حفيد العلامة الشيخ محمد المامي لموقع الفكر: أدعو لمنح المزيد من الاهتمام لأعلام البلد وعلمائه

الفكر( بلنوار): دعا الشيخ ولد حمدي ولد الشيخ محمد المامي إلى منح عناية أكبر لتراث العلماء الافذاذ الذين خلدوا ذكر المحظرة الشنقيطية في عطائهم الموسوعي ،وفي غزارة علمهم من أمثال الشيخ محمد المامي الذي تميز بكثرة التآليف في مختلف الفنون ،وبتعدد عطاءاته العلمية والتربوية والفكرية.
وأضاف الشيخ في حوار خاص مع موقع الفكر  أنه لم يتمكن حتى الآن من مقابلة الرئيس غزواني ليعرض عليه مقترحاته بهذا الخصوص.وهذا نص المقابلة

موقع الفكر: حبذا لو حدثتمونا عن العلامة الشيخ محمد المامي؟

الشيخ بن حمدي  بن الشيخ محمد المامي: هو الشيخ محمد المامي بن البخاري بن حبيب الله بن بارك الله بن أحمد بزيد، ولد سنة 1208هـ، وعلى قول محمد الخضر بن حبيب الله  أنه ولد 1202هـ، ويمكن القول إن العلم الذي حصل عليه هو علم لدني فلم يتتلمذ على شيخ وهو ما تواتر عليه الناس، وألف الكثير من المصنفات الغريبة منها "كتاب البادية" الذي يتناول أحكام  البادية ونظم الشيخ خليل ولا أعرف إن كان نظم قبله أم لا وقدم له ترجمة مطلعها:

 باليمن باسم الله والتتميم        بلفظة الرحمن والرحيم

بقول ذو الفقر والاضطراري   لرحمة المقتدر الغفاري

مُحَمَّدُ الَّذِي لَهُ الْمَامِي عَلَمْ  إِبْنُ الْبُخَارِي بَيْنَ ضَالٍ وَسَلَمْ 

الأَشْعَرِيُّ الْمَالِكِيُّ الْمَذْهَبِ   أَلْمَغْرِبِيُّ الْبَارَكِيُّ النَّسَبِ 

الحمد لله الذ قد  نظما  شمل الشريعة بقطب العلما

محمد العث ببير زمما   لكل أسود وكل أحمرا

وأعطاه الله ما أعطاه، وهذه الكتب و التي جمع بعض شتاتها أحمد بزيد بن البخاري، وطبعت بعض الكتب كنظم خليل وكتاب البادية وسفينة النجاة وديوان شعري ومن هذا الديوان قصيدة "ندب السرور"  وهي قصيدة مديحية، بمناسبة المولد الشريف:

ندب السرور لمعدن الأسرار        سعد البشائر منبع الأنوار

شهر الربيع الأول انجابت به        قطع الظلام عن أوجه الأقطار

مهدي عروس الكون درة نحره       تاج المشاهد بغية النظار

قمر النبوءة غرة الأقمار           نور البصائر قرة الأبصار

ياقوتة الأحجار من أبناء كن      بكر الوجود لأول الأطهار

كشف الكروب مدار كل عظيمة   حتى الشفاعة في برايا الباري

شمس الهدى في العالمين وإنه     في العالمين يتيمة الأزرار

أمل النفوس أمان كل مروع       مال العديم غمامة الأمطار

برء السقيم شفاء قلب المشتكي     زهر السرائر حلة الأزهار

حب الغمام على الصفا لذوي الصدى     وطلاء أجرب مهمل غدار

لوحي إلى ماء بجنة وجهه             لا جنة الأشجار والأنهار

ماء تحير في أسرة وجهه              حارت عليه حمامة بالغار

وغمامة حرى تقيه بوجهها            حر التشرب منه بالإبشار

وكأنما مجنون ليلى أخيل              جذع ينوح عليه من تذكار

فالمم على شعث إليك هدية            أهدى إليك بها رماد النار

يصلح مراد الجنتين بفضلكم          وتحرق النيران بالأنوار

فبأي عين تعن يقلب داؤها            حسنا كعين قتادة الأنصاري

صلى الإله على النبي محمد         والآل والأصحاب والأصهار

ما غردت ورق الحمام وجلجلت    حم الغمام وفاح روض عرار

وقصيدته الأخرى التي مطلعها :

