المرحوم ولد بدر الدين: مستقبل العملية الديمقراطية في موريتانيا يتحكم فيه عنصران أجندة النظام ونضالية المعارضة الديمقراطية

المرحوم محمد المصطفى بدرالدين

موقع الفكر يعيد نشر مقابلة قديمة لمجموعة الفكر، مع المرحوم المصطفى ولد بدر الدين، يستشرف من خلالها مستقبل البلاد قبيل الانتخابات التشريعية والجهوية والبلدية 2018م. ويقدم ولد بدر الدين قراءة دقيقة لما ستؤول إليه الأوضاع في البلد، حيث تحدث عن خليفة الرئيس السابق ولد عبد العزيز مبرزا السيناريوهات المحتملة في ذلك، حيث رأى ولد بدر الدين أن خليفة الرئيس السابق إذا كان عسكريا فإن خطة الرئيس في إدارة دفة السلطة ستفشل، متوقعا أن يفرض عليه العسكريون مرشحا منهم يكون خليفته في السلطة.

إلى غير ذلك من مواضيع الساحة حينها التي أثارتها المقابلة وأبانت عن بعد نظرالمرحوم ولد بدر الدين وحصافته السياسية.  

 

موقع الفكر: ما هي أجندة المعارضة في المرحلة المقبلة بعد فشل الحوار بين المعارضة والنظام بسبب شروط الشفافية وحتى الآن المؤشرات والتصريحات من قبل المنتدى تشير إلى أنه سيشارك في الانتخابات المقبلة بما في ذلك الرئيس الدوري للمنتدى محمد بن مولود خلال مؤتمره الصحفي قبل أسبوعين؟

المرحوم محمد المصطفى بن بدر الدين: فيما يخص مستقبل المعارضة بعد فشل الحوار أو  ما يسمى بالحوار فهو مستقبل مشرق؛ لأن المنتدى لم يكن أعضاؤه على علم  بهذا الحوار إلا ثلاثة أشخاص، والبقية لم يعلموا بشأن الحوار إلا خلال الأيام الأخيرة وكان للمنتدى  أجندته التي من بينها شقان الشق الأول هو النضال من أجل الشفافية والذي يعول فيه بالأساس على قدراته الخاصة وجماهيره وتعبئته، وقام بجولات تعبوية في الداخل ونجحت ويستعد لجولات أخرى ستجرى في الأيام القادمة وهذا الضغط من أجل ألا تجرى الانتخابات  بالطريقة التي يريد النظام إجراءها بها والشق الثاني هو التحضير للانتخابات كما قلتم وهو أن رئيس المنتدى أعلن في وقت سابق توجه أغلب أحزاب المنتدى إلى المشاركة في الانتخابات سواء أجري حوار أم لم يجر وسواء اتفقت مع الحكومة أم لم تتفق معها، وبالتالي فخطة المنتدى لم تكن تعول على هذا الحوار  الذي وقع وانتهى، وبالتالي ففشل هذا الحوار لن يؤثر على مستقبل المعارضة ،وستشارك موحدة الصفوف وهذه هي إرادة  أغلبية الفاعلين.

وأرى أن مستقبل العملية الديمقراطية في موريتانيا يتحكم فيها عنصران أولهما أجندة النظام التي يمكن تلخيصها في مقولة الرئيس محمد بن عبد العزيز  إنه سيغادر السلطة وفي نفس الوقت لن يغادرها ومعنى ذلك العمل على انتخاب رئيس صوري يحقق من خلاله مغادرة السلطة كما يقول الدستور وفي نفس الوقت لن يغادر لأنه بدأ تهيئة نفسه ليكون الرئيس الفعلي وبالتالي الرئيس الفعلي ليس هو من ينتخب بصناديق الاقتراع بل الرئيس الفعلي من يمسك الحزب الحاكم ورأيتم الطريقة التي نصب بها رئيسه ولن يرفع  يده عن الأمن الرئاسي وبالتالي سيكون هنالك رئيسا رمزيا إذا سار فيما يحب ولد عبد العزيز وطبق أجندة ولد عبد العزيز وإن أراد التمرد فسيظهر الرئيس الفعلي كما يفعل ولد عبد العزيز وستحدث أزمة، ولكن هل للرئيس الصوري قوة يدافع بها عن منصبه وهو المنصب الشرعي وبالتالي سيدافع عن نفسه ويفشل مخطط محمد ولد عبد العزيز وعندها سيذهب محمد ولد عبد العزيز قهرا؟

 أم سيقبل الرئيس المنتخب أجندة ولد عبد العزيز وبالتالي لم يحدث التناوب  وفي جميع الحالات هذه الأجندة في منتهى الفتنة، وسيصبح عندنا رئيس منتخب بلا رئاسة ورئيس سابق ذو رئاسة فعلية ولسنا ندري لمن تكون الغلبة في النهاية لصالح من .

