الغش: ترسانة متطورة لإفشال التعليم (تقرير)

صورة عامة من أمام الثانوية العربية

الفكر(نواكشوط): الغش إجهاض للتعليم، وتضييع للتقويم، وطريق مضمون لإفشال العمل التربوي وجعل مكتسباته وأهدافه في مهب الرياح، كما يمثل ظلما وغبنا في حق كل مجتهد وطالب متميز.

وقد تعددت وسائل الغش وآلياته في الآونة الأخيرة مما يوشك أن يغري التلاميذ بالإهمال والكسل ويدفعهم إلى طريق الفشل والضياع.

مصغرات وملازم

اعتمدت منظومة الغش لعقود على اصطحاب الأوراق والملازم إلى قاعات الامتحان سواء بدسها بين الملابس أو إخفائها داخل الأغراض الخاصة وبشكل يسمح بتصفحها والنقل المباشر منها دون أن يجلب ذلك انتباه المراقبين.

لكن هذه الطرق أصبحت متجاوزة بعد دخول الطابعات واستخدامها في تصغير الأوراق والتحكم في حجمها لتكون بقدر راحة اليد أو على شكل مطويات أو أشرطة حلزونية تجمع بين سهولة الحمل والتصفح والاختصار.

الوراقات والمكتبات تعتبر الامتحانات موسم الرواج الأمثل عندما يقبل الطلاب على شرائها بأسعار مجزية يعلق أحد الطلاب.

تكنولوجيا الغش

ومع ظهور الهواتف النقالة شهدت عمليات الغش نقلة نوعية من خلال توظيف الإمكانات الهائلة لها في نقل الصوت والصورة.

ويتحدث بعض الطلاب عن استخدام الهواتف لاستقبال الإجابات داخل قاعات الامتحان وبطرق لا تكاد تثير الانتباه أو تدفع للشكوك ،خاصة في ظل وجود هواتف ذات أحجام صغيرة، وسماعات تلتقط من على بعد يمكن تثبيتها بالأذن.

ثم جاء الفيس بوك والواتساب ليسهل من مهام الغش، خاصة في المسابقات عندما لا تتورع بعض المجموعات عن طرح خدماتها في هذا المجال وتسويقها على الملأ.

وخلال امتحانات الباكولريا التي انتهت أمس الخميس جرت مصادرة الكثير من الهواتف ومنع أصحابها من مواصلة الامتحان، وكشفت عمليات الرقابة عن وجود أجهزة متطورة لتقوية الشبكة في حال قطعها، وعن هواتف وسماعات بمختلف الأحجام والألوان.

وقد عمدت السلطات إلى تعليق لافتات تحذر من دخول الهواتف إلى مراكز الامتحان، واستخدمت أجهزة للتشويش وإضعاف الانترنت ولتعقب المكالمات الهاتفية.

 

الغش المنظم

عندما تتحول قصية الغش إلى جريمة ترعاها شبكات ومنظمات محترفة ،عندها تكون وسائل تطويقها والقضاء عليها أصعب من كونها حالات فردية معزولة يقول أحد المراقبين مبديا مخاوفه من تحول الغش إلى منظومة متكاملة، ترعاها شبكات خاصة تعمل على تحقيق الأرباح من ريعها كما هو حال شبكات الجريمة المنظمة.

وقد صدم الرأي العام المحلي مؤخرا من وجود مجموعات على الوتساب تروج لخدماتها في مجال تسهيل الغش وما وصفته بمساعدة المرشحين على النجاح وفق تعبيرهم.