 زبد البحر والغمام جفاء      واليواقيت والنجوم سواء

 كلّ در في قعرِ بحرٍ عميقٍ  عرضيّ والماء هو الهواء

ولكل منها ضمائر أقصاـــــــــها مصابيح والقريبُ جفاء

والمعالي أصدافهن المعاني  سوقها في القريب منها جفاء

سيما حلية المُصَلّي عليه      حتما إن منه تذكر الاسماءُ

صلوات قد زوجت بسلاماـــــت عليه واختيرت الاكفاء

كيف يسطيع مدحكَ البلغاء        ومن اللّه قد أتاك ثناء

قاصر عنه ما يدبج سحباـــــــــــن وقس وهذّب الشعراء

ونظام المعلقات اللواتي       قسمتها الأستار والجيداءُ

حسّنته ضواحك من بديع   سقيت من رضابها الجوزاء

فبدت حمرة على غرة الجوزاء الاخرى وغارت العذراء

كل برج نجومُهُ غائرات      غير برج نجومهُ الخلفاء

شمس فضل سعودها من قريش  ومن أوس وخزرج أبناء

قد حوت منهم الجديدة درا   ما حوته الأمواج والخضراء

فكأنّ السماء تحت علاها  وحلاها أرض والأرض سماء

كلّ شمس نهارها غير شطر يستوي عنده الضحى والعشاء

فاستعارت من نورها الشمس عكسا شق للزبرقان منه رداء

شرط كل تقابل حدَسِيّ         أنه ما للمستعار بقاء

كحَلُ العين كالتكحل فيها       مدة ثم ينقضي الاستواء

فانظروا هل يرى كحسان مدحا  وزهير ومن نمت بصراء

يا شفيعا في المذنبين ولولا    فضلهُ ما تولت الأولياء

قُدّس العرش من صفائك والواـــدي وما فيه بين ذاك اصطفاء

أنت حملُ الوجود في أول الطهـــــر ولم تقرب النقاء دماء

حكمة من جرّائها ساد فهرٌ         ولؤى وهاشمُ الحكَماءُ

منبتٌ طامحٌ من المجد يشفى    من ضنىً خيزُرانه والكباء

ذُبِحوا بالثناء بعد رضا الذبــــحُ ومن جنس الاكتساب الجزاء

فكَأنّ الوجوه منهم زجاجاــــــــت أبان السراج منها صفاء

عدّ حمل من يمنه شحن الجو     نجوما والموج درّا وماءُ

لم يلد مشرَباً كأحمد ذاتا           وحلّى ءادمٌ ولا حواء

أبطحيّ بريقه يعذب الملـــــــح وتشفى بلمسه الأدواء

وعليه من الكرامة تاج          ومن الحمد في يديه لواء

أخته الشمس في الضحاء ولكن  ليس للشمس لمّةٌ سوداء

حرم الشيب رأسه وعليها       أمَد الدهر لمّةٌ بيضاء

ضرب النوم والظلام علينا    لم يكن منها عليه غطاء

ورأى ما وراءه من زمان    ومكان وغاب عنا الوراء

كلما كذبته منهم جموع      كلمته من أرضهم عجماء

ان في الضب عجمَةً ولأمرٍ  قصرت عن خطابه الخطباء

 

وهي أربعمائة وثمان وثمانون بيتا، وتحمل الكثير من المعاني.

