ملف خاص عن سنتين من حكم غزواني: حقوقيون وقادة رأي يبقون الأمل وينشدون المزيد

في ذكرى مرور سنتين من مأمورية الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني يتجدد الحديث عن المنجزات والحصيلة والتقويم.

وهو حديث ينبغي أن يكون من ذوي الخبرة والاختصاص ومن زوايا نظر مختلفة تراعي التنوع في المواقع (موالاة –معارضة)

ودراية بالسياقات والظروف، وتلمسا لجوانب التميز والانجاز ومظان الإخفاق والتعثر.

لذا ارتأى موقع الفكر أن يتتبع الإجابات المرتبطة بالسؤال عن الموضوع في المقابلات التي أجراها مع ضيوف من مختلف التوجهات والتخصصات، لكن بعضها كان عن تقييم سنة ونصف وآخر عن سنتين، وستنشر تباعا –بحول الله –من خلال البدء برؤية وزراء سابقين لما مضى من المأمورية ثم برؤية الحقوقيين وقادة الرأي .

 

 الحقوقية فاتمتا أمباي:لا زال لدي الكثير من الآمال

تقويمي مثل تقويم الكثيرين، وهو أنني لا زلت أعلق عليه الكثير من الآمال ،رغم أنه وجد أمامه بعض الملفات المعقدة، مثل قضية الإرث الإنساني وواقع الاقتصاد.

الحقوقي يرب ولد نافع: لا يمكن أن نستبشر دون خفض الأسعار

كما قلت في خطاب سابق إن للرئيس الحالي خطابا مهادنا بعث آمالا للناس المتعطشة للتغيير وتحقيق الآمال، ولا يمكن أن نتجاهل مسألتين أساسيتين هما مسألة جائحة كورونا نسأل الله أن يحفظنا ويحفظ بلادنا منها وسائر بلاد المسلمين ،والمسألة الثانية صراعه مع الرئيس السابق، فهذان عاملان معيقان، ولكن الفساد ما زال متواصلا والأسعار تواصل في الصعود، فنحن الجياع لا يمكن أن نستبشر دون خفض الأسعار.

 التعليم متدهور،وكذلك والصحة في تدهورهي الأخرى، فهذه المجالات تمس حياة المواطن وقد تقول ويقول غيرك إن الرئيس وزع الأموال على الناس وأنا أقول ماذا يفيد مبلغ 22500 أوقية  قديمة، إن ذهبت بها إلى السوق والأسعار مرتفعة فهذا مجرد ذر الرماد في العيون،  فينبغي إسقاط الجمركة على المواد الأساسية وتخفيض أسعار البنزين، ثم بعد ذلك نبحث عن الفقراء والمحتاجين ونمد لهم يد العون، أما إذا تركنا كما يقال " كبت بيكم"، فسيأتي الحاكم وجماعته وأقاربه والوالي بنفس الطريقة ومدير تآزر له لائحته نظرا لانعدام الشفافية.

إن غلاء الأسعار وتدني مستوى التعليم، حتم على كل واحد أن يفكر في أن يخرج ابنه من المدرسة، أو أن يرسله إلى المدارس الخاصة، ومن مرض ولم يكن له من المال ما يمكنه من الذهاب إلى المستشفى ،ولايمكنه من شراء وصفة طبية، فسيبقى ينتظر الموت، وهذا واقع أغلب الشعب فما بالك بضعافه ومحتاجيه.

الإعلامي والكاتب الحسن بن مولاي اعلي: أرجو أن نقلع بعيدا عن العسكر

 أنا شخصيا أظن أن ما يقع بين الرئيس الحالي وسلفه – طبعا له أسبابه المباشرة - ربما يكون قطيعة مقصودة مع ذلك النهج وأعلم أنه ليس مجرد تحليل وإنما هو نوع من الأماني، وبالتالي أرجوا وأتمنى أن نقلع في ظل هذا النظام نحوالتداول السلمي ونبتعد عن حكم العساكر الانقلابيين.

