( الماء گاطعت الدولة ، كوراه گاطعت الدولة ) تدوينة للاستاذ المصطفى ولد أكليب

المفتش المصطفى ولد أكليب

منذ الأمس وأصغر الاطفال في المنزل يردد بلغته المتعثرة " الماء گاطعت الدولة " ، " كوراه گاطعت الدولة " .

قد يقول قائل بأن الدولة كيان مجرد "يتعالى" على المؤسسات هنا وهنالك ، ولكن على ذلك القائل أن يكمل الجانب الناقص من هذه الأطروحة : وهو أن الدولة ككيان مجرد تتجسد من خلال مؤسسات واقعية ، وأن أكثر تلك المؤسسات قربا من المواطنين هي المؤسسات الخدمية ، خصوصا تلك التي يتلقى منها ماءه وضوءه وتعليمه وصحته ... إلخ ، فإذا أدرك بحواسه تقصير تلك المؤسسات وعدم قيامها بأدوارها المنوطة بها حمل المسؤولية كاملة لذلك الكيان المجرد الذي يسمى الدولة ، وأخذ الأطفال الذين لم يبلغوا بعد السنة الرابعة يرددون ( الماء گاطعت الدولة ، كوراه گاطعت الدولة ) .

وبدأ المواطنون يتذكرون تلك الفترة التي كان الماء ورفيق دربه " كوراه" ينقطعان فيها لأيام وليالي متتابعة ، متسائلين م الذي طرأ على حياتنا إذن ؟

ينبغي على الحكومة أن تجد حلولا جذرية لظواهر الانقطاع هذه ، خصوصا أن المواطنين يدفعون من عرق جبينهم مبالغ كبيرة مقابل ماء منقطع غير مسكوب وضوء خافت غير دائم .