وتأليف الرسائل الأصولية والفقهية والفتاوى، ومن ضمن هذه الرسائل  "الإجماعيات" وهي عبارة عن الأحكام المجمع عليها. وجميع المجمع عليه من الأحكام 1111 حكما وبها عناوين عدة، أولها "أجمع المسلمون" ثم "أجمعت الأئمة الأربعة"، ونظم الشيخ خليل له شرحان الأول منها شرح محمد الخضر بن حبيب الله بشرح يسمى "المفاد" والشرح الثاني شرحه أحمدُ يعقوب بن محمد بن عمر ويسمى "نيل الكريم" في أربعة أجزاء ولديه ديوان شعري شعبي مطلعه:

رب العزه خلَكـ سبعين     هومه جل العالمين

واكبر منهم درجه لثنين    محمد والحــــرمين

خلَكـ سبعَ سماوات   غير متفاوتاتٍ

قد أتينَ طــائعاتٍ     قضاهن في يومينِ

واكبر منهم درجاتٍ محمد في الحــــرمينِ

صلى الله صلواتٍ   عليهِ قدرَ سبعيــــنِ

 

وشعره الشعبي مقسم إلى أجزاء، بعضه في التوحيد وبعضه الآخر في الاستسقاء والفلك.

فمن الاستسقاء قوله في طلعته المشهورة :

يا الربْ أعطف بحرياتْ      عارْظَاتْ الْهُمْ خرْفياتْ  

عانقوكوهم بالرمليات         .....

 

بعض إنتاجه الشعبي مشروح وبعضه غير مشروح، ونظمه لعد الحصى شرحه سيد بن اسمه شرحا جيدا

ومطلعه:

" أَلَفَ حْصَيَّ حَبَّتْ بَشْنَّ                وَلَفْ من البشن لهْبِيلَ

وَلَفَ امْنَ اهْبِيلَ فَطْرَتْنَ                 والْفَ من الْفَطْرَ خنْطَرْفِيلَ

والْفَ اخْناطَرْ هُومَ مَدْنَ                وَلْفَ أمْنَ الُمَدْنَاتْ اعْكَيْلَ

و الْفَ اعْكَلْ دُونِ ذَرْعَتْنَ              وَ الْفَ امْنَ الذَّرْعَ لَكْبَيْلَ

والْفَ امْنَ الْكَبْلَ يَمَنَّ                    والْفَ امْنَ الْيُمُونْ ادْخِيلَ

و اخْمَسْ طَعْشَرْ (15) دَخْلَ جُبْنَ     فِيهَ حَمْلَ ثَّوْرْ اعْدِيلَ".

له كرامات كثيرة  وقد  سمعت أنه كان يحتطب وهو صغير أثناء دراسته للقرءان على عمه عبد العزيز وعندما ينتهي من جمع الحطب يركب على حزمة الحطب حتى يصل إلى الحي وأحفظ من شعره الشعبي الذي يتحدث عن المستقبل قوله:

لارضْ من المعادن حطْرَ     لكانت جبرت إدوارن

  نتفو زغبته ما تبْرَ          من اجرب فيه حارنْ

ولديه الكثير من هذا النوع الأشعار الشعبية  ولقد رأيت شعره الشعبي في ثلاثة نسخة بخط عبد الله  بن الشيخ  ورأيته بخط عبد الله العتيق بن حمى الله  ورأيته بخط محمد المامي بن محمودن ابن بنته وهي كتابة عجيبة ورأيت بعد ذلك بعض الكيفان لم أرهم في النسخ الثلاث التي حقق على أساسها الديوان.

 

 

موقع الفكر: هل طالبتم وزارة الشؤون الإسلامية بتثمين هذا التراث و تدريس بعض هذه المتون في معاهدها؟

الشيخ بن حمدي  بن الشيخ محمد المامي: لا لم نفعل، والسلطات برامجها متغيرة وليست مستقيمة على حال واحدة والشيخ لم يشرح النظم وإنما تركه للشراح، وقد شرحه كما قلت سابقا محمد الخضر بن حبيب الله وشرحه كذلك أحمد يعقوب بن محمد بن ابن عمر.

