المعلومة بنت الميداح لموقع الفكر: أطالب باعتذار رسمي عن ما تم تلفيقه ضدي من تهم

الفنانة المعلومة بنت الميداح

قالت الفنانة المعلومة بنت الميداح أن لا صحة لما أثير عن تلقي بعض من أعضاء مجلس الشيوخ رشاوى مقابل رفض التعديلات الدستورية ووصفت تلك المعلومات بالملفقة والكاذبة مؤكدة مطالبتها باعتذار رسمي عن هذه التهم.

وعن رأيها بشأن النشيد الوطني الجديد أعربت عن استغرابها من اللجوء إلى فنان مصري من أجل تلحين النشيد الوطني، وإن وصفت الدافع إلى ذلك من كون الرئيس حينها كان ساخطا على الجميع على حد تعبيرها.

وانتقدت المعلومة ما أسمته بالطريقة السائدة في نقابة الفنانين، وهو ما وصفته بالظلم الواضح فالموسيقى من الفنون التي لا يليق أن نتعامل مع أهلها بالكم وإنما بمبدأ الكفاءة والخبرة العلمية.

وطالبت بإنشاء مدارس عصرية للقضاء، حتى يكون قضاؤنا نموذجيا ومستقلا حقيقة ومنفصلا عن السلطة التنفيذية وهذا ما اعتبرته توصيتها الختامية.

وتعرضت لمسيرتها الفنية وعلاقتها بحزب "التكتل" والرئيس أحمد ولد داداه، وعن أسباب تركتها للحزب لتلتحق بركب المولاة، وعن علاقتها بالرئيس معاوية وحرمه بنت الطلب..وذلك في مقابلة موسعة مع موقع الفكر هذا نصها:

موقع الفكر: نود منكم تعريف المشاهد والقارئ بشخصكم الكريم من حيث تاريخ ومحل الميلاد و الدراسة وأهم الشهادات والوظائف التي تقلدتم؟

المعلومة بنت الميداح: يمكنني تعريف نفسي تعريفا بسيطا، هو أنني فنانة من موريتانيا ولدت في أسرة موسيقية، فوالدي المختار بن الميداح، كان فنانًا متميزًا مبدعًا من أهل المعرفة، ووالدتي ابنة محمد يحيى بن الببان، وهم أسرة من الفنانين ذات سمعة طيبة، وتلقيت التعليم في منطقة "الشارات".

 علمني والدي رحمه الله  الموسيقى التقليدية، تربينا في جو ثقافي فكان بيتنا بيت معرفة، والجميع ينهل منه أنواع المعرفة، والدي كان يعطي دروسا لبعض الطلبة في النحو والعروض، وكانت لديه مكتبة، ويعرف مجالات خرى  غير الموسيقى، وتلك التربية في البيت الثقافي والعلمي أفادت الأسرة جميعا.

موقع الفكر: اتهمتكم السلطة السابقة بتلقي رشاوى من رجل أعمال معروف فكيف تردون؟

المعلومة بنت الميداح: الحقيقة هي أن ذلك الاتهام لا علاقة له بالواقع إطلاقا، فنحن مجموعة من الشيوخ تم انتخابنا قبل أن يكون الرئيس السابق مهتما بالشؤون السياسية، ومجلس الشيوخ مؤسسة دستورية، وكان دورها التوازن بين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية، ومجلس الشيوخ كانت ترجع له الكثير من الأمور؛ لأن لديه حصانة تمنع من التطاول عليه، فالرئيس لا يمكنه حل مجلس الشيوخ، عكس الجمعية الوطنية التي يمكنه حلها متى شاء، والمشكلة ليست دور مجلس الشيوخ بل هي أننا اتهمنا بتلقي رشوة مقابل رفض التعديلات الدستورية وهذا عملنا وقناعتنا لا نحتاج رشوة عليها وهذا كذب وتلفيق، وما زلنا نطالب باعتذار رسمي عما تم تلفيقه ضدنا من اتهامات؛ لأنه لا أساس لها من الصحة، محمد ول بوعماتو قام  بإعطائي هذا المنزل، بعد ما سمع وعلم بإصرار القضاء على سجني يوم عيد الأضحى فأظهر بذلك الشمس على خصمه، وأشكره من قلبي وأتمنى له كل خير، ولكنني أقر وأقول أمام الجميع إنني لم يرشني محمد بوعماتو ولم يرش الشيوخ، وهذه الرشوة تلفيق كاذب ولا أساس لها من الصحة، فنحن قمنا فقط بدورنا كبرلمانيين، فبعد أن وصلنا أن جمهوريتنا ستقلب رأسا على عقب، وأن المؤسسات الدستورية ستهتك، وسيعبث بالقانون، وأن هذه الدولة التي يتم بناؤها منذ 60 سنة، سيتغير علمها ونشيدها في نهاية مأمورية الرئيس السابق الذي كان على وشك مغادرة السلطة، احترنا لماذا يريد الرئيس السابق الذي سيغادر السلطة قريبا أن يفسد الدولة، فأجمعنا على أنه انطلاقا من مسؤوليتنا التاريخية لن نقبل تمرير هذه التعديلات وقمنا برفضها، وهناك من يقول إننا رفضنا التعديلات الدستورية لأنها ستنهي مأمورياتنا وذلك غير صحيح، فنحن زدنا على مأمورياتنا كثيرا و"عينين ما هم فاكفان" لأننا قمنا بدورنا والديمقراطية مبدؤها الأساسي التناوب.