الكاتب د. محمدو بن أحظانا: تجربة إيجابية ومسار هادئ

رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني لا يزال في بداية تجربته، والحكم عليه حكم على جزء من تجربته، وعلى جزء من برنامجه، هل قام بهذا الجزء من برنامجه؟ نعم إن لم يكن زاد لم ينقص ،وبالتالي يمكن أن نحكم على تجربته بأنها تجربة إيجابية، ناجحة فيما مضى وثمة مؤشرات واضحة ومعالم على أن مساره الذي يسلك مسارا هادئا، وهو مسارعملي غير استعراضي ،وثمة تركيزعلى ما يمكن إنجازه ،وما يجب إنجازه، وما تم إنجازه يدل على أن المقدمات وعادة عندما تكون المقدمات جيدة وتكون الأسئلة المطروحة قد نالت أجوبتها وتكون الأسئلة المعلقة في الذهن أو في الحسبان فإننا نحكم على التجربة بأنها تجربة إيجابية.

وأرى أن ما تم حتى الآن ،أدى إلى بعض النتائج المهمة وهي الطمأنينة الاجتماعية والطمأنينة السياسية، وهذا يعطي نتائج مذهلة على المستوى التنموي، وعلى المستوى التربوي وعلى المستوى الثقافي ويعطي على مستوى اللحمة الوطنية وبالتالي خف خطاب الاستقطاب الفئوي ،ولم يعد هو الخطاب السائد، وخف خطاب التناحر. وثمة ما أعرفه أنا، وهو الاهتمام بالثقافة والأدب وما يهم المجتمع ولغته العادية وما يحب المجتمع، واحترام الأدباء واحترام الرموز الأدبية والفنية واحترام ما يجب احترامه لدى المجتمعات الأخرى التي تحترم نفسها.

وكانت مصالحة مع الذات الحضارية وأنتهز الفرصة لأشكر الرئيس لأننا نحن الأدباء كنا أول من استقبل قبل أية هيئة أخرى، وبدعوة مباشرة من الرئيس وليس بطلب منا.

وثمة مؤشرات لنشأة جمهورية ثانية بعد نشأة الجمهورية الأولى التي تأسست عليها موريتانيا وآمل وأتمنى أن يكون هذا هو ضابط المسار، وآمل أن يكون توقعي في محله وأنا من أهل التوقعات.

د. مامادوگانيي صو: بداية باردة ووضع اقتصادي هش

بالنسبة للمواطن ما زال يشتكي ولكن يمكن القول إن الغليان السياسي الذي كان موجودا في الفترات السابقة قد هدأ نوعا ما، وهناك حديث عن التفكير في حوار وطني إلا أنه يمكن القول من الناحية السياسية والاجتماعية إنه قلت المظاهرات والمطالبات السياسية والانتقادات، أعتقد أن بدايته كانت بداية باردة من الناحية السياسية والاقتصادية؛ نتيجة أنها تصادفت مع هذه الجائحة التي هزت اقتصاد العالم؛ ولذا فإن وضعنا الاقتصادي لم يتحسن كما كنا نرجو، سيما مع ارتفاع الأسعار الذي كان انعكاسا للوضع الدولي الحالي، ووضعية الاقتصاديات العالمية وهبوط بعض المواد وارتفاع بعضها، هذه كلها عوامل قد يصعب معها تنفيذ برنامج كان مخططا له قبل هذه الظرفية ،لاسيما وأن هذه الجائحة لم تكن متوقعة ،ولهذا أثرت سلبا على اقتصادات العالم، وفي حال تأثرت تلك الاقتصادات لا بد أن يتأثر اقتصادنا نحن لا سيما أنه اقتصاد هش وضعيف ويعتمد في الغالب على المساعدات الدولية والاقتصاديات الأخرى.