موقع الفكر: لماذا قلتم إن الزاوية كانت تسمى زاوية محمد بن عبد العزيز؟

الشيخ بن حمدي بن الشيخ محمد المامي: قلت ذلك ولكن ينبغي أن أقول  أولا إنها كانت زاوية الشيخ محمد المامي وكانت عند محمد بن عبد العزيز ودرس فيها الكثير من أبناء  القبائل المختلفة.

موقع الفكر: أشرتم إلى عطائه في مجال خدمة مجتمعه ماذا عن عطائه في مجال الجهاد؟

الشيخ بن حمدي بن الشيخ محمد المامي: لقد أشار إلى الجهاد في قصيدته المشهورة التي مطلعها "على من ساد أمرد أو جنينا"

على من ساد أمرد أو جنينا    وأجمل من كسا التاج الجبينا

صلاة متيم حوراء تضحي     صلاة العابدين لها قطينا

تلقى بالقبول أوان تهدى        يشيعها السلام لها قرينا

على مقدار من تهدى إليه      لكي تكسي به الدر الثمينا

والال الغر والأصحاب طرا  وتابعهم وتالي التابعينا

والأزواج الطواهر والموالي  والأصهار الحماة الأنجدينا

فأما بالنهار فأسد غاب          ورهبان إذا ما يظلمونا

من القوم الذين لبست فيهم     ونحن مع النبي مجاهدونا

شعارا أحمرا لما استجابوا     لأحمر مثله مستشعرينا

فهمت بمن رأيت ورب رؤيا  تعادل رؤية المستيقظينا

أبي طيف الأحبة أن يبينا       وقلبك للعواذل أن يلينا

لأن المرء قد يمسي غريبا     بأرض غير بلدته رهينا

وما يسليه مال النواجي       وإلقاء العصا في الحاضرينا

ولا نظر الدفاتر زينتها         أنامل حذق للناظرينا

 

ولا أزهار روض ترتعيه      جئاذر يتقين به العيونا

ولا طلل يمر به حزين         ولا متربع يشفي الحزينا

ودمع يصبغ الخدان منه       إذا ما سال فوقهما سخينا

ولا ثقة بصبر يوم صدت     جبال السقب معرضة عزينا

كأن بياضها تحت اسوداد     ثعالب طييء متبسمينا

أو الظلمان فزعها لوجه       من الأعراب حي ظاعنونا

أو السقبان للمرح أبذعرت    أمام العوذ تتبعهما حنينا

سفين الروم فيه الناظرونا   تحاذينا مواخر إذ مررنا

من الحماء فالحماء الأخرى  إلى الأجواد مجراها اليمينا

كأن جبالها وسمي غيث        بأوله الأواخر يهتدينا

بلاد العامري لنا اصطفاها     فبارك ربه فيها وفينا

نزور بها مقابر دارسات     على قدم العهود مخلدينا

معادن حكمة وسداد رأي     وأسرار بها متصرفينا

من البيت الحرام لهم ملاذ     بأستار  بها متعلقينا

تخبرنا الأباعد ما جهلنا       من الخير الذي هم فاعلونا

لهم همم علت فوق الثريا       بها شادوا لنا برجا مبينا

وعابونا بها فمتى نزلنا         سوى زحل عددنا عابثينا

هي الحسب المضيء لنا لو انا على الآثار منهم مقتدون

فنعمرها مطرقة ولسنا         بعروة طبل قرم ءاخذين

نواسي كل طاغية أتانا        ومسكين بعيد الأقربينا

ونعرض عن جهول نال منا   قرينة جهله للسامعينا

ونكرم من أهان إذا اقتدرنا    ونعطي الحاسدين فيخجلونا

ولو شئنا الظلامة لم تفتنا      ولكن أن يكون لنا لدونا

ألم تر أننا نفر قليل             ونعدل إن وزنا الأكثرينا

 فإما لوذعي أو خطيب        وإما عالم جمع الفنونا

وإما سيد سمح السجايا         ومنا دون ذلك يعذرونا

كما في الناس كلهم عذير    وليس من الرجال مهذبونا

وكنا خمسة الحفاظ منا        مضاعفة وغير مضاعفينا

تيامن من تضاعف وانفردنا  بثغر لا يقال به منونا

 