والأجندة الثانية هي أجندة المعارضة الديمقراطية وهي أجندة واضحة، وتناضل من أجل التناوب ومعنى ذلك أن النظام القائم فشل على جميع الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والاقتصادية والبلاد بحاجة للتخلص منه واستبداله بنظام يعيد ترميم ما أفسده النظام وطريقتها في ذلك تنظيم انتخابات ديمقراطية نزيهة وشفافة ليأتي حكم غير الحكم القائم وفي حالة نجاح هذه الأجندة فمعنى ذلك أن البلاد تتجه نحو التناوب السلمي على السلطة والاستقرار والديمقراطية الحقيقية وبالتالي هنالك مساران وأرى أنه على الشعب أن يختار بينهما.

 

موقع الفكر: هل يمكن أن تستأنف الاتصالات بين الطرفين للتوصل إلى اتفاق من جديد بالنظر إلى أن الخلافات بين الطرفين لم تكن جوهرية كما ظهر ذلك في المسودة الأخيرة، وبالتالي هل يمكن أن نتوقع استئنافا للاتصالات بين الطرفين وبالتالي التوصل إلى اتفاق بشأن حزمة الإجراءات الضامنة لشفافية الانتخابات المقبلة خاصة أن في ذلك مصلحة للطرفين المعارضة صرحت بذلك بطريقة أو بأخرى، والنظام من مصلحته مشاركة الانتخابات مما يعطي مصداقية للانتخابات ويساعد في الحصول على تمويل الانتخابات؟

محمد المصطفى بن بدر الدين: استئناف عملية التفاوض يعود إلى الطرف الآخر وهو طرف الموالاة ولم يعلن رئيس المنتدى محمد ولد أثناء لقائه مع المدونين نهاية الحوار بل أعرب عن رغبة المنتدى في مواصلة الحوار بينما الطرف الآخر برئاسة رئيس الحزب قال إنهم لم يعودوا على استعداد للتقدم خطوة واحدة إلا إذا وقعت لهم المعارضة الورقة التي جاءوا بها ولسنا ندري من أين أتوا به فمن وقعها فهم على استعداد للحوار معه ومن لم يوقعها فليسوا على استعداد للحوار معه وهذا ليس موقفا حواريا وما أستطيع تأكيده هو أن المنتدى حسبما يقول رؤساؤه وخاصة رئيسه الدوري محمد ولد مولود إنهم مستعدون للحوار ونرجو أن يكون ما قاله الطرف الآخر بالأمس مجرد مناورات وإذا كان هدف التصريح توقيع الورقة التي حمل رئيس الحزب الحاكم بالأمس فما أظنها ستوقع.

 

موقع الفكر: هل من مصلحة الديمقراطية الموريتانية وصول المعارضة والأغلبية إلى توافق خلال المرحلة المقبلة التي تشهد فيها البلاد حزمة من الانتخابات البلدية والتشريعية والجهوية وانتخابات رئاسية لأول مرة لا يشارك فيها الرئيس الحالي والسؤال المطروح ماذا ستفعلون في المرحلة المقبلة وما هي أجندة المعارضة في المرحلة المقبلة بعد  فشل الحوار بين النظام والمعارضة بشأن الانتخابات والتي تشير المؤشرات إلى مشاركة المعارضة فيها كما صرح بذلك الرئيس الدوري للمنتدى محمد ولد مولود؟

محمد المصطفى ولد بدرالدين : من الطبيعي أن يكون التوافق في الانتخابات أفضل طريقة لتنظيم انتخابات يقبلها الجميع وتؤدي إلى الاستقرار والتنمية وهذا ما جعل المعارضة شديدة الحرص على  حصول  التوافق على تسيير الانتخابات، خاصة في هذه الانتخابات التي تعتزم المعارضة المشاركة فيها كلها خلافا لانتخابات 2013 و2014 نتيجة لأهميتها ولأنها ستنتهي بانتخابات رئاسية لأول مرة نرجو أن يحدث فيها تناوب سلمي على السلطة، ولذلك يصبح الاتفاق أكثر إلحاحا وأكثر أهمية ، والعارضة تدرك أهمية اللحظة ولذلك ضحت في سبيلها كثيرا من التضحية، وللأسف يبدو أن الطرف الآخر لديه تحليل آخر ونظرة أخرى ويرى أن التوافق  ليس مهما  في الانتخابات وأفضل طريقة هي " اتحاويص"  ولا حاجة لهم في الانتخابات النزيهة  وهذه هي الطريقة التي وصل بها النظام إلى لسلطة ومنذ جاءوا بانقلابهم ما قاموا به من انتخابات ليس حرا و لا نزيها وكنا نظن أنه في آخر زمنه السياسي يحبذ أن يترك  السلطة دون ترك أزمة تطارده، وخصوصا أن لديه ملفات هو أعلم بها من غيره ومن مصلحته تنظيم انتخابات توافقية وحتى الآن لم نر مؤشرا يدل على وجود توافق مع ولد عبد الله  وهو من يرفض التوافق والمعارضة تمد يدها ولكن لن توافق على ما لا يمكن أن يتفق عليها وستناضل ضد ما يريده من تزوير واستخدام للإدارة والمال السياسي إلخ وستفشل مخططه في إجراء انتخابات صورية.

