
قادمٌ من مدائن الريح وحدي ♡♡ فاحتضنّي كالطفل يا قاسيون
احتضني ..ولا تناقش جنوني ♡♡ ذروةُ القل يا حبيبي الجنون
تستمر المدينة الآثمةُ في نحيبِها الأبديّ، تستلقي بغباء العذارى بين بحرَين؛ هذا ملح أُجاج وذاك من رمال وسفاسف؛ وكلما أكلَت من الثاني تثاءب الأول استعدادا لابتلاعها؛ وليست الريح التي تعوي سوى صدًى لنحيبها يتردد في آذان النوافذ والشرفات
تبدو الشوارع كئيبة ومتشابكة كأنها بيوت العناكب أو مغارات السناجب؛ على انها تجمع وَهَن الأولَى وظلمةَ الأخيرة
لايُساسُ الناس بالعواطف والأهواء؛ ثُمّ إنّ رِضَى الخلق غايةٌ لاتُدرك ورضى الخالقِ أقرب من حبل الوريد
كانت مواعيد عرقوب لها مثلا ♡♡ وما مواعيده إلا الأباطيل
تضيق النفوس بشظف العيش وامتهان الكرامة وتبلغ القلوب الحناجرَ؛ ويبقى الأمل شرفة نرى من خلالها ونأمل من حين نألم؛ ولكن يبدأ الخوف الحقيقي حيث ينتهي الأمل، ونرى جدار الروح يوشك أن ينقضّ لولا تداركه رحمة من ربي
لايمكن أن يستمر الحالُ هكذا "منصوبا"
تتناسلُ الخيباتُ وتغيض أرحامُ النبوءات؛ طوابير المتسولين تتمدّد وتتراكمُ أعداد المرضى والبؤساء؛ وتُدارُ كأسُ السلطة والمال بين الكسالَى والمُخبرين والقوادة والمومسات؛ ويَنتبِذُ الأحرارُ منها مكانا قصيا؛ فيضحكون منهم استهزاءً وإذا مرُّوا بهم يتغامزون وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين
ولربما ألقوا إلى ضعَفَة النفوس مما في أيديهم يتألفوهم به؛ ويضنّوا به على مستحقيه حقا
العبرات والنظرات ليسا كتابَين للمنفلوطي فقط؛ لكنهما عنوانَيْن لواقع موريتاني يُحمَى عليه منذ أمَدٍ؛ ويُذكَى تحته من حطب المُفردات وأعشاب الكلام فإذا فار التنور فلاتَ حين مَندَم
وَإِذَآ أَرَدْنَآ أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا ٱلْقَوْلُ فَدَمَّرْنَٰهَا تَدْمِيرًا














