السالك بن سيدي محمود لموقع الفكر: مخاطر الفساد جمة وخاصة في بلد موارده قليلة

موقع الفكر: نود منكم  أن تحدثونا عن مخاطر الفساد على التنمية خاصة بالنسبة لبلدنا، وهل هناك أمل في التنمية بالتوازي مع الفساد.؟

الرئيس السالك: بسم الله الرحمن الرحيم

مخاطر الفساد جمة وخاصة في بلد موارده قليلة، فلا بد أن توجه هذه الموارد بطريقة مثلى بمعنى أن الفساد يأخذ طابعين: 
- الفساد المباشر: سرقة الموارد الموجهة للمشاريع التنموية، وتحويلها من الهدف العام إلى المصلحة الخاصة، وبالتالي الأهداف التنموية تتوقف.
- سوء استخدام هذه الأموال بدافع الصفقات المشبوهة وإعطاء الفرص للمقربين، وبدافع الرشوة يخطط لمشروع لا على أساس جدوى وإنما على أساس زبوني ومصالح خصوصية، 
هذا يحدث كثير منه في بلدنا.
أبرز المخاطر : 
- يفقد الروح الوطنية لدى كثير من أفراد الإدارة والشباب والغيورين على الوطن لأنهم ينظرون إلى أقرانهم من الإداريين الفاسدين يتبوؤون المناصب السامية ويستمرون فيها، في حين ترى الأطر النزيهين الأمناء تراهم على الهامش، وهذا يحدث لديهم نوعا من الإحباط واللامبالاة  بالوطن؛ لم تنصف في بلدك لأن العدالة غابت.
- مظالم اجتماعية لأن الفساد هو سوء توزيع للثروة؛ لأن من يحظى بالفساد يصبح ثريا وما عداه يكون طبقة هشة، وبالتالي ينشأ صراع اجتماعي ويكون هناك مواطن من الدرجة الأولى ومواطن من الدرجة الثانية.
هناك من يحظى بالتعيين ولا يحاسب على أفعاله، ويثري ثراء فاحشا، ومن يطبق عليه القانون ومن يعيش الفقر والهشاشة الاجتماعية.
لو طبق القانون واحترم المال العام وتساوى الناس أمام القانون لحصلت عدالة اجتماعية، ولكان للموارد مردوديتها التي ينبغي أن توجه لها وحصلت تنمية شاملة للبلد.
هناك إمكانية لمحاربة الفساد وبزيادة الوعي بخطورته وضغط الشارع والطبقات المحرومة والنخبة السياسية يمكن فعلا أن يوضع حد لهذا الداء ولهذه الكارثة.