 

موقع الفكر: ما هي الضمانات التي تطلبها المعارضة لضمان شفافية الانتخابات خاصة أن النظام يصرح أكثر من مرة أنه مستعد لكل الشروط التي تضمن شفافية الانتخابات؟

محمد المصطفى ولد بدر الدين : تتلخص في مسألة واحدة وهي التوافق وهو أن لا تجرى انتخابات منظمة من طرف واحد لئلا يكون لدينا خصم وحكم في آن واحد  وفي حالة سيكون قاضيا وخصما، وهذا ما نحن ضده ونعتقد أنه إذا حصل فلن تحصل ديمقراطية أو شفافية، وإذا حصل أن أجري حوار واتفق فيه الطرفان على طريقة تسيير الانتخابات فهذا أكبر ضمان للشفافية وتفاصيل ذلك قدمها أهل المنتدى في عرائضهم التي جاءوا بها إلى الحوار وكثيرا ما يقدمونها ولكن يمكن تلخيصها في أنه لا ينبغي أن تنظم انتخابات غير توافقية.

موقع الفكر: هنالك حديث عن أن المعارضة يمكن أن تقاطع أو بعض أطرافها يمكن أن يقاطع الانتخابات، ألا تخشى المعارضة من تلاشي شعبيتها بفعل مقاطعة غالبية أحزاب المعارضة للاستحقاقات الانتخابية منذ 2009 باستثناء حزب تواصل؟

محمد المصطفى ولد بدر الدين: الكلام عن المقاطعة لم يعد واردا كما قلنا وكما صرحت به  أغلبية أحزاب المعارضة أنها بدأت  التحضير ولا أقول إن كل الأحزاب ستشارك و لكن إذا كانت مقاطعة فستكون استثناء والاستثناء لا يعتد به، وما ينبغي بحثه ، هو كيفية المشاركة واستراتيجية المعارضة ووحدتها أما قرار المقاطعة فإن كان قد اتخذ في زمن معين فليس هذا هو زمنه.

موقع الفكر: ما قراءتكم للتحالفات السياسية خلال المرحلة المقبلة بمعنى هل سنلحظ إعادة تشكيل التحالفات السياسية وفي هذا السياق هل يمكن أن نشهد تفككا للتحالف المعارض حاليا في الانتخابات المقبلة؟

محمد المصطفى ولد بدر الدين: أرى أن المعارضة من أهم ضمان نجاحها في الانتخابات المقبلة  وحدتها وأظن أنها اتخذت الشروط الكافية لوحدتها وأرى أن منسقية المنتدى و منسقية الثمانية حضروا بشكل لا بأس به  لوحدة المعارضة لأنهم توحدوا في أيام صعبة، في أيام  النضال ضد التعديلات الدستورية وليس من الوارد تفككهم وقد أصبحوا أحوج ما يكونون إلى الوحدة بل أتوقع توسع وحدة المعارضة لأن ما يسمى بالمعارضة المحاورة إذا جاءت الانتخابات لن تجد سندا يمكن أن تعتمد عليه مقابل النظام غير المعارضة الحالية وبالتالي لا أستبعد أن تلجأ للتحالف  مع المعارضة الحالية كيلا يقضي عليها النظام وأظن أن الموالاة في الوقت الراهن ليست راضية تمام الرضا فمنذ انتخابات 2013م  وهي لم تشرك في الحكم أو  في الثروة أو في أمر آخر وبالتالي أرى أن معظمها يمكن أن يستند على المعارضة وأرى أن أجندة ولد عبد العزيز الذي اكتتب معظم الناخبين في حزبه تظهر أنه لا ينوي إشراك أي أحد لأن عدد الناخبين يبلغ مليونا ومائتي ألف ناخب وقد استحوذ على مليون ومائة ألف ناخب وأرى أن الطريق التي يسلك ولد عبد العزيز لإبعاد الناس وتهميش الناس جميعا ستعمل لصالح المعارضة  ولذلك لا أستبعد أن أقطابا من الموالاة  وحتى من الحزب الحاكم عند الانتخابات وتكوين اللوائح  ستنضم منها فئات  كثيرة للمعارضة عند بدء الترشيحات وأرى أن حسابات ولد عبد العزيز ورئيس حزبه من خلال التنصيب الأخير لوحدات حزبهم ستخيب في الانتخابات القادمة وسيعلمون أن حساباتهم  خاسرة ولن تضيع المعارضة أي فرصة أتيحت لها ما دام التوافق غير موجود والنضال في المعارضة وأن المعارضة ستكون صارمة ومتفتحة في آن واحد في الانتخابات القادمة.

موقع الفكر: ما قراءتكم للحراك الحالي الذي تشهد الأغلبية وهل لديكم في المعارضة معلومات  عن رؤية النظام للتعاطي مع المرحلة المقبلة؟ وما الذي ستفعله المعارضة بالتوازي مع ما سيخطط له  النظام على الأقل مما هو معلن من أن النظام سيبقى في السلطة ولن يتغير والرئيس صحيح أنه لن يترشح ولكنه لن يكون بعيدا  عن المشهد السياسي؟

محمد المصطفى ولد بدر الدين: أجبت عن هذا السؤال عند الحديث عن مستقبل الديمقراطية في موريتانيا حيث تكلمت عن أجندة المعارضة وأجندة النظام.

