ذ. محمدٌ ابن إشدو في مقابلة مع موقع الفكر: وجدت نفسي في المحاماة ولو لم أجد المحاماة لاخترعتها

قال المحامي والأستاذ محمد ولد أشدو إن البيئة العالمة التي تربى فيها شكلت النواة الأولى لمعارفه التي عززها بالمطالعة ،والالتحاق بمدارس مهنية كالمدرسة الوطنية للإدارة، قبل الانخراط في العمل النضالي في سنوات الستينات والسبعينيات ،من خلال مدرسة "الكادحين"،لتي وصفها بأنها كانت مدرسته الكبرى، ذلك النضال الذي زج به في السجون والمنافي، والتي كونته أكثر من جميع مراحل حياته السابقة ،على حد تعبيره.

ووصف ولد اشدو تعلقه بالمحاماة والسياسة والذي ملك عليه تفكيره خاصة مع اعتناقه للفكر القومي من بداية السينيات وتشكيله لحركة القوميين العرب والتي ناضل من الصفوف الأمامية فيها من أجل رفعة الوطن الموريتاني والنهوض بكل مكوناته، وعن شغفه بمهنة المحاماة قال الاستاذ ولد أشدو إنه وجد نفسه فيها فهي لديه كالحب لدى الشاعر نزار.

وذلك لما في هذه المهنة من إحقاق للحق وإنصاف للمظلومين وأخذ على أيدي الظلمة لكن هذا الشغف لم يصرف المحامي عن الاهتمام بالأدب خاصة الشعر حيث تفتقت مواهبه الشعرية في سن مبكرة وظل الشاعر الملتزم بقضايا أمته المسكون بآلامها وآمالها، وظل الأدب حاضرا حتى في مرافعاته ولا يستنكف عن توظيف الشعر لإفحام الخصوم وإظهار عوار مرافعاتهم.حيث يظل الشعر هو الأقدر على مخاطبة وجدان الإنسان وعقله الباطني.

وهكذا تحدث الاستاذ ولد أشدو في هذا الجزء الأول من مقابلة موسعة معه عن ذكرياته عن النشأة والدراسة وعن دوافع اهتمامه بالسياسة وألتحاقه بمهنة المحاماة وكيف استطاع ترويض الشعر حتى يتكيّف مع الضوابط المهنية للمحاماة والمصطلحات الجافة للقانون والأجواء الجادة لقاعات المحاكم....فإلى المقابلة:

موقع الفكر: هل للأستاذ محمدٌ أن يحدثنا عن مسيرته العلمية والمهنية؟

ذ. محمدٌ ابن إشدو: أشكر موقع الفكر على هذه الفرصة، وأستسمح في المماطلة في إجرائها، فلذلك سببان: أحدهما المرض، والآخر كثرة الانشغالات. أما فيما يتعلق بمسيرتي العلمية فهي متواضعة جدا، فبعد اللوح في الكتاتيب، لم ألتحق بالمحظرة كما يفعل بعض أقراني؛ بل ألحقت بالمدرسة في المذرذرة، لكنني لم أبق فيها إلا فصلا واحدا مدته ثلاثة أشهر، فقد قام أخوالي بتهريبي ليلا وأعلنوا بعد ذلك وفاتي لكي لا أعود إليها، ولكي لا يضغط عليهم المستعمر الذي يهتم كثيرا يومها بتمدرس الأطفال. وقد دعمهم رئيس القبيلة الشيخ اگاه بن محمد علي رحمه الله وجزاه الله وإياهم خيرا، وكل ما لدي من معرفة متواضعة هو حصيلة تكوين ذاتي، ساعدت فيه بيئتي العالمة، وساعدت فيه أيضا مطالعاتي في مكتبة الوالد الصغيرة، وبعد ذلك في مكتبة مفتشية التعليم العربي التي أنشأها الراحل الكبير، ذو الفضل العظيم على موريتانيا؛ أعني ذلك الأفغاني الذي يدعى "عكاري" والتي كانت موجودة في حي سندونه باندر (سانلويس) وقد أفادتني المطالعة فيها كثيرا، وبعد ذلك تربصت سنتين في تونس ثم في المدرسة الوطنية للإدارة في موريتانيا التي تخرجت منها الأول من دفعتي، وبين التربص في تونس والمدرسة الوطنية للإدارة كانت مدرستي الكبرى، مدرسة النضال في سنوات الستينيات والسبعينيات، مدرسة الكادحين، مدرسة السجون والمنافي مدرسة الحياة! فهي التي كونتني أكثر من جميع المراحل الأخرى.

