في قرى طريق روصو شكوى شح المياه وضعف الشبكة (تقرير)

ضعف المضحات الارتوازية وملوحة الآبار من أكثر المشاكل المطلروحة في قرى طريق روصو -نواكشوط

بئر اسمنتي قديم (موفد موقع الفكر): يصدق على كثير من قرى طريق روصو نواكشوط جاور الماء تعطش فرغم مرور أنبابيب آفطوط الساحل على بعض من هذه القرى إلا أن شكوى نقص المياه والتذبذب في خدماتها تظل حاضرة على كل لسان، وتتعمق هذه الشكاوى كلما أوغلت صوب الجنوب حيث النهر منبع الحياة والنماء ،وكما تتدثر أنابيب المياه في جوف الأرض فلا يظهر منها سوى فتحات محدودة على شكل هياكل خراسانية مدورة تعلوها قوابض معدنية للتحكم في تدفق المياه تتناثر القرى والتجمعات السكانية بين الكثبان الرملية وأشجار الطلح والقتاد.

 

المشروع الطموح

وقد صمم مشروع آفطوط الساحلي لإنتاج أزيد من 170ألف متر مكعب من الماء الصالح للشرب يوميا لتغطية حاجيات نواكشوط إلى أفق 2020 مع إمكانية زيادة الطاقة الإنتاجية ب أكثرمن 26 ألف متر مكعب يوميا حتى أفق 2030.

إلى وقت قريب كان اعتماد السكان على آبار سطحية قصيرة ومحافر معروفة، وذلك لجلب المياه وتخزينها في حاويات بلاستيكية كبيرة.

لكن هذا الماضي أصبح جزء من التاريخ في القرى التي تقع على خطوط أنابيب آفطوط ،والتي تتزود من الحنفيات الضخمة المتناثرة على طول الشبكة .

أما تلك الموجودة بعد منعرج لعويفة 40 كم من روصو فإن معاناتها متجددة مع شح المياه؛ وأمثلها تلك التي تتمتع ببئر ارتوازية.

في قرية التوفيق الغربي ٣٩كم من روصو يقول مسوؤل القرية محمد سالم عبد القادر إن المياه مقطوعة منذ يومين بسبب تعطل المولد ولولا بعض المحافر ذات الماء البارد لوقع السكان ضحية موجة عطش لا ترحم،

أما البئر الارتوازية والتي دشنتها جمعية بسمة وأمل لصالح السكان قبل أيام قليلة ،فلازالت تحت الإنشاء ولما تكتمل إمدادات الشبكة التي يأمل سكان القرية أن تغنيهم عن نزح المياه وجلبها.

 

معاناة تتجدد

بئر سطحي بقرية لبيرد على طريق روصو تم التخلص منه بسبب الملوحةفي قرية لبيرد على بعد عدة كلمترات جنوبا تتكرر المعاناة وتأخذ وجها آخر ،عندما تعجز البئر الارتوازية عن تغطية احتياجات السكان من المياه والتي تكون في أوجها في مثل هذه الفترات من العام وخلال كل موسم خريف كما تقول خديجة بنت إبراهيم من نفس القرية وهي تشير إلى أطلال بئر سطحي في طرف المنزل المسور بالأشجار المعروفة محليا ب"كرون لمحاده" والتي ترى أنها وإن أخرت زحف الرمال إلا أنها وفرت بيئة حاضنة للباعوض وزادت من تصحر المكان والذي يكاد أن يخلو من أي أشجار أخرى .

في حاضرة ٢٦ كم من روصو يتم جلب المياه من القرى المجاورة ويصل سعر الطن أزيد من٢٥٠أوقية  رغم أن سعر الطن لا يتجاوز ١٠٠أوقية في القرى القليلة التي تتمتع بآبار ارتوازية تستغل الطاقة الشمسية لنزح المياه.

كما يقول ألب ولد همت مسوؤل القرية مضيفا أن البئر الجوفية بالقرية والتي يبلغ عمقها ٩ أمتار لم يعد ماؤها صالحا للشرب بعد شهور من عدم نزح المياه وتحولها إلى مياه راكدة وآسنة.

وكان وزير المياه والصرف الصحي الموريتاني قد أوضح في يونيو الماضي أمام البرلمان أن 310قرية قد استفادت من مشروع آفطوط في مرحلته الأولى وهناك توسعة جديدة  ستشمل 57 قرية أخرى.

 

ضعف شبكة الاتصال

خزانات الآبار الارتوازية ترتفع في سماء القرى التي لا تمر بها توصيلات آفطوط الساحل معاناة المياه قد لا يماثلها سوى الشكوى من ضعف شبكة الاتصال وتردي خدمات الانترنت والتي لا تكاد أن تسلم منها أي من القرى المذكورة وذلك رغم تعدد أعمدة تقوية الهاتف على طول الطريق المعبد ،وحتى روصو وهو ما لا يجد له السكان أي تفسير سوى انتهازية شركات الاتصال وضعف الرقابة عليها من طرف سلطة التنظيم التي قصارى جهدها فرض غرامات على الشركات المخالفة سرعان ما تستعيدها من جيوب السكان ومقابل خدمات رديئة ،وغير مجزية كما تقول عيشة بنت أحمد من قرية لبيرد لتجعل من أولويات السكان المطالبة بتقوية الشبكة، وتأمين الاتصالات بشكل يغطي احتياجات السكان.

تعدد أعمدة التقوية لا يعني جودة الشبكة ولا اتساع تعطيتها كما يقول السكان