موريتانيا محطة الأفارقة الحالمين بالعبور إلى أوروبا

سلط تقرير جديد نشرته وكالة أنباء العالم العربي، الضوء على تجربة المهاجرين الأفارقة في موريتانيا، الحالمين بالعبور نحو الضفةالأوروبية.

ويشير التقرير إلى أن الأفارقة حوّلوا الساحة الواقعة في حي السفارات بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، إلى ورشة كبيرة لغسل السياراتوتزيينها؛ ومعظم من يعملون فيها مهاجرون قادمون من دول أفريقية مختلفة، حيث يرون هذه المهنة السبيل الوحيد لضمان تمويل رحلةالهجرة غير الشرعية إلى أوروبا أو الولايات المتّحدة.

ويعمل آلاف الأفارقة أيضا في الأعمال اليدويّة في موريتانيا، لجمع المال وتمويل رحلات الهجرة تلك.

ويركز التقرير على بعض النماذج من المهاجرين الأفارقة؛ مثل ممادو صاو، الذي هاجر من مالي أواخر عام 2022 حين تدهور الوضعالأمني في البلاد، يعمل في بيع الملحف، وهو الزي التقليدي الخاص بالمرأة الموريتانية، حيث ينادي على المارة في الشارع بالشراء من عندهبلهجة حسانية غير سليمة، يحاول إقناع النسوة اللاتي تمر بجوار بضاعته للشراء.

وقد فرّ مامادو إلى موريتانيا رفقة أسرته من أجل البحث عن الأمان وحياة أفضل؛ إلا أنه يعتبر نواكشوط محطة مؤقتة لتوفير المال الكافيللهجرة إلى أوروبا.

أمّا سانغانا، وهو مواطن ليبيري يعمل في مجال السباكة، فيقول إن موريتانيا بالنسبة له "مجرّد محطة عابرة" يستعدّ فيها لتحقيق أكبرأحلامه، وهو "الهجرة إلى أوروبا والعيش بكرامة هناك".

وقد اختار سانغانا، العمل في مجال السباكة (شبكات الصرف الصحيّ) لأنه لا يتطلب موارد مالية كبيرة، وفي الوقت نفسه يدرّ عليه مبالغجيدة تساعده على البقاء في موريتانيا والتخطيط لرحلته المستقبلية إلى أوروبا.

ويعزو التقرير  لوكالة (فرونتكس) للحدود التابعة للاتحاد الأوروبي، أن الهجرة غير الشرعية ارتفعت من غرب أفريقيا بأكثر من عشرة أمثالعلى أساس سنوي في يناير الماضي، حيث وصل أكثر من سبعة آلاف مهاجر إلى إسبانيا الشهر الماضي على متن قوراب، 83 في المئةمنها قادمة من سواحل موريتانيا.

ومع ارتفاع مضطّرد في عدد المهاجرين القادمين من سواحل موريتانيا إلى إسبانيا، زار رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز ورئيسةالمفوضيّة الأوروبية أورسولا فون دير لاين نواكشوط في الثامن من فبراير شباط، وأعلنا عقد شراكة مع موريتانيا في مجال مكافحة الهجرةغير الشرعية.

وتعهّد الاتحاد الأوروبي بتقديم مساعدات قدرها 210 ملايين يورو لموريتانيا، دعما لجهودها الرامية إلى الحد من تدفّق المهاجرين إلى جزرالكناري الإسبانية.

وبدأت الأسبوع الماضي في العاصمة نواكشوط المفاوضات الأولية بين الحكومة الموريتانية والاتحاد الأوروبي لبحث أجندة التعاون في مجالالهجرة، التي تم توقيعها في الآونة الأخيرة.