي «السنّه مصدرًا للمعرفة والحضارة» أن ألقي بعض الضوء على معالم «الفقه الحضاري» و «السلوك الحضاري» اقتباسًا من السنة النبوية وأحاديثها الصحاح.

اعتزازه بأصالته الإسلامية:

وكان من مزايا الأميري أنه كان حريصًا على ألا يؤرخ لأيَّ كتاب يصنفه، أو أي رسالة يرسلها، أو أي عمل من الأعمال يريد أن يسجله، إلا بالتاريخ الهجري، والتاريخ الهجري وحده.

وفي القصائد التي ينشئها يضع تحت كل قصيدة تاريخها الهجري، ولا يلحق بها أي تاريخ آخر. وفي هذا اعتزاز بأصالتنا الإسلامية دون شعور

بالحاجة إلى أي أمة أخرى.

رحم الله أبا البراء عمر الأميري، وغفر له، وأثابه شاعرًا وناثرًا، وداعية ومحاضرًا، وباحثًا ومؤلفًا، وغيورًا ومجاهدًا، وتقبله في الدعاة الربانيين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وما بدلوا تبديلًا.

وفاة أ.د. إبراهيم كاظم سنة 1992م

كان أ.د. محمد إبراهيم كاظم أول عميد لكليتي التربية في قطر منذ سنة 1973م، وحين أنشئت جامعة قطر سنة 1977م كان أول مدير لها. حيث بدأت بكليات أربع، هي: التربية والعلوم والشريعة والإنسانيات «أي الآداب». وبعد ذلك أضيفت كلية الهندسة، وكلية الإدارة والاقتصاد، والكلية التكنولوجية.

والحقيقة: أن د. كاظم حشد للجامعة مجموعة مختارة من الأساتذة في جميع التخصصات، وكان رجلًا خبيرًا بالرجال، مُستغلًّا علاقاته الواسعة في اختيارهم واجتذابهم إلى قطر.

وكان رجلًا دمثًا حسن الخلق، عفيف اللسان، ما سمعته يتكلم عن أحد بسوء، حسن الصلة بزملائه ومن يعمل معه، حتى بالطلاب، وكان يحسن الكلام في المناسبات المختلفة، ويختار كلماته بعناية، ويضعها في موضعها.