ولا ذنب في الحقيقة لعلماء الدين، إنما الذنب للدين نفسه، الذي ألزم الفرد، وألزم الجماعة أن ينقادوا لحكم الدين، وأن يسألوا أهل الذكر فيما يجهلونه أو يشتبه عليهم من الأحكام.
وهؤلاء يريدون أن يسلخوا الإسلام من شموله وتكامله، فهو يوجه الحياة كلها فردية واجتماعية، وفق أمر الله ونهيه... وهذه فتاوي شيخ الإسلام ابن تيمية، وفتاوى العلامة رشيد رضا، وفتاوى الشيخ محمود شلتوت وغيرهم، وفتاوى المفتين الكبار، مثل الشيخ عبد المجيد سليم، والشيخ حسنين مخلوف، والشيخ حسن مأمون، والشيخ جاد الحق، وغيرهم، وهو ما نشرته وزارة الأوقاف فيما يقرب من عشرين مجلدًا. نجدها قد شملت كل جوانب الحياة.
بل إنّ كثيرًا من المصلحين يأخذون على علماء الدين استغراقهم في أحكام الحيض والنفاس والطهارة والنجاسة والرضاع وغيرها، مهملين الأحكام الخاصة بالمجتمع والأمة.
إنَّ الإسلام ينكر على المسلم - محكومًا كان أم حاكمًا - أن يقتحم الأشياء، ويخوض في الأمور، من دون أن يسأل نفسه: أهذا مشروع أم غير مشروع؟ وإذا كان هو لا يعرف الحكم فلم لا يسأل العالم الثقة: أهذا جائز أم غير جائز؟