موقع الفكر: كيف يقدم الأستاذ محمدٌ ابن إشدو نفسه للقراء؟

ذ. محمدٌ ابن إشدو: إني عبد الله، فأنا موريتاني مسلم، أومن بالله وباليوم الآخر، وأكره الظلم، وأعشق الحرية. وفي بعض نصوصي الأدبية ما يعرِّفني أكثر من تعريفي لنفسي، ومن تلك النصوص هذا النص:

تركْتَني تائها يا ألطف البـــــشر ** بين الجموع ولم تسأل عن الخـبر

وما علمتَ، وقد وافيـــتني قـدرا  ** كما أتى ربه مـــوسى على قــدر

أن المحامي الذي قد كنت جانبه ** يذوب في الشعر والأحداق والوتر.

ومنها أيضا قصيدة "تلمسي" وقد قلتها عندما كنت في سجن انفرادي بتلمسي:

من عجيب العجيب أن تلمسي ** تصبح اليوم ذات شأن بنفسي

 

ها أنا اليوم في تلمسي أســـير ** أي عـــهد بيني وبــــين تلــمسي؟

أين مني عرائس البحر أين الــ ** گبْلَ مني وأيــن مســـــــقط رأسي

نفحة من عبير تلك الــــــروابي ** كيـف تغــــدو هنا رهينة رمــــس

ووميض من فجرها قد تـــــلالا ** كيف يخبو وليــــــــلها جـــد مغس

ونشيد من "ماغجُّوگَ" أصيل ** كيف يحلو دون "انتماس" و"كَرْسِ"

رب يوم هناك كنت ســــــعيدا ** بين إنــــــــــــــسي وليـلة طاب أنسي

ألثم البدر في الشفاه رحــــــيقا ** ملء نفـــــسي وصهوة الشمس كأسي

لا أبالي بحادثات اللـــــــــيالي ** أنــــــــــفق العـــمر بين جَنْيٍ وغرس

أقفرت تلكم الربوع وذلــــــت ** بعـــــــــد عـــــــز فيــــومها غير أمس

"حين غابت بنو أمية عـــــــنها ** والبــــهاليل من بني عــــــــــــبد شمس

ذكَّرَتْنيهم الخطوب التـــــــوالي ** ولقد تُذْكر الخــــــــــــطوب وتُـــــنسي"

هكذا الدهر إن أساء فصـــــبرا ** ســــــــــوف يصـــفو من بعد كد وبؤس

يا بلادي أحببت فيك ضــياعي ** وبظلمي رضــــــــــــــيت فــيك وبخسي

لست أبغي في الكون عنك بديلا ** وعزائي أني بأقــــــــــــــــصاك منسي

يا بلادي آمنت فيك بـــــــزحف ** ســوف يهــــوي عـــلى الجـذوع بفأس.

