يواصل قطاع الهيدروجين الأخضر في موريتانيا جذب المزيد من الشركات العالمية، الراغبة في الاستثمارات في موارد البلد الأفريقي التي من شأنها أن تؤمّن جزءًا مهمًا من وقود الطاقة المستقبلي.
ووفق بيانات حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، وقّعت موريتانيا مذكرات جديدة من 3 شركات أوروبية لتطوير مشروعات تتعلق بإنتاج الهيدروجين الأخضر.
وقّع مذكرات تفاهم مشروعات الهيدروجين الأخضر في موريتانيا وزير البترول والمعادن والطاقة الناطق الرسمي باسم الحكومة الناني ولد أشروقة، على هامش زيارة وفد رفيع المستوى من الشركات والفاعلين الأوروبيين إلى نواكشوط، لاستكشاف فرص الاستثمار في مجال الطاقة وخاصة الهيدروجين.
جانب من مراسم توقيع مذكرات تفاهم الهيدروجين الأخضر في موريتانيا - الصورة من وزارة البترول والمعادن والطاقة
تفاصيل مذكرات التفاهم
تتعلق المذكرة الأولى الموقعة مع شركة "ألكيميا- كوانتيوم هيدروجين" الإسبانية، بإطلاق مشروع لإنتاج الصلب الأخضر في موريتانيا.
وتتعلق المذكرة الثانية، الموقعة مع شركة "جبري" الإسبانية، بإطلاق مشروع نموذجي للهيدروجين الأخضر بقدرة إنتاجية تصل إلى 3 غيغاواط.
وتهدف المذكرة الثالثة الموقّعة مع شركة "إيماكس" الإيطالية إلى إطلاق مشروع نموذجي هو الأول من نوعه في أفريقيا لتقييم إمكان تصنيع المحللات الكهربائية في موريتانيا.
ووُقِّعَت المذكرات خلال غداء عمل نظّمته وكالة ترقية الاستثمارات في موريتانيا على شرف البعثة الأوروبية، بحضور وزير الاقتصاد والتنمية المستدامة عبدالسلام ولد محمد صالح، وعدد من مسؤولي قطاعي الطاقة والاقتصاد وعدد مسؤولي القطاع الخاص.
جانب من مراسم توقيع مذكرات تفاهم الهيدروجين الأخضر في موريتانيا - الصورة من وزارة البترول والمعادن والطاقة
تعاون أوروبي
تنظر الشركات الأوروبية إلى الهيدروجين الأخضر في موريتانيا بوصفه بديلًا مناسبًا ورخيصًا لتأمين احتياجات القارة العجوز لتأمين احتياجاتها من الطاقة النظيفة.
إذ زارت بعثة أوروبية عالية المستوى، تضم 40 مسؤولًا من شركات أوروبية في مجال الهيدروجين الأخضر، نواكشوط، خلال الأسبوع الجاري؛ لاستكشاف قدرات القطاع وآفاقه وفرص الاستثمار بالهيدروجين الأخضر في موريتانيا.
وهدفت البعثة، التي تنظّمها بشكل مشترك ممثلية الاتحاد الأوروبي في موريتانيا ووزارة البترول والمعادن والطاقة، خلال يومي 25 و26 أبريل/نيسان 2024، إلى تقوية الروابط بين الشركاء والسلطات الموريتانية، بهدف تعزيز حضور الفاعلين الأوروبيين في قطاع الهيدروجين منخفض الكربون وتسريع التحول الطاقوي في موريتانيا.
وتضم البعثة قادة أوروبيين من 16 شركة تعمل في سلسلة قيمة الهيدروجين الأخضر وممثلين عن وكالات التنمية ووكالة التجارة الخارجية الإيطالية والمعهد الإسباني للتجارة الخارجية وبنك الاستثمار الأوروبي والمديرية العامة للشراكات الدولية في المفوضية الأوروبية.
جانب من مراسم توقيع مذكرات تفاهم الهيدروجين الأخضر في موريتانيا - الصورة من وزارة البترول والمعادن والطاقة
وتتمتّع موريتانيا بمزايا لا مثيل لها من حيث الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ومساحات شاسعة قليلة السكان وموقع جغرافي مميز قريب من أوروبا، وتشكل شريكًا متميزًا وتوفر فرصة استثمارية حقيقية في قطاع الهيدروجين الذي يشهد تطورًا متسارعًا.
تأتي الزيارة في أعقاب الطاولة المستديرة حول الهيدروجين الأخضر في موريتانيا التي انعقدت في فبراير/شباط 2024، والتي جمعت الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، ورئيس الحكومة الإسبانية سانشيز ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين و8 ممثلين عن شركات أوروبية في قطاعات الهيدروجين الأخضر.
ويوفر الهيدروجين الأخضر إمكانات هائلة لإنتاج الطاقة في موريتانيا؛ إذ تتمتع البلاد بشكل خاص بأشعة الشمس والرياح القوية بإمكانات تصل إلى 363 غيغاواط قابلة للاستعمال، وفقًا لخريطة طريق صناعة الهيدروجين الأخضر في موريتانيا، والتي صادقت عليها الحكومة في نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
وتمثل الطاقة المتجددة حاليًا أكثر من 40% من إجمالي إمدادات الكهرباء في موريتانيا، ويمكن للهيدروجين الأخضر أن يساعد في تحقيق هدف البلاد المتمثّل في الحصول على 50% من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.
موقع طاقة