فعلا نحن بحاجة إلى بناء طرقات وتقاطعات وجسور لتحسين حركة المرور في العاصمة وغيرها من المدن الكبيرة وتسهيل تنقلاتنا من وإلى هذه المدن. هذا صحيح، وهنيئا لنا بجسر "التآزر" الذي تم تدشينه اليوم من قبل فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، حفظه الله و رعاه. وعقبى لنا في الخير والمسرات بتدشين جسر "مدريد" و"الحي الساكن". ومع ذلك نقول ونؤكد على أن حاجتنا لا تقتصر على جسور لتسهيل العبور من مكان إلى آخر وانسيابية حركة المرور رغم أهميتها، بل نحتاج أيضًا إلى جسور للتعارف والألفة والمحبة.
نحتاج إلى تشييد جسور وطرقات للربط بين الإنسان و الإنسان. فبقدر ما نطالب بإصلاح الطرقات الرابطة بين المدن والأحياء، فإننا نطالب بإصلاح طرقات التآلف والتراحم بين سكان هذه المدن والأحياء، بين الضمائر والمشاعر والأفكار وإصلاح ذات البين وتعزيز الوحدة الوطنية. فبقدر ما حرصنا على بناء جسر "التآزر" ونعمل حاليا على استكمال جسر "مدريد" و جسر "الحي الساكن" علينا أن نبني جسورا للتعارف والتآلف بين سكان العاصمة والتراحم فيما بينهم وفيما بينهم وبين المواطنين كافة. وأنتم لها يا فخامة الرئيس.
علينا أن نزيد من هذه الجسور والممرات والطرقات، ونرفع على جنباتها لافتات مرور مضيئة ومنارات إنسانية ودعائم قانونية لا نضل معها ولا نشقى. هذه الطرقات موجودة فطريا وتاريخيا؛ إنما تحتاج فقط إلى إعادة بناء و ترميم.
هذا الكلام - أخي القارئ - قد يبدو إنشائيا لكنه قابل لأن يتحول إلى فعل مفيد متى توفرت الإرادة و حصل الاقتناع به. و الطرق أو الجسور المطلوب بناؤها ما هي إلاّ كسائر الطرقات و الجسور (جسر التآزر، مثلا) تحتاج مهندسين و بناة و مختبرات و آليات و ضوابط.. والمهندسون هنا هم القضاة والإدارة و والولاة والأئمة و العلماء و الأحزاب السياسية و المجتمع المدني؛ والمختبرات هي الأسر و المساجد و المدارس؛ و الآليات والضوابط هي القوانين و الأخلاق و التراث الثقافي و المصير المشترك.
معاً لنبني جسور المحبة والألفة بين أبناء الوطن الواحد! ومعاً لزيادة جسور العبور!