في قلب نواكشوط ...مدرسة "المرابطون" تستجدي الترميم (تقرير مصور)

على بعد خطوات من كارفور "مدريد" وعلى مقربة من مبان حكومية حيوية تقع أطلال ما كان يوما مدرسة حكومية تحمل اسم "المرابطون".

هياكل خرسانية مهترئة، وحيطان متآكلة، وحجرات بلا أبواب أو نوافذ تغمر أساساتها المياه الآسنة وتنمو في أرجائها غابات كثيفة من نباتات السفانا التي تتنشر كالفطر وتمثل بيئة ملائمة لنمو الزواحف والقوارض والحشرات الضارة.

ذلك ما تبقى من أطلال هذه المدرسة التي كانت يوما ما تضج بالحركة والنشاط، يرفرف في سمائها العلم الوطني،وتستقطب تلاميذ الأحياء المجاورة في بغداد وأحياء العيادة المجمعة.

الموقع الخطأ

لم يتفطن مسؤولو الإسكان والعمران إلى عدم صلاحية المكان إلا بعد وفوات الأوان، وبعدما أصبحت المنطقة بؤرة لسباخ المياه السطحية والتي تفجرت من باطن الأرض بسبب انخفاض مستوى التربة، وضغط بحيرات الصرف الصحي التي باتت تهدد الأحياء القريبة من الشاطئ .

وقد أجبرت برك المياه الآسنة السكان إلى ترك منازلهم في أحياء بغداد وسوكجيم القريبة فتحولت إلى مناطق أشباح ومستعمرات لأشكال غريبة من النباتات والزواحف كما يقول الجيران.

لكن الموقع الاستراتيجي للمدرسة، وبدء انحسار بحيرات الصرف الصحي نوعا ما في الآونة الأخيرة جعل السكان يطالبون بإعادة ترميم المدرسة من خلال طمر مياه البرك –كما حصل في إعادة تأهيل منطقة المطار القديم وبالتالي التقليل من التهديدات البيئية والصحية التي باتت المدرسة بوضعيتها الحالية مصدرا لها.

مخاطر متعددة

يقول عمدة لكصر الدكتور محمد السالك بن عمار والذي تقع المدرسة في حوزته الترابية في تصريح لموقع الفكر: "مدرسة المرابطون قرب المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية، وهي مدرسة مهجورة وتطرح إشكالا كبيرا و نحن نبحث عن آلية إيصال أمرها للوزارة المعنية؛ لأنها في منطقة حيوية ومركزية ومهمشة في آن واحد،  وقد طلبنا من السلطات المعنية عبر منصة البلدية الإدارية التدخل لحل مشكلة هذه المدرسة؛ لأن مشكلتها ليست مشكلا تربويا فحسب بل إن مشكلتها أصبحت مشكلةا أمنية؛ نظرا لأن اللصوص ومتعاطي المخدرات من الشباب المدمن يأتون لتناول  المخدرات فيها.

فيما اعتبر عمدة بلدية تفرغ زينه أن النباتات الكثيفة التي تحتل مواقع البرك السطحية في بلديته أصبحت بؤرا للقوارض والأفاعي السامة ،ويستشهد بحادثة وفاة أحد الموطنين بعدما لدغته أفعى قرب إحدى هذه المستعمرات النباتية.

لا شك أن هناك مدارس أخرى في حاجة إلى الترميم وإعادة الاعتبار لكن الموقع المتميز للمدرسة، والضغط الكبير الذي تتعرض له مدارس وسط العاصمة بسبب كثافة الإقبال والتصدي للإشكالات الصحية والبيئية بل والجنائية التي باتت المدرسة مصدرا لها يجعل من الضروري الإسراع في ترميمها والاستفادة من ميزات الموقع وقبل ذلك التصدي للمخاطر الناجمة عن إهدارالقيمة المادية والمعنوية لمرفق حيوي بمثل مدرسة عمومية!!