 

موقع الفكر: لكم أغاني كثيرة فمن أنتج كلمات تلك الأغاني وهل تخضع تلك الكلمات للبحور (لبتوته) المعروفة؟

المعلومة بنت الميداح: بدأت في بداية عمري بالإحساس بالروتين في الموسيقى التقليدية التي كنت أتعلمها، وكان والدي يمتلك راديو كبيرة نستمع من خلالها إلى الموسيقى العالمية والعربية والإفريقية، وجعلني ذلك منذ صغري أطمح أن تكون لموريتانيا موسيقى معاصرة على آلات عصرية ويكون فيها توزيع جديد ومواضيع أخرى تتكلم عن حياتنا ومشاكلنا الاجتماعية وغير ذلك من المواضيع، وبدايتي كانت من "مكلع من لغن الشعبي" لمحمدن بن اشدو وقمت أنا بتلحينه وكنت حينها صغيرة، وقد نال إعجاب الناس، ومن ذلك الوقت بدأت أفكر دائما في جلب شيء جديد، وعندما تطرقت للإيقاعات العصرية واجهتني مشكلة الكلام؛ لأن الشعراء الموريتانيين غير متعودين على الخروج عن الراوي، وأصبح لا بد لي من إملاء الإيقاع ولذا أنا هي من كتبت كلمات غالبية الأغاني التي غنيتها.

وأول تجربة قمت بها خارج إطار البحور العادية كانت الأغاني السياسية خصوصا أغنية "حبيب الشعب" وهي أول أغنية أكتبها خارج بحور الشعر الشعبي أو ما يعرف بـ"لبتوته"، وهذه الأغنية كتبت كلماتها في لقاء جمعني بأحمد بن داداه عندما قدم إلى موريتانيا ليترشح للانتخابات، وكان معي في تلك الليلة الشاعر الكبير محمدن بن اشدو وهو من جمعني به، وأذكر أنه في طريق عودتنا كان يحدثني ولكنني لم أجبه، لأنني كنت مشغولة بالتفكير واستنتجت من خلال حديثي مع أحمد الجملة الأولى من الأغنية وهي "نحتاج عبقري كيفك يا أحمد خبير احاكم  عادل ، ومجرب، ايدين فأيدك يا زعيمنا ولقبنا لك هو حبيب الشعب"، هذه الكلمات خرجت من لقائي بأحمد بن داداه وأنا أكررها، وعندما وصلت إلى المنزل بدأت بكتابتها، وكتبت منها المرحلة الأولى والثانية، وفي اليوم الموالي جاءنا أحمدو بن ابنو، وأعطيته ما تمت كتابته وقال لي أن وزنه غير صحيح، وقلت له لا بد أن تحاول معي لإكماله، وبعد قليل أتى بـ"الكاف" الآخر منها وهو "افرح هذا الشعب واستبشر زارك لك ما اتل متحزب عمل اعلى نجاحك مفتخر والميعاد الزرك ما ايكذب"، وهذه هي الطريقة التي كتبت بها تلك الأغنية، ومنها كتبت أغاني أخرى كـ"اتحاد القوى اختار نواب على معيار، كفاءة وقرر واحسم