وهذه القصيدة مما يعبر عني أيضا وفيها أذكر مواضع في الحوض ولعصابه:

مضى باكحوله وام أواجيلَ جيل ** أبادته صــــــــــــروف الـــدهر قبلي

وقفت وذا التجالُ إلى يميــــــني ** وعن يســـــــــــراي أنـظر "ديْدَ قلي"

وفي تمبدغه للماضـــــــين ذكر** يذكر جاهلا قــــــــــد ضــل مثــــــلي

وذا عَرّام والكـــــــــركار مهْدَا ** حضارة معــــــــــــــــشر من نبل نبل

وها أنا واقــــــــف أبـــكي بقفر ** على سيدْ أحمدٍ في ســـــــــــــور ملي

تحــــــــرك في فؤادي ألف داء ** وهاجـــــــت لوعـتي.. من لي بوصل

إلــــــــــــهي رحمة إني غريب ** فكــــــــــفر عــن ذنـوبي وامح جهلي

وســــــــــــدد للمكارم والمعالي ** خطى خلْف غضيض الطـــرف طفل.

والقصيدتان منشورتان في ديوان "أغاني الوطن" لمن يحب الاطلاع عليهما وعلى المزيد!

وهذه "طلعة أخرى في نفس الغرض من وحي تلمسي:

الگـــــــردْ ادَّوَّرْ شِ تحْـــــكِيهْ ** أبرْگاد ألَّا تنـــــزز لمــــــراد

خالگ بعد الْما تنــــــفع فــــيه ** الگـــــــردْ أُلا تنــــــفع برْگاد

 

شي فلــــــگلب اللورَ مكـــــنون ** مـــاه طـــــاريلُ هون أدون

ما نـــــلل گاع ألا مظـــــــــنون ** عــــــنُّ لاهِ يگدر ينـــــــزاد

يَظْفَ من هون أهون أهـــــــون ** وإســـــيل إليـــن إسيل الواد.

موقع الفكر: ماذا عن تجربتكم السياسية؟

ذ. محمدٌ ابن إشدو: لقد هربت من القضاء إلى السياسة في ظروف تجد تفسيرها في البيتين التاليين:

كنـــــتُ ممن إلى الحقوق يتوق ** لا أبارى فيها وفيــــــها أفـوق

بيــــد أني – لسوء حظ زماني- ** شغلتني عن الحقوق.. الحقوق!

ثم هربت منه مرة أخرى إلى المحاماة! وظلت السياسة ترافقني في جميع مراحل حياتي، ويذكرني سؤالكم بقول نزار قباني:

لا تطلبي مني حساب حياتي ** إن الحديث يطول يا مولاتي

والحديث عن تجربتي السياسية يطول، ولكني أستطيع تلخيصه لكم فيما يلي: اعتنقت الفكر القومي في بداية الستينيات وخاصة الفكر الناصري، وانتميت لحركة القوميين العرب آنذاك، وبعد هزيمة 1967 شكلت مع رفاق أعزاء من حركة القوميين العرب حركة الكادحين، وكانت أفكارنا وآراؤنا من البداية وحتى اليوم وطنية، وقومية ديمقراطية هدفها عزة ورفعة الوطن والنهوض بالشعب الموريتاني بجميع فئاته وقومياته، وإعلاء شأنه وشأن الوطن، وخلق حياة حرة كريمة، ولا شك أن الطريق إلى ذلك طويل ومتعرج، وقد حققنا الكثير واعترضتنا عقبات كأداء. ومما حققناه الوحدة الوطنية مع حزب الشعب، وكان من فوائدها ومن منجزاتها إنشاء العملة الوطنية، ومراجعة الاتفاقيات مع فرنسا، وتأميم ميفرما، وترسيم اللغة العربية.. إلى غير ذلك من الإصلاحات، كإعلان ميثاق وطني يقضي على استغلال الإنسان للإنسان؛ وهو ما يعني محاربة العبودية، لأن مكافحة العبودية والقضاء عليها كانا من صميم برنامجنا، وكان شعارنا آنذاك:

آن گــــــدَّكْ ** وَانتَ كَدِّي

ماني عبدكْ ** مَانَكْ عَبْدِي.