موقع الفكر: ما يوصف ببورصة المرشحين المطروحة حاليا ربما تشير إلى أن النظام سيعمد إلى إرشيفه "العسكري" لتقديم شخصية عسكرية أخرى بديلا عن الرئيس الحالي بمعنى أن الخلفية العسكرية للنظام ستستمر ما تفسيركم لذلك وما مستقبل مثل الخيار فيما لو تم وأثره على الديمقراطية في موريتانيا؟

محمد المصطفى ولد بدر الدين: من الصعب التنبؤ بهوية المرشح المقبل للرئاسة لأن الرئيس محمد ولد عبد العزيز ما يزال متحكما في المشهد  على مستوى الموالاة والأغلبية وهو ما يزال صاحب الخيار، وفي أجندته أنه سيأخذ شخصية رمزية وليس رئيسا حقيقيا وقد يكون مدنيا وقد يكون عسكريا والشائعات وأخبار الصالونات  ترجح أن يكون عسكريا ولكن إن اختار مرشحا عسكريا فذلك لا يعمل لصالح أجندته لأن العسكري لن يترشح إلا إذا وافق عليه العسكريون والعسكريون إذا وافقوا على أحد المرشحين فليس من السهل على ولد عبد العزيز أن ينزعه متى ما شاء  أو يوجهه كما يشاء ولكن قد يرغم ولد عبد العزيز على تعيين عسكري يتفق عليه العسكريون وفي هذه الحالة ستنتهي الأجندة التي يحضر  في غير  صالحه وقد ينجح في فرض مرشح مدني ليس ذا خلفية عسكرية وفي هذه الحالة سينجح في أجندته وهي أنه في الظاهر يوجد رئيس وفي الواقع يبقى محمد ولد عبد العزيز هو من يتحكم في كل شيء ولا نستطيع أن نقطع بشيء.

 

موقع الفكر: هل من الممكن اختيار مرشح موحد للمعارضة بالنظر إلى اعتبار التجارب السابقة التي غالبا ما تفشل في اللحظات الحاسمة وبالتالي نشاهد أكثر من مرشح وتضيع الفرصة على وحدة المعارضة، وحتى لو تم ترشيح مرشح موحد ما حظوظه؟

 محمد المصطفى ولد بدر الدين: أظن أن  اتجاه المعارضة كما تعرفون هو أن تضمن التناوب للسلطة ويتم ذلك عبر التحضير للانتخابات النيابية والبلدية والجهوية، وإذا خرجت المعارضة بنتائج مشرفة في الانتخابات المزمع إجراؤها عام 2018 سينشأ وضع جديد  وستكون المعارضة حينها أكثر توحدا ونضالية وفي تلك الحالة يمكن أن تفرز من بينها أو من خارجها مرشحا يوحدها جميعا وهذا هو الخيار الأمثل بالنسبة للمعارضة وفي حال لم تحصل على النتائج المرجوة -لا قدر الله- سيحدث وضع ثان  وأظن أنه يجب أن تتمسك المعارضة بالخيار المطروح  في النيابيات والبلديات والرئاسيات وتعمل على ذلك وتتهيأ للانتخابات الحالية كالانتخابات البلدية والنيابية والجهوية وأظن أن المعارضة نجحت نوعا ما في تعيين مرشح واحد عام 2003 وهو المرشح الأسبق محمد خونه ولد هيداله ووجد الكثير من الأصوات وكما توحد الكثير منها خلف الرئيس مسعود بن بلخير 2009  وأظن أنه من الممكن أن تتوحد هذه المرة.

موقع الفكر: هل هنالك انسجام بين مجموعة الثمانية بشأن الموقف من الانتخابات المقبلة وبشأن فكرة الاتصال بالنظام والتوصل إلى اتفاق معه، والمؤشرات الحالية تشير إلى وجود خلاف حول هذه النقاط؟

محمد المصطفى ولد بدر الدين: في حالة عدم اتفاق بين أحزاب المعارضة فليس من السيء أن يترشح مرشحون من الأحزاب وفي الشوط الثاني تدعم من يتجاوز إلى الشوط الثاني، ولكن أرى أنه يجب أن نتهيأ للانتخابات القريبة وذلك سيسمح بخلق هدف المعارضة وهو التناوب السلمي على السلطة.

وفيما يخص الموقف من الانتخابات أرى أن موقف مجموعة الثمانية أغلبها سيشارك في الانتخابات فإذا أخذت موقف بيرام أو عبد السلام بن حرمة  أو الحزب الوطني تجد أن  مواقفهم تسير في نفس الاتجاه وهو المشاركة في الانتخابات وهنالك حزب التكتل لم يعلن موقفه  بعد ولكن الكثير من المؤشرات تدل على إمكانية مشاركته في الانتخابات إذن فقول الرئيس محمد ولد مولود أن  الاتجاه والتوجه العام هو المشاركة في الانتخابات أرى أنها هي الحقيقة وإن كنا لا نستطيع منع الاستثناء ولكن ما دامت هذه الأحزاب قد أعلنت المشاركة فمعنى ذلك أن هذا هو الاتجاه العام  .

