وقد قيل لأحد العظماء: نراك تحترم معلمك أكثر من أبيك! فقال: إن أبي سبب حياتي المادية، وهي فانية، ومعلمي سبب حياتي المعنوية، وهي باقية! فنظم هذا الشاعر فقال:
فهذا مربي الروح، والروح جوهر وذاك مربي الجسم، والجسم كالصد ف!
أدب المتصوفة بين الغلو والجفاء
وقد قال العلامة إسماعيل: الهروي في منزلة الأدب من رسالته الشهيرة "منازل السائرين إلى مقامات "إياك نعبد واياك نستعين": "الأدب: حفظ الحد بين الغلو والجفاء، بمعرفة ضرر العدوان [منازل السائرين (1/67) نشر دار الكتب العلمية بيروت].
وشرح هذا ابن القيم في "المدارج" فقال: "هذا من أحسن الحدود. فإن الانحراف إلى أحد طرفي الغلو والجفاء: هو قلة الأدب. والأدب: الوقوف في الوسط بين الطرفين، فلا يقصر بحدود الشرع عن تمامها، ولا يتجاوز بها ما جعلت حدودا له. فكلاهما عدوان. والله لا يحب المعتدين. والعدوان: هو سوء الأدب.
وقال بعض السلف: دين الله بين الغالي فيه والجافي عنه.
فإضاعة الأدب بالجفاء: كمن لم يكمل أعضاء الوضوء. ولم يوف الصلاة آدابها التي سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وفعلها. وهي قريب من مائة أدب:
ما بين واجب ومستحب.