طالب حملة التمكين للغة العربية محافظ البنك المركزي الموريتاني بتعريب وثائق البنك وذلك من خلال خطة عملية ومتدرجة لتعريب العمل في هذه المؤسسة التي تجسد أهم مرتكزات الاستقلال ماليا ومعنويا .
وجاء في رسالة الحملة وفق هضوها النشاط الجمعوي محمد الأمين ولد الفاضل.
إلى السيد محافظ البنك المركزي
الموضوع: تعريب وثائق البنك المركزي ومنح اللغة العربية مكانتها
السيد المحافظ،
يشرفنا في "الحملة الشعبية للتمكين للغة العربية وتطوير لغاتنا الوطنية" أن نتقدم إليكم بهذه الرسالة لنلفت انتباه سيادتكم إلى أن كل وثائق البنك المركزي تصدر بلغة أجنبية، وحتى من دون ترجمه، وأن تلك اللغة الأجنبية هي لغة العمل الوحيدة داخل هذه المؤسسة الوطنية الهامة، في مخالفة صريحة للفقرة الرابعة من ديباجة الدستور، والمادة السادسة منه اللتين تنصان على أن اللغة الرسمية هي اللغة العربية.
ولأن اللغة العربية هي اللغة الرسمية كما أسلفنا، فإن القرارات الإدارية المكتوبة بلغة أجنبية معرضة للإبطال قانونا وفق ما استقر عليه فقه القضاء الإداري، فإلزام الإدارة باللغة الرسمية هو من وجهة نظر القانون ليس مجرد عقبة أو شكل لا قيمة له، ولكنه ضمانة للأفراد وحقوقهم، فوصول فحوى القرار الإداري إلى المعنيين به بلغتهم الرسمية التي يفهمون، أو يفترض قانونا أنهم يفهمونها– بحكم الدستور-هو ضمانة أكيدة من ضمانات الحقوق.
وبما أننا سنحتفل بعد يومين بالذكرى الواحدة والستين لعيد الاستقلال الوطني، فإننا نستغل هذه المناسبة العظيمة لأن ندعوكم إلى المسارعة في وضع خطة عملية ومتدرجة لتعريب العمل في هذه المؤسسة السيادية التي تجسد أهم مرتكزات الاستقلال ماليا ومعنويا، وإلى دعوة البنوك الأولية إلى تعريب وثائقها ومعاملاتها احتراما للدستور، ولحقوق مستهلكي الخدمات المصرفية الذين كثيرا ما تضيع حقوقهم بسبب معاملة البنوك لهم بلغة أجنبية.
السيد المحافظ،
لقد لاحظنا أيضا أن البنك المركزي كثيرا ما يشارك في رعاية أسبوع الفرانكفونية في موريتانيا، ويتجاهل ـ وبشكل كامل ـ اليوم العالمي للغة العربية الذي يخلد في الثامن عشر من دجمبر، كما يتجاهل كذلك كل الأنشطة التي تهتم باللغات الوطنية وبالتنوع الثقافي في موريتانيا، وهذه مناسبة أيضا لأن نلفت انتباه سيادتكم إلى ضرورة الاهتمام أكثر بكل الأنشطة التي تعزز من استقلالنا الثقافي.
وفي انتظار ردكم الإيجابي، تقبلوا فائق التقدير والاحترام.
الرئيس صو آبو دمبا