أما فيما يتعلق بالحوار مع النظام فمن تحاور مع النظام هم أحزاب المنتدى، فالمنسقية لم تتحاور مع النظام ولا أرى وجود خلاف حول الحوار وإن كان من خلاف فهو حول شروط الحوار وشكل ومحتوى الحوار وما أظن أن حزبا سياسيا يشارك في انتخابات عامة ويرفض إجراء انتخابات توافقية وهنالك توجس من النظام وخوف من مناوراته ومكائده ولكن الهدف هو التوافق حول تسيير الانتخابات لا خلاف فيه وإن وجد خلاف في هذا المضمار فهو خلاف لا يفسد للود قضية!

موقع الفكر: ما تفسيركم لمحاولة إصلاح النظام للحزب الحاكم وتفعيله؟ ألا يدل حجم الإقبال على الانتساب لهذا الحزب على أنه سيستأثر بالانتخابات المقبلة؟

محمد المصطفى ولد بدر الدين: ما حصل وسمي إصلاحا لحزب النظام لا أراه إصلاحا لحزب النظام؛ لأن ما انتمت إليه الناس لم ندر شيئا عنه ولم نعرف حقيقته، ذلك أن الحزب في الأصل تطلق على برنامج ومجموعة خيارات في الاقتصاد والسياسة والتعليم والصحة وتسيير البلد يتبناها حزب معين يريد أن يصل إلى السلطة كي يطبق تلك الخيارات وما أسفرت عنه عملية الإصلاح واتفقت عليه لجنة الإصلاح لم نر فيه إصلاحا سياسيا كما لم نر ورقة سياسية وخيارات سياسية وأنا شخصيا لم أرها  ولم ألتق من رآها والورقة السياسية والبرنامج السياسي يجب أن يكون على أساسهما الانتماء، ومن انتمى إلى حزب فمعنى ذلك أنه انتمى إلى مجموعة من الأهداف والمبادئ والقناعات،  إذن لا يمكن لأحد أن يقول إن مليون ومائة ألف ونيف انتمت على أساس القناعة السياسية لانتفاء القناعة السياسية والحزب كذلك تطلق على قيادة لها تاريخ ونضال وهذه القيادة لم نرها، فقد وضعت قيادة الحزب والمكتب التنفيذي السابق جانبا وجيء بمجموعة من الشباب وأعطوا أجهزة كومبيوتر وأرسلوا لكي يصدرون بطاقات للناس لكل من قدم مائتي أوقية.

موقع الفكر: ما الأفق السياسي للمعارضة بالنظر إلى اختلاف التوازن بينها وبين النظام من حيث المال والنفوذ ومختلف وسائل التأثير وأنتم معارضة قادمة من مقاطعة الانتخابات لعدة سنوات ومحاولات تفكيك ومحاولات زرع للخلافات بينكم؟

محمد المصطفى ولد بدر الدين: أرى أن قلة التوازن أو انعدامه المتمثل في أن النظام ممسك بالسلطة والمال وكل وسائل القوة وفي المقابل لا تمتلك المعارضة شيئا  ليس أمرا جديدا فمنذ أن أنشئت موريتانيا والسلطة تمسك كل شيء والمعارضة لا تمتلك شيئا ولكن هذا لم يقض على المعارضة ولم يقصها من المشهد السياسي وظلت موجودة وتؤثرفي المشهد السياسي  بدرجات متفاوتة حسب الظروف وحسب تكتيكاتها واستراتيجياتها والحق أن انعدام التوازن قد يكون أكثر بروزا وأكثر حدة نظرا للسياسة التي اخترعها ولد عبد العزيز لم يسبق لأحد قبله اختراعها وهي أنه استولى على مال الدولة وحوله إلى ثروة شخصية له وللمقربين منه كما أنه أفقر رجال الأعمال الذين قد يتبرعون بأموالهم للمعارضة  وأكثر ما يعطونه للمولاة من المعارضة ولكنه أفقرهم وبالتالي جعل مصادر التمويل في موريتانيا شحيحة تماما إن لم تكن معدومة وهذا بالطبع أثر في المعارضة وجعلها تمر بظروف صعبة في هذا المجال ولكن في المقابل أرى أنه  زودها بأدوات  للدعاية والتحريض لم يسبق لأحد من قبله أن زودها بمثلها وهذه الأدوات هي فساده و ديكتاتوريته  وقمعه ومن هذه الأدوات وجود الرأي العام الوطني والرأي العام الدولي وهذه أداة جديدة استخدمتها المعارضة وستستخدمها ضده وأظنها فعالة وستحل محل المال والسلطة والمعارضة لم تكن تعتمد على المال وإنما تعتمد على وحدتها ونضالها وخطابها السياسي وهي واعية بهذه المسائل وقوتها في الراهن هي استخدام نقاط ضعف النظام التي تحدثت عنها سابقا ووحدتها وتحالفاتها وإذا استخدمتها فستتغلب على هذا الخلل وتحوله لصالحها.