 إلى أن يقول:

وما عمرو بن كلثوم بأوهي    عدى منكم وأكثر ناصرينا

فكم من مومن جلد قوي         أضيع بلاؤه في المومنينا

ترى البطل الشجاع وذات طفل مملأة الدمالج والبرينا

سواء في النكاية غير طرف    تروع به قلوب الرائعينا

منعتم من صعالككم دثورا       وأجرا أو جزاء السابقينا

حذارا من مفارقة الغواني       والانعام السوائم والبنينا

فساووا في المحبة بين عين     تفارقكم وأخرى توعدونا

بوعد الصدق في جنات عدن   فهل أنتم له بمصدقينا

ورب ملاعب طرفي نهار      من الدارين أبكارا وعونا

ولكني رأيتكم جميعا             لحنظلة الغسيل مخالفينا

أما تدرون كل بني تميم         من الصخر العظيمة يحملونا

ويعجز بعضهم عنها وليسوا   إذا اجتمعوا عليها يعجزونا

كذلك أنتم حيث اجتمعتم        على نصب الخليفة تقدرونا

فينفي ظلم بعضكم لبعض       وبالحد المقام تطهرونا

وينصب حاكما بالحق يقضي   فلستم بعده تتنازعونا

ويضحي أمركم شورى لديكم  وتتفقون فيما تصنعونا

وتعرض عنكم حسان لما      رضيتم ملة الإسلام دينا

وإن لم يعرضوا عنكم رجعتم على بعض الفرائض حاصلينا

فإن شئتم هناك فتمموها        فإن الله عون الصابرينا

وإلا فليقم فيكم خطيب          صريح عن شباه تشنؤونا

لتمتثلن أو لأكفرنكم             كحسان الألاء تكفرونا

وإلا يجد شيئا فالتكونوا         ثلاث طوائف كالسابتينا

لتسلم فرقة وتضل أخري      وينظر في سكوت الساكتينا

ولست معارضا إنذار جدي   من اللذ كان خيفة أن يكونا

لأمر باطني حاد عنه          من أنكره وكل فائزونا

 

يقال إن بارك الله حضر أول معارك " شرببه" وأبلى فيها بلاء حسنا ولكنه رأى في بعض معاركها أمورا ساءته، منها أن جنودا بقروا بطن امرأة وهي حامل، ويقال كذلك إن أحمد بزيد ترك له رسالة يأمره فيها ألا يشارك في "شرببه" ولذلك قال الشيخ محمد المامي في آخر قصيدته:

ولست معارضا إنذار جدي        لما قد كان خيفة أن يكونا

لأمر باطني حاد عنه               منَ أنكره وكل فائزونا

 

موقع الفكر: ما الجهود المبذولة للمحافظة على هذا التراث؟

الشيخ بن حمدي  بن الشيخ محمد المامي: جمع أحمد بزيد بن أحمد البخاري  شتات المؤلفات التي كانت متناثرة، وأسس لها فرع عند محمد بن عبد العزيز بن حماني في نواكشوط، وطباعة هذه الكتب من عمله والآخرون لم يطبعوا شيئا وهذا هو الواقع.

موقع الفكر: هل لفرع الأسرة في المغرب جهود في حفظ هذا التراث؟

الشيخ بن حمدي  بن الشيخ محمد المامي : نعم هنالك أحد أحفاد الشيخ يعمل على ذلك، ولكني لست مطلعا على جهودهم ولكنها موجودة.

