يبدو أننا بحاجة للمواكبة المستمرة لأمر الليرة التركية بعد ما حدث ودعاني لكتابة المقال السابق والذي وجد صدى طيبًا وساعد في فهم متوازن للأزمة. كنت معنيا في المقال بتوسيع دائرة المشاركة في الفهم السليم لما يجري.
وفي هذا السياق لفت نظري خبرٌ نشرته وكالة أنباء تركيا بأن تصريحات الرئيس بشأن تخفيض الفائدة قد تم تحريفها.
فالرئيس حسب الوكالة يقول أنه يحارب الفائدة المرتفعة فحرفت المعارضة ذلك وقالت يحارب الربا، وكسبت المعارضة الجولة فبدل أن يؤدي انخفاض الفائدة إلى رفع قيمة الليرة انخفض سعر صرف الليرة حتى وصلت إلى 14 ليرة للدولار قبل أن تتحسن إلى حول 10 ليرة للدولار بعد الاتفاقات الاقتصادية بين الإمارات وتركيا. ولفت الخبر إلى أن المتعاطفين مع تركيا وجدوا مادة تتلاءم مع عواطفهم الدينية وكان لهذا أثر سلبي على الليرة أيضا.
جاء هذا الخبر من هذه الوكالة الرسمية في سياق الرد على المعارضة التي اتهمت الرئيس باستخدام الدين في السياسة، والقصد من الخبر نفي استخدام الرئيس للدين في السياسة وأنه قصد تخفيض الفائدة ولم يقال أنه يحارب الربا.
وتعليقي من شقين، الأول يلاحظ أن الوكالة التركية الرسمية توضح أن المسألة ليست سوى فائدة أقل. أي لسنا في سياق ديني لاستئصال الربا. والأمر الثاني: قال بعض المعقبين على المقال السابق أن فائدة أقل أهون في التحريم من فائدة أعلى وأنها خطة للوصول إلى الصفر. وهم لا يعلمون أن التخفيض من 16% إلى 15% وأن القرار هو استخدام لآلية الفائدة وليس حربًا عليها.
وللحديث بقية
والحمدلله رب العالمين.