وكان الصراع بيننا وبين حزب الشعب والرئيس المختار ابن داداه صراعا على الربح، وليس صراعا على رأس المال، لأننا كنا نرى أن البلاد يمكنها أن تحقق المزيد، وكان اليمين في حزب الشعب يرى أن هذا تطرف وأحلام شباب، ويجب بقاؤها كما كانت! وبينما نحن في هذا الأفق الوطني الجميل الواعد، جاءت كارثة حرب الصحراء وجاء بعدها الانقلاب الرجعي العشائري، في العاشر من يوليو 1978م، فدخلت البلاد عهدا سميته عهد التيه، وظلت تائهة إلى سنة 2005 عندما قامت حركة 3 أغسطس ففتحت آفاق الحياة في البلاد من جديد، وقامت بإنجازات كبرى في جميع الصُّعُد، فكنت إلى جانبها ودافعت عنها. ومن بين تلك الإنجازات تحرير القرار السياسي الموريتاني؛ فبينما كانت السفارات والقوى الأجنبية هي التي تحكم موريتانيا أصبحت موريتانيا تحكم نفسها بنفسها. ومن بينها كذلك طرد السفارة الإسرائيلية ومحو عار التطبيع. ومن بينها أيضا تسوية الصدع الكبير الذي أصاب الوحدة الوطنية خلال زمن التيه؛ والذي سمي رسميا بالإرث الإنساني. ومن بينها أيضا تنمية موريتانيا وبناؤها ورفع شأنها بين الأمم، وتحقيق ما يمكن تحقيقه للشعب الموريتاني من مكاسب؛ سواء أتعلق الأمر بالقضاء على مدن الصفيح، أم تعلق بحل مشكلتين ملحتين في البلاد هما مشكلتا الصحة والتعليم.. إلى آخر ذلك.

هذه خلاصة مبتسرة عن تلك المسيرة وهي ما تزال متواصلة، والكتاب الذي أهديتكم نسخة منه "سفارة الأرز في غرب إفريقيا" الذي صدر أخيرا وسوف يوقع هذه الأيام، يتحدث عن بعض وقائعها!

موقع الفكر: هل وجد الأستاذ محمدٌ نفسه في مهنة المحاماة؟

ذ. محمدٌ ابن إشدو: نعم، وجدت نفسي في المحاماة ولو لم أجد المحاماة لاخترعتها كما قال نزار قباني، فهي لديّ كالحب لدى نزار، وقد وجدت فيها نفسي ووجدت الحلم الذي كنت أتمناه منذ صباي؛ وهو الدفاع عن المظلوم والعمل من أجل إحقاق الحق، واقتفيت فيها أثر المحامي العربي الإسلامي الأول والمدافع عن الحقوق بجدارة؛ الإمام علي بن أبي طالب، فهو في نظري القدوة، وقلدت فيها أيضا محاميا كبيرا معروفا هو جاك فرجس، الذي دافع عن الجزائريين والفلسطينيين خلال الثورة الجزائرية وخلال فترة المقاومة الفلسطينية، إلى حد أن بعضهم صار يلقبني جاك فرجاس، لكنني ربما مثلت فيها شخصية أخرى هي شخصية امرئ القيس في قوله:

فيا رب مكروب كررت وراءه ** وطاعنت عنه الخيل حتى تنفسا

ومثلت عنترة ابن شداد أيضا في محاكمة اشبيه بن الشيخ ماء العينين، وكانت محاكمة مشهودة ومتعسفة وظالمة.. كالكثير من المحاكمات آنذاك، والكثير من الملفات اليوم، وكانت حراب الدرك مشرعة في نحورنا، فقلت:

ها أنا أنطح الصخور وأردى ** كي ترى النور ذرة من شجون

وحده الشعر ملهمي إن سـافو ** تــــــركت للقرون هــــم القرون.

فأنا وجدت فيها نفسي تماما وهذه بعض ملامح تعاملي معها.