قدم رجال أكفاء،

نواب خلفاء،

عارفهم بالوفاء

، والصبر بالصفاء

للحزب وتضحيتهم

 ، والي لاجَ باسم القبيلة

 دايرها وسيلة

كانو يكدم،

 الحزب ارفض واتكلم

 مصلح الدولة أقدم

، الحزب يهمُهْ

هذا الشعب إِلمُهْ

فعدالة تْعمُهْ وتَّمْ

 يالشعب ازرك لو وافهم"

كتبت كلمات الأغاني بروح  اللحن، وعلى ميزان الإيقاع، لم أكن أبالي بقاعدة الشعر الشعبي أي "البت".

 

موقع الفكر: ما هو تقويمكم للنشيد الوطني الجديد وماذا عن القديم؟

المعلومة بنت الميداح: أولا النشيد الوطني الأول الذي ألفه الموسيقار الفرنسى "توليا نيكي برووتزكي"، وقد علمت من مصادر كانت مقربة منه أن  المؤلف قبل أن يقوم بتلحينه عرض عليهم أن يقوم  بجولة داخل الوطن يستمع خلالها لنماذج من الموسيقى، ويسأل عن المقامات وعما ذا تعبر؟.

عرفت فيما بعد أنه اختار مقام "فاقو"أي "تحرارفاقو" وبما أنه يؤلف  على "ابيانو" تقنيا لمحال "فاقو" ليس دقيقًا بسبب الربع فيها، لكن بياظ "فاقو" أي "التحرار" متوفر فيها وبتلك الطريقة ألف ذلك اللحن الذي اعتمدته الدولة رسميًا وتعود الناس عليه،  وكان عبارة عن سنفونية معزوفة لا كلام فيها، أما مقطوعة الشيخ  سيديا بابه الشعرية فقد لحنها سيداتي بن آب بطريقة أخرى في مقام "لكحال"، سجلته الإذاعة  في  احتفال الاستقلال الأول، لكن الدولة آنذاك  اعتمدت رسميا، السنفونية التي ألفها "توليا".

أما النشيد الجديد فقد ألفه رجل مصري، وهو في مقام يقال له "عجم" "سباعي"، والنشيد الأول كان "خماسيا"، فالأوربي ألفه انطلاقا من طبيعة أهل موريتانيا والمقامات التي يتأثرون بها، أما المصري هم من اتوه وطلبوا منه أن يؤلف لهم نشيدا وطنيا، فألفه على الطريقة المصرية، فالمؤلف مصري لا علاقة له بموريتانيا ولا يعرف موسيقاها ولا مقاماتها، وألف في المقام  "عجم" مقام عالمي لحن فيه بطريقة مشرقية.

 

موقع الفكر: ما السبب الذي دفع السلطة للاستعانة بفنان مصري لتلحين النشيد الوطني؟

المعلومة بنت الميداح: لذلك أسباب عديدة منها، أنه في تلك الفترة بالذات كان الرئيس ساخطا على جميع الموريتانيين، وقرر أن يختار لهذا النشيد مؤلفا من خارج البلد، وهذا يحدث أحيانا ولكن بسبب إعجاب بمؤلف معين.

وبسبب المجاملات السياسية قد تطلب بعض الدول من ملحن معروف جدًا من دولة أخرى أن يؤلف لهم لحنا لنشيد هم الوطني ليكون فيه نوع من التقارب والتكريم، وقد حدث هذا في الجزائر ودول أخرى، لكن ما حدث في موريتانيا مختلف، إذ أن الدافع الحقيقي هو أن الرئيس كان ساخطا على الكل.

 

موقع الفكر: ما تقويمكم النشيد الوطني الجديد من حيث التلحين والكلمات؟

المعلومة بنت الميداح: بصراحة استغربت كون دولة المليون شاعر أحضروا كل الشعراء الموجودين كي  يتعاونوا على كتابة كلمات النشيد الجديد، وأرى أنه كان من الأفضل أن شاعرًا واحدا يقوم بتأليفه على المعايير المعروفة للأناشيد الوطنية مشحونا بالحماس، كالقوة، مثلًا والشموخ، والصمود، والتشبث بالحياة، والقيم، والفخر، كل هذه الصفات كان من الضروري أن تكون  بارزة في النشيد الجديد.