 

موقع الفكر: ما تقويمكم لإعلان الرئيس سيدي محمد ولد محم فشل بين الطرفين هل يؤشر إلى النظام انتهى من فكرة محاولات التوصل إلى اتفاق معكم ؟

محمد المصطفى بن بدر الدين: أظن أن الطريقة التي أعلن ولد محم بها نهاية الحوار ليست من عنده، وحسبما ما هو متوفر عندنا من معلومات أنه في الجلسة الأخيرة لما جاء أصحاب المنتدى بردودهم لم يكن ولد محم راضيا وقال إن الجلسة ارتفعت ولم يعلن ولد محم نهاية الحوار وإنما قال إن الجلسة قد رفعت وحسبما لدينا من معلومات فإن الوزير سيدينا عالي  ولد محمد خونه نقل  تقرير إلى ولد عبد العزيز الذي أمر بإيقاف الحوار وولد محم إنما غرد بما قيل له وعقد الندوة الصحفية لكي يطبق ما قيل له، وقد يرضى ولد عبد العزيز ويعرف أنه اتخذ قرارا غير صائب ويأمر باستئناف الحوار وفي الحقيقة فإن ولد محم ليس مسؤولا عن هذا التوقيف وإنما هي رسالة أرسلت ولن تزحزح أهل المعارضة وليسوا هم من طلب الحوار ولكنهم على استعداد له لأنهم يعلمون أنه هو الطريقة التي يمكن أن تخرج موريتانيا من الأزمة الموجودة فيها وفي حال أصر النظام على ما قال ولد محم فهذا لن ينتزع شيئا منهم وسيشاركون في الانتخابات ويحولونها إلى صراع من أجل الحرية والنزاهة وإذا قبل النظام الحوار مع المعارضة من أجل انتخابات توافقية فالمعارضة جاهزة لها.

موقع الفكر: حدثت انتقادات شديدة لكم بسبب قبولكم المفاوضات السرية مع النظام وكان بإمكانكم أن تفاوضوا النظام علانية وإذا فشلت المفاوضات فإن الرأي العام يعرف من أفشلها والآن أصبحتم مسؤولين عن إفشالها وتسريب مسودتها ومسؤولين عن عدم اطلاع الرأي على الدخول في المفاوضات ؟

محمد المصطفى ولد بدر الدين:  المفاوضات الجدية بين الأنظمة والمعارضات تبدأ دائما سرية لأمرين أولهما أن الأنظمة  دائما تحاول وخاصة نظامنا أن تجعل من المفاوضات مظاهر و التقاط صور ونشرها في التلفزيون وينتهي الأمر عند ذلك الحد  وإذا حصل حوار فإن نتائجه لا تطبق وترسخ في أذهان الرأي العام الدولي والوطني عن حصول حوار وهذا ما جربناه ولن نمر به مرة أخرى وإذا كان من حوار جدي فليبدأ بين الأشخاص المفوضين من الطرفين وعندما يتوصل الفريقان إلى نتيجة ذات نتيجة عندها تعلنه وتأخذ الصور وتستدعى التلفزيونات على أمر حقيقي وليس مجرد مسرحية وإذا لم يحصل اتفاق يعلن الطرفان أنهما التقيا ولكنهما لم يستطيعا التوصل إلى الاتفاق ومما كان ينبغي فعله من آداب الحوار كذلك حينما  يفشل الحوار ما كان ينبغي لأحد الأطراف إعلان فشله من طرف واحد والطريقة التي أعلن بها الفشل متوحشة غير متمدنة وتتحدث عن أمور لم تقع.

وما كان ينبغي إعلان انتهاء الحوار من طرف واحد وكان ينبغي أن يتفقا على أنهما لم يتفقا ويعلنان ذلك خاصة أن ولد محم أعلن أن الطرفين توصلا إلى وثيقة وكانا بصدد توقيعها ثم يعمد  بعد ذلك إلى  التغريد واتهام المعارضة! والحوارات التاريخية كذلك شأنها السرية فجبهة التحرير فاوضت فرنسا طيلة 12 عاما دون أن يعلم أحد وحاولت فرنسا أن يكون الحوار علنا ورفض الجزائريون لأنهم يعلمون أن الاستعمار يريد أن يخدعهم ولم يقبلوا أن يكون الأمر علنيا فإن اتفقوا على شأن يعلنوه وإلا فلا داعي لإعلانه ، وكذلك الحال بالنسبة للأمريكيين والفيتناميين اللذين مكثا فترة طويلة يتحاوران دون علم أحد، لذلك فمن يريد أن يتحاور جديا  عليه أن يكون الأمر سرا بعيدا عن الضغوط والفوضى  وعن الاستغلال الإعلامي ولذلك وافق ممثلونا عليه ولا عار ولا عيب في إجراء المفاوضات سرا ولكن العار والعيب في أن تجري مفاوضات سرا ثم لا يعلن أو يكون فيها خيانة أو فيها ما هو ضد مصلحة البلد ولم يفعل أصحابنا في المنتدى ما يمكن أن يوصموا به  أو نوصم به نحن وإنما تفاوضوا مع النظام من أجل الوصول إلى انتخابات توافقية ولم يحدث ذلك ولما أراد ممثلو النظام منهم التوقيع  على ما يريده النظام وليس في مصلحة المعارضة رفضوا ذلك ولا نرى ذلك عارا لا من حيث دخول المفاوضات السرية ولا من حيث أن المفاوضات لم تتوصل إلى نتيجة ولم يوقعوا على ما لا تريده أحزابهم وبالتالي لا يمكن أن يلحقهم منه أي عار، ولكن بعض الناس يريده أن يكون حوارا مثل حوار 2016 الذي جاء إليه الجميع ولكن لم تحصل منه نتيجة تذكر فباعتراف مسعود ولد بلخير وبيجل ولد هميد أن حوار 20016 كان تراجعا عن  نتائج حوار 2011.