موقع الفكر: تمتاز مرافعات الأستاذ محمدٌ بحضور قوي للشعر، وربما "لغنه" فهل الدافع لذلك كسر الرتابة أم الإثارة أم أشياء أخرى؟

الأستاذ محمدٌ ابن إشدو: لا تنسوا أن بلادنا بلاد المليون شاعر، وقد دافعت كثيرا عن هذه المقولة، وأنا أتبناها. ولكن ما معنى هذه المقولة؟ هل معناها أن كل موريتاني يقرض الشعر؟ فالجواب لا طبعا؛ بل معناها أن كل موريتاني يتذوق الشعر فصيحه وملحونه، وأن في وجدان كل موريتاني وفي وعيه الباطني متنبئ مكبوت، وأنا عندما ألجأ في مرافعاتي إلى الشعر أو "لغنه" فهو وسيلتي الأدبية إلى الإيضاح. فعندما يتظاهر خصمي في القاعة بالبراءة، وحسن النية بينما أوراق الملف تنطق بغير ذلك أنشد قول المتنبي:

إذا اشتبكت دموع في خدود ** تبيَّن من بكى ممن تباكى.

أو أحذر القاضي من الانخداع بمظهره، وبما يتظاهر به، وألجأ من جديد إلى ذلك الذي ملأ الدنيا وشغل الناس فأقول:

أعيذها نظرات منك صادقة ** أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم.

وإذا أخذ خصمي في تكرار الحجة ولاكها كما تلاك العلكة، أعاجله بطعنة نجلاء من قول سدوم ولد انجرتُ:

حديثٌ معادْ افمقصودْ ** امنــــــينْ إتم ألَّا ينعاد

مَعَادْ اعْلَ مفادْ إعــــــودْ ** ذاك ألا حديث معادْ

وهذا اللجوء للأدب يؤدي إلى نتائج كبيرة جدا؛ فكل نص يؤدي إلى نتيجة لا تؤدي إليها أطول وأعمق المرافعات. وأعطيك مثلا آخر؛ حينما أشتبك مع النيابة في صراع، وهي تحاول أن تحصل على إدانة بريء لم تتقدم ببينة تدينه، ويضيق القاضي ذرعا بهذا الجدال ويتساءل، يريد أن ينهي هذا اللغط، ألجأ إلى قول الأمير الدان رحمه الله:

يَهْلِ كانْ اَسْمَعْتُ زَيَّ ** فَتْنَ وللَّ مُــــــدَوَّانَ

خَيْراً ذِيكْ أَلاَّ حُورَيَّ ** بالليْعَاتْ اَتْبُطَنْ يَانَ.

عندها يتغير مناخ القاعة وتنفتح أسارير الوجوه؛ حتى وجه القاضي، وأظهر بمظهر الفتى العاشق المضطهد، وتظهر النيابة بمظهر المتعنت والصادّ. إذن، فكل ما ما أريده من الشعر ليس كما ذكرتم من القضاء على الرتابة؛ بل مخاطبة الوجدان والعقل الباطني للمستمع وللقاضي معا. هذا من جهة، ومن جهة أخرى - يا سيدي- كل إناء بالذي فيه يرشح. والقضاء والمحاماة ليسا حقل ألغام يتفجر؛ بل علم وصنعة إنسانية ينبغي أن تكون مرصعة بالجواهر الأدبية، كما يرصع تاج العروس أو عقد الغانية باللآلئ.

موقع الفكر: يعرف عنكم التعهد في ملفات معقدة؛ بل شائكة.. كيف ذلك؟

ذ. محمدٌ ابن إشدو: قصتي مع هذه الملفات مثل قصة نزار مع الحب:

كيف يأتي الهوى ومن أين يأتي؟**يعرف الحب دائما عنواني!

فالملفات الشائكة هي التي تبحث دائما عني، وأنا لا أبحث عنها. ولكن عندما تبحث عني وتصل إلي لا أتلكأ ولا أتهرب، لأن لكل متهم - مهما كانت جريمته- كل الحق في أن يدافَع عنه!