افتتاحية الوكالة الموريتانية للأنباء يوم 7 اكتوبر 2019، عن "إرساء قواعد مدرسة عمومية حديثة"، فماذا تحقق؟

نعيد نشر ما كتبته الوكالة الموريتانية للأنباء بمناسبة افتتاح العام الدراسي، 2019-2020،

انطلقت اليوم الـ7 أكتوبر وعلى امتداد التراب الوطني، السنة الدراسية الجديدة 2019-2020.
بيد أن الموعد التربوي السنوي ينطوي هذا العام، على أكثر من دلالة ويحمل معه تطلعات عريضة، لمئات الآلاف من الموريتانيين والموريتانيات، الذين منحوا أصواتهم في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، لمن أكدأمامهم وبصوت عال وبلغة واضحة، أنه يتفهم تماما التطلع المشروع لأسرنا التي ضحّـت ليحصل أبناؤها على شهادات تخولهم ولوج الحياة النشطة، كما يتفهم نفاد صبر الطامحين إلى فرصة للعيش الكريم، سواء أكانت لديهم المؤهلات لذلك أم لا.

وهاهو الرئيس المنتخب، يشرف شخصيا على افتتاح السنة الدراسية، تأكيدا منه أنه في الموعد، ولذلك رمزيته الكبيرة خاصة في اللحظات الأولى من بداية العناق العلمي السامي بين بناة المستقبل الزاهر بإذن الله، وطواقم تعليمية جديرة بفائق التقدير والإعتبار.

إن تلك الطواقم وأولئك التلاميذ ووكلائهم، ينظرون إلى المستقبل بأمل كبير، لأن رئيس الجمهورية، صاحب الفخامة السيد محمد ولد الشيخ الغزواني يتقاسم مع هؤلاء جميعا همومهم ويلتزم بالسعي لإيجاد الحلول المناسبة لمشكلاتهم.

وفي هذا السياق، تعهد فخامته ضمن العقد الذي اقترحه على شعبه واعتبره ملزما له بشكل كلي، بإصلاح جذري للنظام التربوي، يتيح لكل طفل في سن التمدرس الانتساب إلى مدرسة عمومية حديثة لإعداد أجيال المستقبل لتحمل مسؤولياتهم اتجاه البلد ومواكبة تحولات العصر.

لقد أكد رئيس الجمهورية رغم يقينه بأن مدة خمس سنوات لا تكفي لإصلاح جميع الاختلالات في منظومتنا التعليمية، أنه مصمم مع ذلك على الشروع بدون أي تأخير في تنفيذ الإصلاحات الضرورية لإرساء قواعد المدرسة التي نحلم بها جميعا لأجيالنا الصاعدة.

مدرسةٌ يجد فيها كل طفل موريتاني فرصة لنمو طاقاته وتَفـتُّـقِ مواهبه في جو تعليمي هادئ تطبعه القيم النبيلة المستمدة من ديننا الحنيف وثقافتنا العربية الإفريقية.

مدرسة تجمع بين مقتضيات الأصالة ومتطلبات العصرنة وتشكل بوتقة للمساواة والتلاحم الاجتماعي؛ كما توفر لكل فرد فرصة اكتساب المعارف والمسلكيات والمهارات التي تضمن له النجاح في حياته الشخصية والمهنية، طبقا لقدراته واختياره الشخصي.

إن هذه الإرادة السياسية الواعدة والواثقة، تعول في طموحها الكبير، لإنجاز هذه المهمة النبيلة التي يتوقف عليها مصير الأمة جمعاء، على جميع القوى الحية في البلاد، بدءا بالمدرسين ونِقاباتُـهم، وآباء التلاميذ ومنظماتـهم، وتشكيلات المجتمع المدني لا سيما المنظمات المهنية وهيئات أرباب العمل.

أما المرتكز الأساس لتلك الإرادة السامية، فليس سوى التلميذ الذي يشكل نجاحه الهدف الأسمى، وخير حليف لتحقيق هذا الهدف هو المعلم الذي شكل العمل على ضمان اعتراف المجتمع بدوره المتميز وتثمين هذا الدور وتعزيزه؛ واحدا من التعهدات الرئاسية البارزة.

تلك بعض ملامح المناخ الجديد للعملية التربوية وعند الصباح يحمد القوم السرى.

التحرير