الولايات المتحدة الأمريكية تحاول إقناع قطر بالمشاركة في حرب ضد روسيا والصين

أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني والرئيس الأمريكي جو بايدن (صورة أرشيفية)RT

أفادت "بلومبرغ" و"فاينانشيال تايمز" بمحادثات بين إدارة بايدن وقطر لتزويد أوروبا بالغاز القطري، حال انقطاع إمدادات الغاز من روسيا بسبب الحرب المزعومة على أوكرانيا

تجدر الإشارة إلى أن كل الهستيريا في الولايات المتحدة الأمريكية و"الناتو" حول الغزو الوهمي لأوكرانيا تتطور حتى الآن في ظل غياب تام لأية إجراءات حقيقية من جانب روسيا في هذا الاتجاه.

ولكن، وعلى افتراض أن روسيا سوف تغزو أوكرانيا وتقطع إمدادات الغاز الخاصة بها عن أوروبا.

فإن عبور الغاز الروسي عبر أوكرانيا يمثل 40 مليار متر مكعب في السنة.

وسعة خط "السيل الشمالي-2" الروسي 55 مليار متر مكعب، تم الانتهاء منها وجاهزة للتشغيل، لكن أوروبا تؤخر التصديق على تشغيل الخط تحت ضغط من الولايات المتحدة.

من الواضح، وبغض النظر عما يحدث لأوكرانيا، وعبور الغاز من خلالها، فلن تعاني أوروبا من أي نقص في إمدادات الغاز الروسي، بإطلاق "السيل الشمالي-2".

يمكن أن ينشأ نقص الغاز في أوروبا في حالة واحدة فقط: إذا ما رفضت أوروبا نفسها إمدادات الغاز الروسي. سيؤدي ذلك إلى صدمة اقتصادية في أوروبا، وبالتالي فهو ممكن فقط في ظل الظروف القصوى، مثل حالة نشوب صراع عسكري بين روسيا وأوروبا على سبيل المثال. هذا بالضبط هو هدف الولايات المتحدة الأمريكية إذن في هذه القصة بأكملها حول أوكرانيا – إثارة صراع عسكري روسي أوروبي، بمساعدة العدوان الأوكراني على إقليم الدونباس.

من الواضح إذن أن هدف واشنطن ليس منع حدوث نقص في الغاز في أوروبا، بل وقف صادرات روسيا من الغاز إلى السوق الرئيسية لروسيا – أوروبا.

في هذه الحالة، ربما ينبغي أن نتحدث حينها عن رفض أوروبا الكامل للغاز الروسي.

إلا أن تلك ليست مهمة سهلة، فروسيا توفّر حوالي 40% من واردات أوروبا من الغاز. علاوة على ذلك، ففي 9 أشهر من عام 2021، قدمت شركة "غازبروم" الروسية 51% من الغاز الذي استوردته أوروبا. بالنسبة لأوروبا، ستكون هذه كارثة اقتصادية.

ليس من قبيل المصادفة إذن ألا تسمح ألمانيا بتسليم أسلحة بريطانية وأمريكية إلى أوكرانيا عبر أراضيها.

كما تجدر الإشارة أيضاً إلى أن الحجم الرئيسي للإمدادات الروسية إلى أوروبا يتم عبر خطوط الأنابيب، التي لا يمكن إعادة توجيهها إلى أسواق أخرى.