
موقع الفكر: من أين جاء الفلان وماأنسابهم وأصولهم التاريخية؟
الأستاذ بونا عمر لي : من حيث التاريخ يختلف الدارسون والمؤخرون حول أصول وتاريخ الفلان ،فمن يذهب بهم إلى أنهم كانوا يسكنون منطقة طور سينا، وحتى إنهم يجدون لها اسما داخل اللغة فيقولون إن أصل الكلمة طور سيني، بمعنى ذبح الأبقار وكما تعلمون فحيث ما وجد الفلان يوجد البقر ،وحيثما وجد البقر يوجد الفلان؛ وبالتالي فمن المؤرخين من يعتقد أنهم جاؤوا من هناك وحتى كلمة تور مأخوذة من كلمة طور ،ومما كان يجمع عليه الباحثون أنهم من السكان القدامى لمصر القديمة وينتشرون في بلاد النوبة وغيرها من المناطق وبعد ذلك جاءت هجراتهم إلى بقية إفريقيا ،حتى إذا وصلوا إلى منطقة فوتا سموها باسم فوتا، تورو ومنها تفرقت القبائل الفلانية إلى فوتا تورو وفوتو ماسينا وفوتا جالون في غينيا والكامرون ،ويوجد الآن الفلان في أكثر من عشرين دولة ويتكلمون البولارية مع اختلاف بعض اللهجات، وفوتا تورو هي الأصل وتقع حاليا جنوب موريتانيا وشمال السنغال وتبدأ من منطقة "دغانا "في السنغال إلى منطقة والو وفي موريتانيا من كوري إلى باكل ومن حيث النسبة والأنساب فإن الشيخ آلفا هاشمي تال الذي كان مجاورا في المدينة المنورة وهو ابن أخي الحاج عمر تال يقول إن الفلان من ذرية جعفر بن أبي طالب، ويقول عبد الله بن فوديو وهو أخو الإمام عثمان بن فوديو مؤسس الدولة الإسلامية في نيجيريا إن "تورودو" من نسل إسحاق بن إبراهيم وذكر في تفسيره للقرءان عند قوله تعالى: "وجعلها كلمة باقية في عقبه" الحمد لله الذي جعلنا من ذريته حيث لا يخلو عصر ممن يقوم من ذريته بنشر الحق والخير، وهناك بعض القبائل منهم تنتسب إلى قريش لأن عقبة بن نافع تزوج امرأة من الفلان وأنجب منها ،وكما قال عبد الله بن فوديو فإن تورودو أخوال الفلان الذين جاءت بعض قبائلهم من عقبة بن نافع وبعضها من جعفر بن أبي طالب، كما قال آلفا هاشمي تال إلى آخره .وهناك رواية أخرى تعتبر أن الفلان أخوال العرب لأن أم إسماعيل منهم من بلاد النوبة وهناك قول غريب بأنه من يهود وهذا القول يستند إلى قول عبد الله بن فوديو بأنهم من أبناء إسحاق وهو لا يدل على أنهم يهود لأن إبراهيم عليه السلام ما كان يهوديا ولا نصرانيا، والأقوال تتداخل ولا يستبعد شيء في أنساب الناس عبر التاريخ، لأنك إذا تتبعت أنساب الناس فإنك سترجع بهم جميعا إلى آدم وحواء ،ولكن من أين تفرع هؤلاء وهؤلاء؟ وإذن لا يستغرب ورود أي نسبة من أي جهة كانت لأنها واردة ومحتملة لأننا نؤمن بأن الأصل البشري آدم وحواء ولكن كل ما ذكر محتمل.














