![](https://elfikr.net/sites/default/files/%D8%AC%D9%85%D9%8A%D9%84%20%D9%85%D9%86%D8%B5%D9%88%D8%B1_4.jpg)
في إطار مواكبة موقع الفكر لمجريات الساحة الوطنية، وسعيا منا إلى إطلاع متابعينا الكرام على تفاصيل الأحداث، بتحليل وازن، ونقاش متبصر، نلتقي اليوم مع أحد القامات الفكرية والسياسية ممن لهم دراية بدهاليز السياسة وشؤون البلد وأهله، وهو إلى ذلك ملم بواقع البلد، نحاوره ونستجلي من خلاله ما وراء الخبر، في لقاء شامل، نحاوره في هذا الجزء عن الحوار السياسي وسقوفه وآخر أخباره والأمور التي ينبغي الحوار حولها، ولما لضيفنا من خبرة سياسية بصفته تقلد سابقا منصب رئاسة اكبر حزب معارض في البلد لأكثر من عقد من الزمن،
فأهلا وسهلا بضيفنا الكريم الرئيس محمد جميل منصور
موقع الفكر: ما هي آخر الأخبار الخاصة بالحوار الوطني، وما هي أهم الأمور التي ينبغي التشاور حولها؟
الرئيس جميل منصور: الذي يبدوا من خلال الأحداث الأخيرة، أن مجموعة الأحزاب التي اقترحت خارطة الطريق شكلت إطارا حزبيا يمثل عددا من الأحزاب، بدأ الاتصال مع الأطراف الأخرى خارج هذا التجمع، وأعتقد أنهم بدؤوا قبل فترة بلقاء حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية وحسب ما وصلني أنهم اليوم يلتقون بحزب التحالف من أجل العدالة والديمقراطية " حركة التجديد" برئيسه " ابراهيما مختار صار" وربما بعد ذلك يبدؤون الاتصال بالأحزاب الأخرى سواءً الممثلة على مستوى المجموعات المحلية أو حتى الأحزاب الأخرى، والمتوقع أن هذه الاتصالات تفضي إلى مستوى من التوافقات خصوصا أننا نلاحظ من خلال المشهد السياسي أن الاحزاب والتكتلات بدأت تتفاعل مع موضوع الحوار من خلال إعداد المقترحات سواءً وثائق أو إصدار بيانات أو إعداد مقترحات محدودة تمثل رأيها في ما ينبغي أن يكون عليه الحوار، ويكاد يكون من المتفق عليه أن محاور ثلاثة هي جوهر الحوار المنتظر:
• المحور الأول: يتعلق بالوحدة الوطنية بكل معانيها، يتعلق بالمسألة العرقية، التعايش بين المكونات، مسألة الاسترقاق ومظاهره ومخلفاته وسياساته، القضايا التي تتعلق بالتعددية الاجتماعية والمكونات المختلفة، أي الوحدة الوطنية بكل معانيها ودلالاتها.
والذي يظهر أن هذا الموضوع ورغم أنه دائما تظهر فيه آراء بعضها يدفع في اتجاه اليمين تجاهلا و البعض يدفع في اتجاه اليسار تطرفا ومبالغة، فإن القضايا الأساسية لا يصعب أن تكون محل توافق بين أغلب المكونات المتوقع مشاركتها في الحوار.
• المحور الثاني: هو محور الحَكامة بكل ما تعنيه أي كيف نسوس البلد، كيف نحسن من حكامته، كيف ندبر الاقتصاد، كيف ندبر الشأن العام، كيف نصلح الإدارة، أي الحكامة بمختلف معانيها أو دلالاتها و مكوناتها وهو أمر فعلا ينبغي أن يقال فيه، ويوجه به في شأنه.
• المحور الثالث: هو ما يمكن أن نعتبره تطوير الديمقراطية أو المنظومة الانتخابية أو الاصلاح الانتخابي، أن البلد يحتاج إلى خطوات جدية لتحسين الوضع الديمقراطي بمعانيه العامة ولتحسين المنظومة الانتخابية تقطيعا و قوانينَ وإجراءات، وأعتقد أن كثيرا من الأحزاب أعطى رأيه بخصوص هذا الموضوع، ومتوقع أن يكون من مواضيع الحوار، و أتصور أن اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات يمكن أن تلعب دورا مهما في هذا السياق مواكبة واقتراحا باعتبار الاختصاص والدور.
هذه هي المواضيع الأساسية، لا يعني هذا أن المواضيع الأخرى لن تطرح، ولا يعني ذلك أن هذه المواضيع ستطرح بكل جزئياتها وتفاصيلها، ولكن من خلال المكتوب والمنشور من مختلف الأطراف، هذه هي المواضيع الأساسية التي يشار إليها، قد لا يخلو بعضها من محاذير عند هذا الطرف أو ذاك وبالتأكيد المشاورات الأولية و اللقاءات التمهيدية ستحدد ذلك وسترسم الحدود التي ينبغي أن يتوافق عليها الجميع وربما يلتزم بها الجميع، لكي يكون الحوار منتجا ومفيدا، وذا مخرجات وخلاصات تفيد البلد في وحدته، في تنميته، في حريته و ديمقراطيته، وبالتالي أعتقد أن هذا في ما يتعلق بمضامين الحوار المتوقع.
لا ينبغي للناس أن تنظر إلى هذا الحوار كأنه مؤتمرا وطنيا كما يحدث في بعض البلدان فعلا التي عاشت مشاكل كبيرة، ما نسميه " La conference national" (المؤتمر الوطني)، فلا الوضع وضع يسمح بذلك ولا السياق السياسي هو سياقه كما لا ينبغي أن نقبل أن يكون حوارا متَحكما فيه، محدَدا ما ينبغي فيه، محدودًا ويوجه بطريقة أو بأخرى وإنما ما بين أن نتجاوز مرحلة الحوارات إلى المتَحكم فيها ولا نصل إلى مرحلة الحوارات الوطنية على صيغة المؤتمر الوطني، يمكن أن نبحث عن خيار لهذا الحوار يكون أكثر فائدة للبلد.