ماء العينين ولد الحسن الملقب حكيم: الاستنزاف الممارس في حق الثروة السمكية سيقضي عليها حتما

الفكر (نواذيبو): في إطار مواكبة "موقع الفكر" لمجريات الساحة الوطنية، وسعيا منه إلى إطلاع متابعيه الكرام على تفاصيل الأحداث، بتحليل متوازن، ونقاش متبصر، نلتقي اليوم مع أحد الفاعلين في قطاع الصيد البحري بمدينة نواذيبو ماءالعينين ولد الحسن الملقب حكيم، أمين عام رباط المرابطين للصيد المهني ، لنستطلع معه الإشكالات التي تواجه العاملين في هذا القطاع خصوصا العمال الموريتانيين وأبرز التحديات وكيفية مواجهتها.

وفيما يلي نص المقابلة:

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه الكريم المتحدث :

الشيخ ماء العينين ولد الحسن الملقب حكيم ،أمين عام رباط المرابطين للصيد المهني.

 أود أن أشكرموقع الفكرعلى إتاحة الفرصة، والتي سأوصل من خلالها هذه الرسالة، عبر تقديم نبذة عن قطاع الصيد الذي عملت فيه بحارا ،حتى وصلت إلى النقابة.

لدي خبرة ثلاثين سنة في هذا القطاع الذي يعاني، ولم يشهد يوما أي إستراتيجية واضحة من أجل تحسينه، بل ظلت كل الحكومات المتعاقبة تقدم استراتيجيات، تزعم أن هدفها الرفع من جودة القطاع وتصنيفه، والعمل على تحسينه دون أن نجد لذلك فائدة تذكر.

فبلد يعج بمثل هذه الثروات يجب أن يظل العمل فيه على جانب التطوير والتحسين قائما، فكل الاستراتيجيات التي تحدثت عنها الحكومات المتعاقبة لم نشاهد لها أي أثر في الواقع .

فقطاع الصيد يعاني بشقيه الصناعي منه أو التقليدي، ومجال تخصصي هو "الصيد الصناعي"، وهو قائم على مجموعة أساطيل مختلفة، كالصيني، التركي،الروسي والوطني، لكن للأسف كل هذه الأساطيل ليست لديها أدنى مردودية على المواطن ولا حتى على الوطن.

إلا إذا استثنينا المصالح الشخصية لدى البعض، والمدينة هي الأخرى أخذت نصيبا وافرا من التهميش ،فلم تحصل على أدنى استفادة من هذا القطاع، فمثلا كيلو "كربين" اليوم في سوق اليابان 2950أوقية

بينما بالأمس القريب أطلقوا حملة حصلت على زخم واسع، تدعي أن كيلو "كربين" بمدينة النعمة بمبلغ 700أوقية، لكن كيف نستوعب ذلك وسعره بالعاصمة الاقتصادية 2950أوقية؟ ،فطبعا هذا من سابع المستحيلات..

فباختصار القطاع والمواطن يعانيان على حد سواء، ونحن لم نستوعب بعد إلي أين نسير؟،فالأرقام والكميات التي اصطيدت مع ذكر العينات موجودة، بالتفصيل كالأخطبوط وغيره، لكن كل ذلك دون أدنى فائدة، على الصيادين ولا حتى على المواطنين البسطاء.

ومن  هنا سأتحدث عن المعاناة فما الفائدة من تصنيف القطاع؟ طبعا  بالدرجة الأولى استفادة المواطن والدولة والمستثمر، لكن الواقع شيء آخر، فالمستفيد الأول وربما الأخير هو المستثمرالأجنبي لحصوله على كل شيء.

فمثلا بحار يأتي بباخرة تقل حمولة تصل قيمتها مليون دولار ولايحصل سوى على 200 دولار، لأن الراتب المعهود له  في أحسن الأحوال يصل 220 دولار فكيف الاستفادة من وضع كهذا؟

لنعد قليلا إلى الوزارة، فالتسيير الذي يتحدثون عنه لا أثر له في الواقع،فنحن لم نشاهد سوى التدوير بطرق مختلفة، يذهب الوزير وتبقى المجموعة التي عملت معه، ويحدث العكس في المرة القادمة، والشيء الثابت هو أنه لا مردود يذكر.

فلدينا وزير قضى سبع سنوات وشعاره تصنيف القطاع، لكن القطاع ظل على حاله، و وزير آخر قضى عاما دون أن يترك أدنى أثر، والأدهى من ذلك والأمر أن الوزير يعمل دون مشاورة شركائه، بينما من المفروض أن ركيزة العمل الثابتة هي الشراكة ممثلة في الوزير ورجل الأعمال ونقابة العمال، وإذا كان ذلك كذلك، كيف لوزير القيام بزيارة عمل لمدينة دون لقاء شركائه؟

والهدف المعلن للزيارة هو تصنيف القطاع، لكن التصنيف لا يمكن بحال من الأحوال دون العمل جنبا إلى جنب مع الشركاء.

أما الحديث عن الرقابة فنسمع كثيرا عن المندوبية لكن لا شيء أكثر من ذلك.

ففي فترة التوقف يحدث محليا ما يسمى با"لكزرة" فتنطلق السفن والقوارب بأنواعها، لكن عند ظهور أي قارب لمواطن بسيط فإن دور المندوبية يظهر وتكون له بالمرصاد، وتثقل كاهله بالضرائب والغرامات المالية، بحجة تطبيق القانون، وهي التي غضت الطرف عن السفن والقوارب الكبيرة، لأن ملاكها رجال أعمال، والقانون لا يجوز تطبيقه عليهم.

الوزارة تأتي على الدوام وتسن قوانين، لكن المضحك في الأمر أنه لا قانون يعاقب المؤسسات، وكأنها منزهة عن ارتكاب المخالفات.

 فالقطاع اليوم بحاجة لأناس يؤمنون به ويخدمونه ويعلمون أن الثروة ثروة موريتانيا، والمصير مرتبط بها، لأن الإستنزاف الممارس في حقها  حتما سيقضي عليها، والرخصة التي منحت مؤخرا للأتراك خير شاهد.

موقع الفكر: ما الفرق بين السعر اليوم مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي ؟

الشيخ ماء العينين ولد الحسن: السعر ثابت منذ قرابة ثلاث سنين ،لأن القاعدة لدينا أن أي شيء غلا سعره، لا يمكن بحال من الأحوال أن يعود لسعره القديم فتلك ثقافتنا.

أعود وأكرر أن السياسات المتبعة تعاني اختلالات كثيرة والوضع كارثي، والوزارة هي الأخرى تئن تحت وطأة ذلك الفشل، والعاصمة الاقتصادية في وضع لا تحسد عليه وكذلك حال الساكنة، وأذكرك هنا بالدعاية التي يروجون لها، وهي أن سعر كيلو "كربين"ب 700 أوقية في النعمة، بينما في العاصمة الاقتصادية ب 2950أوقية.