وقد أردنا أن يكون الحوار سرا وكذلك أراده النظام حتى عن بعض شخصياته ولا عيب في ذلك.

موقع الفكر: بعض المراقبين يتحدث أن المنتدى يستغفل جماهيره فيقدم لهم خطابا سياسيا ديماغوجيا وكأنه تصعيد ويقدم لهم خطابا وفي نفس الوقت يتفاوض مع النظام وكأن هنالك خطابا علنيا مقدما للجمهور وخطابا سريا داخليا موجها إلى النظام هدفه التفاوض والتفاهم، ولماذا قاطعتم أغلبية الاستحقاقات الماضية منذ 2009م.  وما الذي تغير 2018 عن 2013 أو 2014 ألا ترون أن خيار المقاطعة كان خطأ وينبغي توضيح ذلك للرأي العام؟

محمد المصطفى ولد بدر الدين: الحوار شكل من أشكال النضال وليس متناقضا مع المظاهرات والإضرابات والخطابات المعارضة والمهاجمة للنظام وهما جزءان متكاملان فما كان يقوله أصحابنا في مهرجانات كيفه والنعمة ولعيون هو نفسه ما كان يقولونه أثناء مفاوضاتهم مع ولد محم وولد الشيخ أحمد أبي المعالي ونفس المطالب التي كنا نطرحها في المهرجانات ومطالبهم هي  المطالبة بانتخابات نزيهة والمطالبة بالشفافية ويهاجمون التزوير والانفراد بالسلطة.. الخ. ولم يلتقوا بممثلي النظام من أجل أغراض شخصية وإنما يلتقونهم ليطرحوا المطالب التي تطرح في المهرجانات والساحة السياسية وليس بينهما أي تناقض ولذلك ما قيل لهم في السر أغضبهم حتى تلفظوا بالألفاظ النابية عبر تويتر لأنهم علموا أن الخطاب في المهرجانات هو نفسه الخطاب الذي قيل في الكواليس وبالتالي لا تناقض بين الاثنين ولكل ساحة نضالها ولكل وقت  خطابه ولو كان فيه تناقض لما فسد الحوار ولتحملوا وصبروا ولكنهم لم يستطيعوا التحمل مثلما أنهم لم يتحملوا خطاباتنا الأخرى، وبالتالي لا ينبغي لأحد أن يظن أن ما كان يقال في العلن مختلف عما قيل سرا.

موقع الفكر: ما هي البنود التي طرحتم في المنتدى ورفضها وفد النظام وما هي البنود التي طرحها النظام ورفضتموها؟

محمد المصطفى ولد بدر الدين: كان لمحاورينا برنامج يتكون من ثلاثة محاور محور انتخابي بحت ومحور يتعلق بتهيئة الجو السياسي، ومحور يتعلق باستراتيجية المشاركة في السلطة المشرفة على الانتخابات، وفيما يتعلق بالانتخابات كان فيه ما يتعلق باللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات والمجلس الدستوري وتصويت العسكريين وهو ما تكلم عنه ولد محم يوم أمس وفيما يتعلق بتصفية الجو السياسي تضمن إطلاق سراح المعتقلين وتوقيف المتابعات وفيما يتعلق بالشراكة والمطالبة بحكومة محايدة أو على الأقل العناصر ذات الصلة بالانتخابات تكون محايدة وكان من استراتيجية ممثلينا أنهم بدأوا بالأسهل وهو محور الانتخابات نظرا لأن المفاوضات لم تبدأ مع بدء تشكيل اللجنة المستقلة للانتخابات وحصل شبه تفاهم أو تقارب ولما وصل ممثلونا إلى محور تصفية الجو السياسي والمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين استشاط ممثلو النظام   غضبا وأعلنوا رفضهم إطلاق سراح المعتقلين وفسد جو الحوار تماما وأعلنوا أنهم غير مستعدين بينما قال ممثلو المنتدى إن هذا المواضيع لا يمكن  التفريق بينها خاصة إطلاق سراح المعتقلين وتوقيف المتابعات وكذلك فإن وثيقة مشروع الاتفاق تحتوي  مقدمة تتكلم عن التطبيع وعن حكومة منتخبة  مفوضة من قبل الشعب ومعارضة مسؤولة وناصحة إلخ.. فرفض ممثلو النظام هذه الفقرة كما رفض ممثلو المعارضة فقرة تتعلق بشروط قدمها ممثلو النظام ولكن القشة التي قصمت ظهر البعير هي قضية تصفية الجو وتوقيف المتابعات، ونرى أن كل هذه الضجة سببها هو إغفال موضوع المعتقلين السياسيين والمنتدى ليس في استطاعته التنازل عنهم.