موقع الفكر: هل تساهم "الزوايا" في الحفاظ على التراث ؟

الشيخ بن حمدي  بن الشيخ محمد المامي: أظن أنه لولا دور هذه الزوايا لاندثر كل شيء ولكن الشباب في الوقت الحاضر ليسوا مهتمين بالتعلم، نسأل الله لنا ولهم الاهتمام به.

موقع الفكر: هل توجد في الزوايا محاظر؟

الشيخ بن حمدي بن الشيخ محمد المامي: توجد محظرة قرءانية وعلمية في بلنوار.

موقع الفكر: من المعلوم أن الشيخ محمد المامي أول من ألف كتاب البادية هل هذا ناتج عن موقف من البداوة؟

الشيخ بن حمدي بن الشيخ محمد المامي: لست أدري ولكن أعرف أنه قال إنه بدوي.

موقع الفكر: ما علاقة الشيخ محمد المامي بأئمة فوتا؟

الشيخ بن حمدي  بن الشيخ محمد المامي : كان بينه وبينهم مراسلات وتبادل للقصائد، كما ربطته علاقة مصاهرة مع الحاج عمر الفوتي، ومن القصص الطريفة أذكر أنه كان لدي حانوت في منطقة بلنوار وأخبرني أحد المعارف أن رجلا  من أهل فوتا يسأل عني، فنمت ورأيت في المنام وكأن الشمس أوشكت على الغروب وكأن رجلا يمر من أمامي فلما رأيته قلت هذا الحاج عمر الفوتي؟  فذهبت به إلى المنزل ولما جلسنا وهممت بأن أنصرف لكي أكرمه إذا به يهم بالذهاب فقلت ما العلاقة التي تربط بين سليمان ـ وهو هو الشيخ المعني ـ  ومباركة فأجاب بالنفي ولكنه قال إنهما من أهل فوتا، فسألته أن يدعو الله لنا فدعا لي وانصرف.

موقع الفكر: هل تحملون طبيعة المجتمع البدوي في تأخر تعليم هذه المؤلفات وضياع المراسلات؟

الشيخ بن حمدي  بن الشيخ محمد المامي : أظن ذلك.

موقع الفكر: هل توافقون على أن هذه الأرض خصبة وصالحة للزراعة والرعي، ولكن مشكلتها في ندرة المياه؟

الشيخ بن حمدي  بن الشيخ محمد المامي: أوافقهم تماما، فهذه الأرض مشكلتها المياه فينبغي توفيرها، وسبق أن أجريت عمليات التنقيب في منطقة السكة الحديدية، وأتذكر أننا وجدنا بعض المياه وأخبرنا المهندس أنه يجمد على القدمين من شدة الملح وتلك الجهود لم تسفر إلا عن بئر، والناس تشتكي من حفر التنقيب وكلمنا السلطات في موضوع الشركات  التي تصفي الذهب عبر استخدام "اسيانيد" وقد أرغموها على الذهاب من بعض الأماكن.

ونحن نعرف أن آبار المنطقة أغلبها آبارعذبة، وطول أغلبها ثلاثون مترا و بئر الكاركشية 32 مترا وماؤه ليس غزيرا وليس بالعذوبة المطلوبة.

موقع الفكر: ما ضرر استنزاف بحيرة بولنوار في مجال تصفية الحديد؟

الشيخ بن حمدي  بن الشيخ محمد المامي : الله أعلم إذا كان ينزل من بقيا ذلك شيئ إلى البحيرة الجوفية، فالصهاريج تذهب من بلنوار مملوءة  بالماء المالح و الماء العذب لأن بعض الآبار في بلنوار عذبة وبعضها مالحة والمالحة أغزر ماءا من العذبة وتذهب هذه الصهاريج إلى إينال وتميمشات وشوم وازويرات ثم لمهودات.