الدعوة إلى فقه جديد، فقه في الكو ن، وفقه في الدين، وهو يضمُّ عدة ألوان من الفقه المنشود: فقه سنن الكون، وفقه مقاصد الشرع، وفقه المعاملات، وفقده الموازنات، وفقه الأولويات، وفقه الاختلاف، والفقه الحضاري، وفقه التغيير، وفقه الواقع.
⦁ تأكيد فرضية الدعوة إلى الله والأمر بالمعر وف والنهي عن المنكر، والنصيحة في الدين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتواصي بالحق، والتواصي بالصبر.
⦁ ترسيخ القيم الإنسانية والاجتماعية، مثل: العدل والشورى والحرية والكرامة، وحقوق الإنسان.
- التقرُّب إلى الله وحده بما شرع من العبادات، والتركيز على عبادة الله تعالى بوصفها الغاية التي خُلق لها الإنسان، وهي تتجلى في الشعائر الأربع الكبرى، وما يليها من ذكر الله، والدعاء، والاستغفار، هذا بالإضافة إلى العبادات الباطنية: من صدق النية والإخلاص لله، والخشية له، .. وغيرها، وهي أساس التصوف الحقيقي الذي يقوم على (الصدق مع الحق، والخُلق مع الخلق).
ويجب التمييز جيداً بين المستوى الإلهي )المعصوم (من التراث مثل القرآن الكريم وصحيح السنة النبوية، والمستوى البشري منه، ويشمل هذا شروح العقل الإسلامي للمستوى المعصوم. ومنه الفقه الإسلامي وأصوله، ولكن لا يجوز رفض هذا التراث كله بما فيه شرح الجانب المعصوم، لأ ن هذا يعني رفض المعصوم أيضاً.
ومدخل كل إصلاح هو إصلاح الأنظمة السياسية المستبدة التي تحكم شعوبنا، وتتحكم في مصيرها، وتخرس كل لسان حر، وتكسر كل قلم حر، وتسجن كل داعية حر، و تزّور الانتخابات، وتقهر الخصوم بقوانين أحكام الطوارئ، والمحاكم العسكرية. فلا علاج لهذا الفساد إلا بتغيير جذر يّ، يأتي بحكام يختارهم الشعب بكل حُريته، يحسُّون بآلامه، و يجسّددون آماله، ويستطيع أن يحاسبهم ويسائلهم، ويقوّمهم ويعزلهم إذا تمادوا في السوء.
عوائق التقدم الحضاري للأمة:
وأول عائق للتقدم الحضاري للأمة: الفساد السياسي، والفساد الاقتصادي،والفساد الإداري، والفساد الأخلاقي. وعلى هؤلاء الدعاة أن يتعاونوا لإقامة إصلاح حقيقي؛ يشمل هذه المجالات كلها. ولا يكون الإصلاح حقيقياً إلا إذا تم بإردتنا
وبأيدينا، ومن منظورنا، ولتحقيق أهدافنا ومصالحنا. أما الإصلاح الذي يفرضه الآخرون علينا، لتحقيق أهدافهم، ولينفذ بأيديهم أو أيدي عملائهم، فيستحيل أن يكون إصلاحاً.
ضرورة الإصلاح والتغيير:
ومن معالم الوسطية والتجديد الإسلامي: ضدرورة الاستجابة لما تُنادي به فئات الأمة كلها من التغيير الجذري، والإصلاح الشامل، لا الإصلاح الجزئي ولا الوقتي، ولا الترقيعي ولا السطحي، الذي يقف عند السطوح، ولا يغوص في الأعماق،أو يكتفي بالمسكّنات دون اقتلاع الأدواء من جذورها. وحثُّ دعاة الإصلاح والتغيير على مقاومة التخلف والفساد، فالتخلف يُعطّل عقل الأمة، والفساد يُعطّل ضميرها.
ومن هنا وجب تقديم العقيدة على العمل، والأصول على الفروع، والفرائض على النوافل، والفرائض الرُّكنية على غيرها من الفرائض، وفرائض العين على فرائض الكفاية، وفرائض الكفاية التي لم يقم بها أحد على الفرائض التي قام بها البعض .وفي جانب المنهيات يقدّم الشرك على المعصية، والكبيرة على الصغيرة، والمحرم المجمع عليه على المختلف فيه.