ومثل قوله عليه السلام عن بعض الناس: "تلك صلاة المنافق، تلك صلاة المنافق، تلك صلاة المنافق" ثم فسرها بأنها صلاة من يرقب قرص الشمس حتى إذا اقتربت من الغروب "قام فنقرها أربعا لا يذكر الله فيها إلا قليلا" [رواه مسلم في الصلاة (622)، وأحمد في المسند (12929)، وأبو داود (413)، والترمذي (160) كلاهما في الصلاة، والنسائي في المواقيت (511) عن أنس].
كما وجد في ذلك المجتمع الطاهر من يرتكب بعض المحرّمات، ولهذا أقيمت فيه الحدود والتعزيرات، ولكن على قلة. وكل الذين أقيم عليهم حد الزنى إنما قام بإقرارهم على أنفسهم طالبين أن يتطهّروا.
وبعض من أجريت عليهم عقوبة الخمر من الضرب بالأيدي والثياب ونحو ذلك، حتى قال بعضهم في أحدهم: ما أكثر ما يؤتى به لعنه الله! وهنا قال الرسول صلى الله عليه وسلم:" لا تكن عونا للشيطان على أخيك!" [رواه البخاري في الحدود (6777) وأحمد في المسند (7985) وأبو داود في الحدود (4477) والنسائي في الحد في الخمر (5287) عن أبي هريرة.] وفي رواية: "لا تلعنه، فإنه يحب الله ورسوله" [رواه البخاري في الحدود (6780) عن عمر.]!
وقال القرآن في فئة من هذا المجتمع: {وَآخَرُونَ اعْترَفوُا بِذنُوُبِهِمْ خَلَطُواعَمَلا صَالِحا وَآخَرَ سَيئِا عَسَى اللَّه ُ أ نْ يتَوُبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّه َ غَفوُرٌ رَحِيمٌ}[التوبة:102].
ولم يكن فيه الفجرة المتبجّحون والمجاهرون بمعاصي الله تعالى.
إنما كان يتمثل الخطر على هذا المجتمع في فئة "المنافقين" الذين يتظاهرون بالإسلام وما هم بمسلمين، {يخُادِعُونَ اللَّه وَالذِّينَ آمَنوُا وَمَا يَخْدعَونَ إِلاَّ أنْفسَهُمْ وَمَا يَشْعرُونَ} [البقرة:9].