 أنا شخصيا أرى أن تلحينه أفضل من كلماته، طبعًا مع احترامي للشعراء الموريتانيين الذين تم حشرهم، في عملٍ كان كل واحد منهم بمفرده جديرا أن يتكفل بتأليفه على أجمل وجه.

 

موقع الفكر: ما رأيكم في اشتغال الفنان بالسياسة؟

المعلومة بنت الميداح: الفنان كغيره له حرية الاختيار ولديه شعوره  الوطني، وطموحه، ونظرته، واجتهاده.. نحن لسنا دولة لديها معاقل خاصة بأهل  الفكر والثقافة، مثلًا اندية ومسارح  ومواسم خاصة بأهل الفكر والفنون، بل نقف أمام الإبداع ونغلق كل الطرق دون من توسمنا فيه روح  الإبداع، أنظر إلى الطريقة التي أنشأت بها نقابة الفنانين عن طريق انتخابات، فلأول مرة في التاريخ تتعامل دولة مع فنانينها بعملية انتخابية... من يحوز الأغلبية هو من سيفوز بالنقابة بدل الاستحقاق ومعيار  الكفاءة العلمية والعطاء الفني والتاريخ والملف الإعلامي والمستوى الفكري والإداري.. ما تقوم به الجهات المعنية من تمييز جهوي وإقصاء قبلي ملاحظ جدًا.

نقابة الفنانين، بالطريقة السائدة ستظل بين أهل الحوضين، وهذا ظلم واضح فالموسيقي من بين الفنون لا يليق أن نتعامل مع أهلها بالكم، لا، أبدًا، بل  على الكفاءة والخبرة العلمية على جوهرها وقيمة العطاء، وثراء الإبداع.

 على وزارة الثقافة أن تراجع سياستها وتضع استراتيجية جديدة مبنية على نظام يعتمد على الجودة وعدم الارتجال و وضوح الرؤيا.

 

موقع الفكر: ما قصة التحاقكم بالمرشح أحمد ولد داداه؟

المعلومة بنت الميداح: كما قلت لكم إن أول من جمعني بأحمد بن داداه هو المحامي والشاعر محمدن بن اشدو، وعندما زرناه قدمني له شدو قال إنه سبق أن سأله أحد أعضاء "اليونسكو" عن هذا الاسم، وأخرج دفتراً صغيرًا كتب فيه "معلومة فنانة موريتانيا حبيب حبيت" وقال لي انه تعجب  فلأول مرة يرى أجنبيًا مهتمًا بفنان موريتاني ثم أضاف قائلًا : "هل تعلمين أن أكثر من ساهم في الثورة الألمانية هم الفنانون،  "فا قنير" بيتهوفن" شوبان "باخ" تفاجأت لأنني أنا أيضًا لأول مرة ألقى موريتانيا يعرف المؤلفين الموسيقيين الكبار، وانبهرت جدًا بثقافته الموسيقية، ومن تلك اللحظة وقعت في بالي "نحتاج عبقري كيفك يا أحمد.

 

موقع الفكر: ما أسباب استقالتكم من حزب التكتل؟

المعلومة بنت الميداح: غادرت حزب التكتل لأسباب عدة منها، أن جميع من كانوا في PRDS"" ذهبوا إلى "RFD"، ومنهم من له فكر تمييزي شرائحي ، وهو أمر أمقته، فأنا ثرت منذ صغري، ولا أحب التمييز العنصري ، فبعد محاولات لعلاج المسألة لم تتكلل بالنجاح قلت لأحمد داداه أنني سأغادر الحزب، ولم يعجبه الأمر لكنه يعرف الدوافع التي جعلتني أغادر الحزب، وقررت أن أتوجه إلى الثقافة، وأنشأت هيئة ثقافية أعطيتها كل وقتي واعتزلت السياسة، وأمضيت ثلاث سنوات بين العمل الثقافي والخيري بعيدًا عن السياسة.

