التطورات في تايوان.. أزمة انتخاب الرئيس تنذر بمواجهة أمريكية- صينية

الرئيس التايواني الجديد

كان انتخاب رئيس جديد لتايوان ليمر عاديا، لولا أنه يشكّل إحياء لأزمة بين الصين والولايات المتحدة، لا تكاد تخبو حتى تظهر جذوة من تحت رماد التاريخ، لتشعل منطقة بحر الصين الجنوبي، فتحيي صراعا قطبيا عابرا للقارات، طرفاه بكين وواشنطن.

فما إن وصل الرئيس لاي تشينغ – تي، إلى سدة رئاسة تايوان، بعد انتخابات جرت الخميس الماضي، حتى بدأ التنابز بالتصريحات يشتعل مهددا العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، ومنذرا بحرب دائما ما تلوح في الأفق ثم تختفي، بعد أن تقرر بكين تأجيل اجتياح الجزيرة التي تعتبرها جزءا منها، فيما ترى واشنطن أن لديها حق تقرير المصير، في لعبة شد حبل طويلة الأمد.

الصين تعتبر لاي "عدوها" لنضاله من أجل استقلال تايوان، فيما سارعت الولايات المتحدة إلى تهنئته بالفوز، وهو ما فاقم غضب بكين، التي لم تر في خطوة انتخاب مرشح الحزب الديمقراطي التقدمي سوى قطعا لأوصل الجزيرة عن بلدها الأم، فقد أصدرت بياناً بعد وقت قصير من ظهور النتائج، أصرت فيه على أن "تايوان جزء من الصين".

في المقابل آثر البيت الأبيض أن يكون موقفه في اتجاهين، حيث أن الولايات المتحدة هنأت سريعا لاي تشينغ تي بالفوز، بينما أكدت في الوقت نفسه أنها لا تدعم استقلال الجزيرة المتمتعة بحكم ذاتي، وتدعمها واشنطن عسكريا، في الوقت الذي تعتبرها الصين جزءا لا يتجزّأ من أراضيها، وعلى مستوى آخر قررت واشنطن إيفاد وفد إلى تايوان على الرغم من اعتراض الصين

خطوة إذن مقابل أخرى بين الولايات المتحدة والصين، يُخشى أن تتطور إلى عمل عسكري، خصوصا مع ورود تقارير عن عزم بكين اجتياح تايوان، على الرغم من دعوتها العلنية إلى "إعادة التوحيد سلميا"، ونفيها النية لاستخدام القوة، في حين تستمر في تعزيز وجودها العسكري حول الجزيرة منذ أشهر، ما زاد المخاوف من صراع محتمل، قد تدخل فيه واشنطن على الخط.

.