موقع الفكر: النظام بدأ يتجهز منذ فترة للانتخابات بتفعيل الحزب الحاكم وحملة تجييش وتعبئة وأنتم في المعارضة يصفكم البعض بأنكم متأخرون لأن الانتخابات من المتوقع أن تجرى في شهر سبتمبر المقبل وأنتم ما زلتم تناقشون مع النظام قضايا إجرائية ولم تبدأ أحزاب المعارضة في اختيار لوائحها والتجهز للانتخابات القادمة ألا يعني ذلك أن المنتدى والمعارضة دائما ما تأتي الأحداث وهي متأخرة وبالتالي من الطبيعي أن تكون نتائجها ضعيفة ومتواضعة؟

محمد المصطفى ولد بدر الدين: أتفق معك في أن المعارضة تأخرت في التحضير للانتخابات وخصوصا أننا لا يفصلنا عنها إلا أشهر قليلة والمعارضة بحاجة للوقت لكي تستغله ولعل لذلك أسبابه ولا أرى إلا أن الأحزاب التي تشارك وتهتم بالمشاركة إلا قد بدأت التحضير للمشاركة وإن كان قد عطلها أن المنتدى لم يعلن مشاركته  والمنسقية كذلك لم تعلن مشاركتها بسرعة والنظام كذلك  لا أرى أنه أنجز استعدادات تذكر غير تأسيس الحزب الذي يسفر عن كثير من الأحزاب والفتنة وهذا ما سيساعد المعارضة ولكن مع ذلك لا أرى أن لدى المعارضة وقتا يمكن أن تضيعه ويجب أن تعكف من الآن فصاعدا على التحضير للانتخابات واللوائح والتحالفات وتدع النظام وشأنه ولا ترفض الحوار أو تعرقله ولا يعطل عملها.

موقع الفكر: هل من كلمة أخيرة عن واقع ومستقبل موريتانيا؟

محمد المصطفى ولد الدين: أشكر مجموعة المستقبل على الفرصة التي أتاحت لي للمساهمة في تنوير الوضعية السياسية وتنوير المتابعين وسأختم هذه المقابلة بالقول إن موريتانيا تمر بمرحلة حرجة فالوضع في  المجال الاقتصادي أسوأ من ذي قبل لأن المديونية وصلت حسب صندوق النقد الدولي 73% دون احتساب الديون الكويتية التي لا يعرف أحد حجمها الحقيقي والقطاعات  الاقتصادية تشهد انهيارا شاملا سواء كان ذلك في قطاع البنوك أو قطاع الصيد أو قطاع التنمية الحيوانية والزراعية الذي حلت به هذا العام كارثة لا سابقة لها كارثة الجفاف ولم تتخذ الحكومة ضده أي إجراء يذكر يمكن أن يخلق أملا عند المزارعين و المنمين والمزارعين بتفريج كربهم وفي المجال الاجتماعي يتخبط التعليم في أزمة واضحة وخاصة أزمة الطلاب الذين تتواصل تظاهراتهم ومطالبهم منذ أربعة أشهر ولم يجدوا من الحوار غير القمع والضرب وتعليق المنح وتفويت الفرص على الطلاب نتيجة لأعذار مختلفة.

وعلى المستوى الصحي رفعت تكاليف العلاج على مستوى المؤسسات الصحية العمومية ثلاثة أضعاف، وتضاعفت مستويات البطالة نتيجة لتصفية الشركات الوطنية الكبرى كسونيمكس وأنير وشركات النقل إلخ.. وكذلك إضراب الأطباء بالأمس وهذا ما جعل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية على أشدها وفي المجال السياسي الاحتقان القائم منذ عام 2009 ووصلنا إلى  الحوار الذي ظن الفاعلون السياسيون على مستوى المعارضة والأغلبية أنه يمكن من خلال انفراج الأزمة ففجره النظام وحطم جميع الآمال في وصول البلاد إلى انتخابات توافقية في ظل انتخابات رئاسية حاسمة في تاريخ البلاد وانتخابية بلدية   ونيابية وجهوية وبالتالي فالبلد آفاقه غامضة وسوداء والمفتوح من الأجندات أجندتان أجندة النظام وأجندة المعارضة وأجندة النظام تحدثنا عنها سابقا وقلنا إنها لن تؤدي إلى استقرار بأي حال من الأحوال  أو تناوب سلمي وأجندة المعارضة التي تحاول دفع البلاد نحو انتخابات ديمقراطية وشفافة لكي يستطيع المواطنون انتخاب حكومة وبرلمانا وبلديات تمثل إرادتهم الحقيقية وهذا هو الشرط الوحيد للاستقرار ومن منبركم  أدعو كافة المواطنين إلى معاونة ومساعدة أجندة المعارضة وأن يقفوا أمام أجندة النظام لأن أجندة المعارضة هي وحدها من يمكنه استجلاب الاستقرار والتنمية الاقتصادية ولا ينبغي أن يشوش عليهم تنصيب ولد عبد العزيز الوهمي و لا تنصيب حزبه، وأدعو المعارضة  بمختلف طيفها إلى التوحد وترك الخلافات الجانبية لأن سبب الآلام التي يمر بها الشعب وتمر بها المعارضة  هو النظام ولن تزول إلا بزوال هذا النظام وهذه الفرصة التاريخية يجب ألا نضيعها وشكر جزيلا.