 

موقع الفكر: ما قصة التحاقكم بحزب الاتحاد من أجل الجمهورية؟

المعلومة بنت الميداح: بعد ثلاث سنوات من مقاطعتي للحياة السياسية، اتصل علي أحد الإخوة وقال لي إن رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، يريد ني ثم أحاله إلي عبر الهاتف واتفقنا على موعد وجئت إلى مكتبه ثم شرح لي أنهم

بصدد تغيير ثلث مجلس الشيوخ، وأنني من ضمن ذلك الثلث، وهو لا تطاوعه نفسه أن يكون سببا في مغادرتي لمجلس الشيوخ. لكن  من الناحية القانونية فالنظام الداخلي للحزب يمنع عليهم الترشيح من خارج الحزب ثم ضحك قائلًا ما رأيكم في الانضمام إلى الحزب.

قلت له إنني زدت على فترة انتدابي بمجلس الشيوخ، وإنني لا أعرف كيف أعبر له عن الشكر والتقدير لهذه اللفتة الكريمة بالنسبة لي.

 فقال لي رئيس الحزب، أنت تستحقين علينا كل شيء.

  قلت له إنني لم أعد أرغب في السياسة.

فرد علي  أنت RFD" لا صلة تربطك به الآن، ومن الأفضل لك أن تعودي إلى الساحة السياسية وتشاركي في تأسيس الدولة، وتدلي بآرائك، قلت له أمهلني يومًا أو يومين، وبعد ثلاثة أيام اتصل بي ثم اتفقنا بشرط أن يشيروا في البيان أنهم هم من طلبوا مني الانضمام إليهم، وأنني إذا رأيت ما لا يرضيني لن أسكت عنه، فضحك ثم قال لي هذا هو ما نحتاجه، وانضممت إلى حزب الاتحاد.

 

موقع الفكر: هل قابلتم الرئيس معاوية؟

المعلومة بنت الميداح: لا، لم ألتق معاوية في حياتي، ففي بداية حكم الرئيس معاوية لم أكن مهتمة بلقاء الرئيس ولا الشخصيات الاعتبارية، وأمضيت الكثير من الوقت أحاول أن أنجز عملا فنيا وأعطي صورة مشرفة عن وطني، وفي تلك الفترة جاءت المعارضة والتحقت بها، فلم أحاول أن ألتقي بمعاوية وفي نهاية حكمه أنشأت مؤسسة للإشهارات مع أحد أبنائي تسمى "production 308"، وأذكر أننا قررنا استضافة فنان من المشرق لكنه شرط علينا أن نوفر له حماية كبيرة؛ لأنه سبق أن حاولت جماعة قتله في السودان، فاضطررت أن أذهب إلى الرئاسة لأطلب الحماية اللازمة والدعم كذلك، فاقترح علي أحدهم الذهاب إلى زوجة الرئيس معاوية، واتصلت بصديقة طيبة جمعتني بزوجة الرئيس عيشة بنت أحمد الطلبة، و للعلم فقد عاملتني معاملة حسنة، ولبت كل مطالبي، وقبل قدوم الفنان  بأيام قليلة تم الانقلاب على الرئيس معاوية، وعندما جاء الفنان أمضيت فترة في مفاوضات لطلب الحماية من محمد بن عبد العزيز، وفي النهاية وفرت لي الدولة حماية بعد أن دفعت فيها الكثير من الأموال.

 

موقع الفكر: الا ترون أن معارضتكم للنظام السابق حرمتكم من الجمهور ومن وسائل الإعلام؟

المعلومة بنت الميداح: ما تفضلتم به صحيح، فهناك حرمان، ولكن على المستوى الدولي يحدث العكس، في العالم كانت أعمالنا تتصدر "Top Ten" أماموريتانيا للأسف فقد رسم في ذاكرتهم أنه يجب أن تظل المعلومة ممنوعة في وسائل الإعلام المحلية.

 

 موقع الفكر: ما تقييمكم لسنتين من حكم الرئيس محمد بن الشيخ الغزواني؟

المعلومة بنت الميداح: أرى أنه بطبيعته إنسان طيب، ونيته حسنة، سنتان من حكمه عشناها بهدوء أتمنى له التوفيق للإصلاح  ومكافحة الفساد.

 

موقع الفكر: ما تقويمكم لأداء مندوبية تآزر؟

المعلومة بنت الميداح: أرى أنه لا فائدة من تقسيم المبالغ النقدية، وأنه كان من المفروض أن تقوم الدولة بمشروع كبير بهذه الأموال تقوم خلاله ببناء سكن لائق للمحتاجين  من الأرامل واليتامى الضعفاء.

 توفير فرصة عمل للمواطن أفضل من إعطائه مبلغا ماليا، وبناء بيت للمواطن أفضل من إعطائه مبلغا ماليا...، وكذلك لو أعطيته تمويلا لمشروع صغير يحقق له دخلا، فكان من الأفضل لو قاموا بدراسة لبعض المشاريع تحقق استفادة أكبر للناس بصفة حقيقية، وتكون لها ثمرة عائدة على المواطن.

 

موقع الفكر: هو تقويمكم لتقرير اللجنة البرلمانية؟

المعلومة بنت الميداح: اللجنة البرلمانية قامت بعمل ممتاز، وتضمن الكثير من الملفات المهمة والمحرجة، ولكن الكثير من الملفات تم إسقاطها ولم يتم التطرق إليها.

 

موقع الفكر: هل القضاء الموريتاني مؤهل لمحاكمة الرئيس السابق؟

المعلومة بنت الميداح: قضية الرئيس السابق أثير حولها الكثير من الكلام، وأنا أرى أن القضاء الموريتاني عندما غادر الرئيس السابق الرئاسة، وتأكد لهم أنه كان يمارس الأعمال المحرمة على من هو في منصب الرئيس كإدارة الصفقات والتجارة، وغير ذلك من المهام كان هذا سببا لا يقبل للشك في متابعته قضائيا كما في الدستور.

 

موقع الفكر: ما تقويمكم لواقع التعليم في موريتانيا؟

المعلومة بنت الميداح: واقع التعليم مفزع، والناس وصلوا إلى أدنى مستوى في التعليم، والمشكلة أن الناس ليسوا متساوين، فمن لهم الإمكانيات يدرسون أولادهم في المدارس الأجنبية والمدارس الحرة، والتعليم العمومي كارثة، والناس تنفر منه لسوء وضعه.

 المعلمون ظروفهم صعبة، ومن أراد أن يجتهد على الدراسة لا بد أن يصرف على التعليم؛ لأن التعليم هو أهم شيء، ولا بد من تحسين ظروف المعلمين، وسبق أن قرأت قصة فيها أن أحد وزراء اليابانيين سُئل لماذا اليابان أصبحت  على قائمة الدول المتقدمة ، فأجاب أنهم حققوا ذلك بعد أن جعلوا راتب المعلم أكبر من راتب الوزير، ولو أننا بذلنا جهدا في تحسين ظروف المعلم، والظروف التي يدرس فيها التلاميذ، ونوعية المقررات، والمستوى، وأعطيناه أولوية كبيرة لصالح التعليم، لتحققت كل الآمال .

 

موقع الفكر: هل قابلتم الرئيس بخصوص مجلس الشيوخ؟ وما آخر الأخبار في هذا الصدد؟

المعلومة بنت الميداح: نحن مهمتنا ليست مجلس الشيوخ، فنحن نرى أن غرفتنا تعرضت لظلم كبير، مجلس الشيوخ، إن لم تعد الدولة الاعتبار له بعد ما تعرض له من تنكيل وتلفيق كان واضحا سيظل دائمًا هناك تهديد للمؤسسات الدستورية وتقليل من قيمة القوانين وتزول حرمة المحاذير.

موقع الفكر: هل من كلمة أخيرة؟

المعلومة بنت الميداح: أتمنى أن تصلح موريتانيا، وكذلك أن نتغلب على المشاكل وأن نتفاهم فيما بيننا وأن يسود القانون والعدل.

 نطالب بمدارس عصرية خاصة بالقضاء، يتخرج منها القضاة، لم لا؟. نريد أن يكون قضاؤنا نموذجيًا، مستقلا حقيقة ومنفصلا عن السلطة التنفيذية، وهذه هي توصيتي، وأتمنى لدولتنا الكثير من الخير والأمن، وأن يعيش شعبنا جميعا طعم ومعنى الوحدة الوطنية، ويكون الجميع راضيا، عن موريتانيا وفيها، وإلى الأمام، والسلام عليكم ورحمة الله.